صالح الشراب العبادي
ليس من السهل ان يتوب المتعود على الذنوب مرة واحدة وخلال لحظة معينة.. فلطالما تحتاج التوبة النصوح الى ندم كبير وحزم ومصارعة النفس الردية .. ومجاهدة كبرى وحرمان .. حتى يجد بعدها لذة الاستقلال ورمي حمل ثقيل كانت شهوات الفوز والمنصب يدفع لها حيث ان الثمن يكون سخياً ..
في كل موعد انتخابات نقول ان المال السياسي او المال الاسود سيخف قليلًا لتكون المفاجأة ان المال السياسي والاسود والدفعات قد باتت مترسخة اكثر واكثر .. وانها اصبحت ممنهجة بل تكاد تتساير مع القوانين التي تسن فيما يخص الانتخابات ..
نسمع ان هناك من دفع بطريقة او باخرى مئات الالاف من الدنانير ، بدفع مباشر او غير مباشر ، مستغلاً بذلك حاجات الناس وعوزهم هذا سابقاً ..
فهلا نتصور وخاصة مع الظروف الصعبة جداً التي يعيشها المواطن الان وخلال مرحلة الانتخابات القادمة … ان تخف حدة المنافسة للوصول بواسطة الدفع المسبق ..وهاهي ملامح الدفع قد بان رأسها من ألان.. وهذا ما تم التصريح به علانية .. والمخفي أعظم واشد وطأة..
المال السياسي والمال الأسود سيكون ( غفق) في الانتخابات التشريعية المقبلة .. وهذا بحد ذاته سيحدد بل سيقلل فرص او فوز الكفاءات والشرفاء والوطنيين او حتى الدخول في معترك هذه المعمعة .. الانتخابية والذين يرفضون رفضاً قاطعاً ان يشتروا ضمائر البشر .. او يقدوموا انفسهم .. للناس ..
اما نظام الحشوات فهي أيضاً ستكون حاضرة بقوة …حيث سيتم الدفع لهم بما يسمى تكمالة عدد او تحضير وتشكيل القوائم .. سواءاً المحلية منها او الحزبية ..
لغاية الانتخابات الاخيرة ام يكن هناك اثبات كامل لاستخدام المال السياسي والأسود.. ولم يحاكم او يفصل نائب او منتخب في المجالس المحلية .. بناءاً على واقعة الشراء والبيع .. للاصوات ..
ان طرق الشراء للذمم كثيرة ومتنوعة .. وعادة ما تكون بصورة غير مباشرة وسرية او عن طريق دفعات لأجل او تسديد الديون والفواتير .. او الطرود .. وغيرها .. من الاساليب والطرق ..
اما الخدمات العامة فهي مساعدة التعيين من هنا وهناك على مدار اربعة سنوات بشكل منظم وخاصة اذا كان النائب ذو منصب مهم في مجلس النواب …
مواجهة هذه الظاهرة .. لا يكون الا بشكل مشترك وجازم وحازم .. الهيئة ، المواطن.. الدولة ، الاجهزة الامنية ، الضمائر الحية ، التقوى ..
