محمد داودية
عَشِقَ ناهض حتر النبيَّ محمداً عشقاً لا يدانى.
وهنا ما كتبه عن الرسول الكريم حين جرت الإساءة إليه بالرسوم والكتابات العنصرية، أعيد نشره بمناسبة المولد النبوي الشريف، وبمناسبة ذكرى اغتياله الظالم قبل يومين.
كتب المفكر ناهض حتر:
(كان محمد بن عبدالله نبياً بالمعنى الديني.
وكان نبياً بالمعنى القومي، فبدعوته تأسست الأمة العربية.
وكان نبياً في ثورة، مناضلاً ، وكان “خاتم النبيين”، فلا ادعاء بعده لولي أو شيخ أو حزب، او ادعاء احتكار تمثيل الإسلام بعد قفل باب النبوة وبدء عصر الأمة في التاريخ الاجتماعي.
بذلك، فإن الرسول العربي (ص) رمز مربع الأركان: رمز ديني للمسلمين، ورمز قومي للعرب، ورمز ثوري للمناضلين من أجل التغيير، ورمز مدني للقائلين بالدولة المدنية.
تجرحني الإساءة للرسول، وأشعر بالتحدي إزاء تلك العصابات العنصرية الإمبريالية المعادية للإسلام والعروبة والعالم الثالث وحركات التحرر الوطني.
نحن ورثة الرسالة وورثة النضال وورثة تراث العروبة ونحن أحق الناس بالدفاع عن الرسول العربي).
وعشق ناهض، الزعيمَ القِرم وصفي وانصفه، وقد أدركه وهو مجلل بهالة الخيلاء.
اختط ناهض مصيره التراجيدي المشرف، ومضى إليه باستقامة الفتى الجسور الذي لا يهاب.
ولما تمرغ ناهض، تمرغ بدمه فحسب، وتضرج بالكبرياء والزهو. واظب صاحبي على الصعود والسمو، حيث لامست هامته الثريا.
قلة من الناس تعرف ان صرامة ناهض وعناده وهذه المجابهة المكشوفة، تصدر عن رقة الثوار وعذوبة الأحرار وعن “عاشق من الاردن” عشق نبي اشقائه المسلمين، نبي التنوير والهدى والحداثة، الثائر على الوثنية والهمجية والظلم والوأد والتمييز، محمد بن عبدالله، كما عشق فادي البشرية، عيسى بن مريم، نبي المحبة والتسامح والصفح.
حافظ ناهض على ايقاعه السريع وضحكته المجلجلة وروحه الوثابة؛ وها هو قد وثب على زانته إلى فوق، إلى حيث وصفي وهزاع وفراس وموفق ومنصور وصالح وخضر وفرحان ومعاذ وراشد.
سوف يسلم لنا عليهم ويطمئن أرواحهم الحرة على وطن، قد يستبيحون فيه دمنا، لكن الهمج والهمل لن يستبيحوا حصاة واحدة منه.
يرحم الله الشهيد المظلوم ناهض حتر، ويرحم الله الشهيد المظلوم وصفي التل ويحسن إليهما.