«أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ»
صدق الله العظيم
وطنا اليوم:بداية.. الأردن.. هذه الأرض المباركة الطيبة، التي تضم في أحضانها عدداً من الأنبياء والشهداء.. هذا البلد.. المملكة الأردنية الهاشمية، التي يفيء إليها الملهوف والخائف واللاجئ، وهو الحمى الهاشمي الذي استقبل منذ فجر تأسيس الدولة الفتية الجميع، بالغوث المعهود، وتقاسم أهله الماء والطعام مع من فاء إليهم، واستظل بظلال دولتهم الأردنية الهاشمية.. وهي ثقتنا المطلقة بالله تعالى رب العالمين أن يحفظ الأردن وكل من يعيش فوق أرضه المباركة.
كان لا بد من تلك المقدمة قبل أن نبدأ الحديث عن فئة دأبت على التهويل وإثارة الهلع وأحاديثهم التي لا ترتكز على أي حقيقة ولا واقع حول الزلازل، فقد تداول ناشطون في الأردن أخبارا عن الزلازل التي ضربت عدة بلدان، وذلك بعد انتهاء فعاليات التمرين الوطني التعبوي درب الأمان «3»، الذي استمر لمدة يومين، وهدفت تمريناته إلى اختبار قدرة المؤسسات في التعامل مع الزلازل وتقييم تأثيراتها في مناطق متعددة في المملكة، ولفحص جاهزيتها.
وعلينا هنا أن نتنبه من خطورة الترويج لرأي المنجم الهولندي «المزعوم» عن وقوع زلازل في بلاد بعينها، وتخويف الناس، فمن يشارك هذا الكلام بأن زلازل وفيضانات، الدنيا ستحدث في اليوم الفلاني وفي البلد الفلاني، إنما هذا ليس إسلوب دين ولا قرآن، والتخويف حرام، وسيدنا النبي محمد عليه الصلاة والسلام نهانا عن ترويع الآمنين»، فنحن مقبلون على أيام مباركة، والناس كلها تفاؤل وأمل فلا يصح أبدا أن ننجر وراء أي شائعات، أو مقولة لا دليل عليها، وسيدنا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قال «بشروا ولا تنفروا»، فنحن في أيام مباركة، والناس تنتظر الخيرات والبركات، يطل علينا بعض الجهلة بالأخبار التي تبث الشؤم والرعب والخوف في قلوب الناس..!
المشهد الزلزالي في الأردن..
قبل كل شيء علينا ان نتفق انه لم تستطع البشرية لغاية اآان منع حدوث أو تأخير زلزال، ولكنها وبحسب العلماء في هذا المجال، استطاعت التخفيف من آثاره المدمرة بوضع الخطط والاستراتجيات واتباع التعليمات التي تضعها السلطات الرسمية وهذا ما لجأت اليه الحكومة الاردنية، وكافة الجهات الرسمية ذات العلاقة، حيث سعت لنشر الوعي بين المواطنين، لكيفية التعامل مع الزلازل، قبل وأثناء وبعد حدوثه، وإجراء تجارب وتمارين إخلاء وخاصة في المدارس والمستشفيات والمباني العامة.
وفي ذات السياق سلسلة تصريحات اعلامية أدلى بها بعض الخبراء في علم الجيوفيزياء والزلازل، نبدأها مع أستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل، الدكتور نجيب أبو كركي، الذي أكد عدم امكانية تحديد أو التنبؤ بحدوث الزلازل على مستوى العالم، مشددا على أن كلّ ما يجري تداوله في هذا السياق هو محض إشاعات وليس علميا.
وبين أبو كركي أنه يمكن تخمين قوة الزلزال فقط من خلال دراسات تاريخية، أما تحديد المكان والموعد بدقة فهذا غير ممكن.
وفي إجابته عن سؤال «هل الأردن معرّض للزلازل»؟.. بيّن أبو كركي أن الأردن يحاذي حدود صفائح الصدع التحريري الأردني، أو ما يعرف بحفرة الانهدام، وهذه يحصل بها زلازل من النوع المتوسط، لكنه إذا كان قريبا من الأماكن السكنية قد يكون مؤثرا لكنه ليس من اقصى الزلازل التي يمكن ان تحصل في العالم.
ولفت أبو كركي إلى أن أي منطقة شهدت حدوث زلزال في فترة سابقة، هي معرضة لحدوث زلازل جديدة، ولكن بوقت لا يمكن تحديده؛ قد يكون بعد عشرات أو مئات السنين.
وأشار أبو كركي إلى أن الزلازل كظاهرة تحدث فجأة، والكلّ يتخوف منها، ولكن هذه التخوفات تكون حسب خطورة المنطقة، فإذا كنت في اليابان أو تركيا يكون الخطر أكبر، منوها الى أن الزلازل ظاهرة طبيعية ولا يجب أن تصبح رعباً.
من جهته أكد أستاذ علم الكوارث والأزمات علي نوح القضاة، أن الحديث عن وقوع زلزال في الأردن الأربعاء «غير صحيح»، مبينا أنه لا يمكن أن يتنبأ أحد بمكان ووقت وقوع الزلازل.
أما الأستاذ المشارك في الجيولوجيا البيئية والتطبيقية بيتي السقرات، فقد اكدت أن تتبع الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي سيتسبب بمشاكل كبيرة، مؤكدة أنه يوميا يتم رصد عشرات الزلازل حول العالم .
وأوضحت أنه يندر حدوث زلازل قوية في منطقتنا وبعضها يعتمد على مكان تواجد الشخص حيث يشعر البعض والبعض الآخر لا يشعر بها.
ولفتت إلى أن الصفائح التكتونية تتحرك وهي عميقة جدا وهذا شيء طبيعي.
الأمن يحذر..
أمام ذلك قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، العقيد عامر السرطاوي، إنّ وحدة الجرائم الإلكترونية في إدارة البحث الجنائي تتابع عدداً من التسجيلات المضللة جرى تداولها لأشخاص أثاروا الهلع بين المواطنين، ونشروا معلومات غير صحيحة وادعاءات كاذبة بوقوع كوارث وزلازل، وهو أمر لا يمت للحقيقة أو للعلم بصلة.
وأشار العقيد السرطاوي الى أنّ الوحدة تعمل على تحديد أصحاب تلك التسجيلات ومن يسعى لترويجها لضبطهم وإحالتهم للقضاء لينالوا عقابهم وفق أحكام القانون، لافتا إلى ضرورة عدم الالتفات لمثل تلك التسجيلات أو تداولها.
وأكد الناطق الإعلامي أنّ الجهات المعنية لم ولن تتوانى عن نشر أيّ تحذيرات أو تنبيهات تهم المواطنين، مهيباً بالجميع بعدم تداول مثل هذه الادِّعاءات الكاذبة أو المساهمة بنشرها، وتحت طائلة المساءلة القانونية.
عموما.. حمى الله الاردن.. ودعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام تلهج به قلوب الأردنيين قبل السنتهم: «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ».. اللهم آمين يا رب العالمين