وطنا اليوم رصد – وصف تقرير إستراتيجي صدر معهد السياسة والمجتمع ورصدته وطنا اليوم بعد حوارات معمقة ملامح”صفقة إسرائيلية – سعودية” محتملة في غضون 6 أشهر بأنها”خطر محدق” على المصالح الحيوية للدولة الأردنية والسلطة الفلسطينية معا. وتوقع التقرير بعد جلسة نخبوية بحثية مغلقة بان ينتج عن اي إتفاق تطبيع بين السعودية والكيان الإسرائيلي فورا “تأثيرات في غاية الخطورة” على الأردن وبصورة خاصة عبر “إضعاف دوره الإقليمي والخارجي” وتراجع هذا الدور ما لم يستدرك الأردن ويتقدم بأوراق قوة لها علاقة بإقامة علاقة حيوية بعيدا عن السلطة الفلسطينية ومؤسساتها مع مكونات في المجتمع الفلسطيني إبتعد عنها لأسباب أمنية في الماضي.
واشار تقرير معهد السياسة والمجتمع وهو من المعاهد المهمة في عمان إلى أن الترتيبات الأمريكية المتسارعة الخاصة بصفقة تطبيع بين السعودية وإسرائيل تحصل فيما علاقات الأردن بالسعودية وخلافا للمظهر العام فيها الكثير من التباينات والإختلافات خلافا لأن العلاقات الأردنية مع حكومة اسرائيل اليمينية بأسوأ أحوالها. وبين المخاطر الذي ذكرتها الدراسة على المصالح الأردنية القول بان الصفقة اياها ستؤدي إلى عودة بروز”الخيار الأردني” في الضفة الغربية وقد تسمح بالترانسفير وستنهي تماما “المبادرة العربية” وتقضي على”حل الدولتين” وتسمح بسيناريو حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.
خلافا لذلك تحدث التقرير عن”إضعاف” الدور الإقليمي الأردني وسلطة فلسطينية ستصبح “آيلة للإنهيار” ووعود سعودية لها رمزية وشعبية فقط مثل خطوة إرسال مساعدات وتعيين سفير مقيم في رام الله والمرشح ان أي إتفاق سعودي- إسرائيلي تطبيعي سيكمل مسار الإبراهيميات وبدون اي ثمن للشعب الفلسطينية وذلك من المرجح أن يقلص بدرجة خطيرة مؤشرات التأثير الأردنية في الملف الفلسطيني.
وخيارات الأردن محدودة برأي نخبة معهد السياسة والمجتمع ومن بينها”التكيف والإنخراط” والدخول في العملية مع السعودية بصورة تعمل على تخفيف الأثار وإحياء بعض الآمال أو تنويع الإتصالات والإنفتاح على بقية مكونات الشعب الفلسطيني التي إبتعدت عنها مطولا حكومة المملكة لأسباب أمنية ولأسباب تتعلق بالسلطة الفلسطينية.
التقرير تحدث عن صفقة ترتب لها بكثافة إدارة الرئيس جو بايدن لكنها ليست وشيكة جدا وقد تحتاج لمفاوضات معقدة بين الأطراف الثلاثة مدتها 6 أشهر قادمة مع ملاحظة ان بعض المفاوضات ستجري بحكم الإشتراطات السعودية المعلنة ستحصل أو تبدأ بالحصول لاحقا بين إدارة بايدن والكونجرس الأمريكي بشقيه في الحزبين الجمهوري والديمقراطي. ولاحظ التقرير ان طاقم السلطة يناور في الممكن وبمساحة ضيقة ويسعى الان للتكيف أملا في تحسين بعض الظروف المالية والأمنية فقط والبقاء لكن اي ترتيب حقيقي لصفقة كاملة قد تؤدي لإنهيار السلطة بعد الإنهيار التام للمبادرة العربية.