المعهد المروري: الشعور بالنقص يؤدي إلى القيادة المتهورة

7 سبتمبر 2023
المعهد المروري: الشعور بالنقص يؤدي إلى القيادة المتهورة

وطنا اليوم:قال الرائد محمد العقباوي من المعهد المروري، الخميس، إن لفظ متهور بمعاجم اللغة العربية يعني الشخص المتسرع والمجازف غير المُقدّر للعواقب، الذي تنقصه الحكمة والتروي، فيتصرف بطيش.
وأضاف الرائد العقباوي لإذاعة الأمن العام، أن القيادة المتهورة نوع من السلوكيات على الطرق تتم فيها قيادة المركبة بطريقة غير آمنة ومتهورة دون مراعاة للقوانين المرورية ودون الالتفات إلى سلامة مستخدمي الطريق.
وأضاف أن القيادة المتهورة تشمل القيادة بسرعات زائدة عن الحدود المسموح والتجاوز بشكل خطير، وعدم الامتثال لقواعد وأولويات المروري، والتلاعب بالمركبة بطرق خطيرة كالقيادة بين المركبات بشكل متهور، وتمثل خطرا كبيرا على سلامة الأفراد والممتلكات.
وبيّن العقباوي أن هذه القيادة يكون لها عواقب وخيمة وتؤدي إلى إصابات خطيرة أو حتى الوفاة بسبب الحوادث المرورية التي تنتج عنها.
وأشار إلى أن العقوبة القانوية لمرتكب هذه المخالفة تشمل الغرامات وحتى السجن، حيث تم تغليظ العقوبة أخيرا بحسب قانون السير المعدل لتصل إلى حجز المركبة من 24 ساعة ولغاية 30 يوما، والحبس مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد عن شهرين، أو بغرامة مالية لا تقل عن (200) دينار ولا تزيد عن (300) دينار، أو بكلتا العقوبتينـ، ومضاعفة الغرامة في حال التكرار خلال السنة الواحدة، إضافة إلى زيادة تكاليف الصيانة لأن القيادة المتهورة تؤدي إلى تآكل أسرع للمركبة وانبعاثات زائدة من العادم وتوتر السائق.
وبين أن خبراء علم النفس أثبتوا أن أسبابا نفسية تؤدي إلى القيادة المتهورة، مثل الاندفاع والعصبية والثقة الزائدة الوهمية، والتأثير السلبي للمجموعة المحيطة لتحقيق التفوق الوهمي، إضافة إلى الرغبة في التجربة وإثارة إعجاب الآخرين بحثا عن هذا النوع من المشاعر.
وأردف أن دراسة بريطانية حديثة أكدت أن الرجال يرتكبون مخالفات وانتهاكات مرورية بمعدل يزيد على النساء بتسعة أضعاف، و97% من مخالفات القيادة المتهورة يرتكبها شبان من الفئة العمرية بين 18-35 سنة.
وتابع العقباوي، أن القيادة المتهورة تؤثر بشكل سلبي على وعي السائق بعدة طرق، منها فقدان التركيز على الطريق وحركة المرور، مما يؤثر على قدرته في التعامل مع المواقف الخطرة إضافة إلى زيادة مخاطر الحوادث وتقليل الوعي بالسلامة من حيث تجاهل السائق القوانين المرورية والتوجيهات عند القيادة بشكل متهور، مما يعرضه والآخرين للمخاطر إضافة إلى تعزيز الثقة الزائدة لدى السائق الذي يقود بشكل متهور، ليصبح أكثر ثقة بقدراته الوهمية دون مبرر، مما يجعله أقل حذرا وأكثر عرضة للخطر، حيث أن القيادة المتهورة تؤدي إلى تطوير عادات سيئة للقيادة تستمر مع الوقت وتزيد من احتمالية تكرار السلوك غير الآمن ليصبح عادة.
ونوه إلى أن القيادة المتهورة تؤثر على رد فعل السائق بصورة علمية من خلال التأثير على العمليات العقلية والفسيولوجية للفرد.
ومن هذه التأثيرات زيادة إفراز الهرمونات وضعف التركيز والانتباه، فالسائق المتهور يمكن أن يكون مشتتا وغير قادر على التركيز بشكل جيد على الطريق وما يحدث حوله.
وتقلل القيادة المتهورة من قدرة السائق على التفكير الاستباقي وتأثير ذلك على الذاكرة، حيث التوتر والقلق في أثناء القيادة المتهورة يمكن أن يؤثرا على الذاكرة قصيرة الأمد والقدرة على استرجاع المعلومات بشكل فعال