د. ياسين رواشدة
هي ليست حرب بين ترامب وبين بايدن و ليست حربا على ولاية رئاسية .. بل هي اعمق وربما اخطر.. هي بداية شرخ عميق موجود لكن ترامب نفخ فيه و فجره..
هو صراع بين امريكا البيضاء و تلك الملونه…
ما يجري في واشنطن الان من قيام ” انصار” ترامب من اعمال شغب .من خلال اقتحام لمبنى الكونغرس واعمال التخريب و نزع العلم ..ليست اعمال شغب وقتيه وتعاطف تلقائي مع ترامب بل هو بداية انقسام حاد في المجتمع الامريكي بين نهجين متضادين:
بين امريكا المحافظه- اليمينيه العنصريه وبين امريكا الليبرالية التعدديه الديموقراطيه.التي تحرص على تفوق امريكا البيضاء وتاخذ حجج المحافظين بالتمسك بالدين والاسره.معتبرين ان اي تراجع اقتصادي سببه الانفاق الداخلي والخارجي غيرالمحسوب( التبذير) لتغطية الرعاية الصحيه او الاجتماعيه ” للكسالى” من الملونيين و لمساعدة دول العالم الثالث او للحروب( غير مدفوعة الثمن)..وهي ليست معنيه بقيم الديموقراطيه والحريه او بقضايا العالم فقط بقدر ما تبيع او تشتري منه .مقابل امريكا الليبراليه العلمانيه المنفتحه التي تسعى لقيادة العالم الحر من خلال الشراكه في القيم و المصالح.دون حدود. وتعتبر كل شخص يعيش في امريكا متساو مع الاخر في مجتمع” التضامن” التعددي القيمي..و تعتبر ان الانفتاح والشراكة هي مصدر قوة امريكا..وليس الانغلاق و جمع المال!./.
* دبلوماسي و خبير شؤن استراتيجيه.