وطنا اليوم:عبر خبراء المياه في مصر عن مخاوفهم بعد حلول عيد وفاء النيل (15 أغسطس) دون فيضان، معتبرين الأمر في غاية الخطورة.
فيضان النيل أو وفاء النيل، هي دورة طبيعية هامة في مصر منذ العصور القديمة، ويعني فيضان النيل أي أن النيل يمتلئ بالكم الكافي من المياه كل عام، وهي مناسبة يحتفل بها المصريون كعيد سنوي لمدة أسبوعين بدءاً من 15 أغسطس، وتحتفل بها أيضاً الكنيسة القبطية بإلقاء إصبع الشهيد إلى النهر، ويعرف لدى المسيحيين باسم إصبع الشهيد.
فكيف كانت تعليقات خبراء المياه على ما حدث؟
د.ضياء الدين القوصي خبير المياه العالمي يقول إن أول أغسطس أول السنة المائية، مشيرا إلى أن المتعارف عليه إن كان منسوب المياه أكثر من 75، يتم صرف المياه تحسبا للفيضان الجديد.
وأضاف أن هذا الكلام للأسف الشديد غير وارد اليوم، لأن إثيوبيا تحجز المياه للملء الرابع.
وقال إن ما يحدث ينذر بخطر شديد، لأن من المتوقع حجز 25 مليار متر مكعب، وهي الكمية التي كانت تأتي إلى السودان ومصر.
وأوضح أن كمية ال 25 مليار متر مكعب تعتبر خصما من نصيب مصر والسودان.
وقال إن من رحمة الله بمصر أن بحيرة ناصر مملوءة بالماء الآن، لافتا إلى أن الأزمة ستظهر بشكل خطير في سنوات الجفاف الممتد.
وقال إن مصر باتت مهددة – في حالة الجفاف ونفاد ماء بحيرة ناصر- بالعطش وبوار الأراضي الزراعية، مؤكدا أن الوضع يبدو كما قالت مصر- في بياناتها- مسألة حياة أو موت.
وقال إن المياه عندما تأتي تارة بزيادة، يأتي الجفاف بزيادة تارة أخرى.
وقال إن الخبراء يطلقون على هذا الوضع بالأحداث الجامحة، مذكّرا بمقولة “هناك مياه تغرّق ومياه تشرّق”.
وقال إن السد العالى نعمة كبيرة من الله، مشيرا إلى أن بناءه تم في وقت نموذجي.
واختتم مؤكدا أن ما يحدث ضد مصر يجب الرد عليه بنفس القوة بل بأشد منها.
من جهته قال عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية إنه لأول مرة فى التاريخ عيد وفاء النيل 15 أغسطس يأتي بدون فيضان.
وأضاف شراقي أن أقدم الأعياد الرسمية فى العالم هو عيد وفاء النيل الذى يرجع إلى ماقبل العصر المصري القديم منذ أكثر من سبعة الآف عام، ويرجع عمر نهر النيل جيولوجيا إلى حوالى 20 مليون سنة وكان داخل مصر فقط ويجمع الأنهار من جبال البحر الأحمر مثل وادى قنا ووادى الأسيوطى والحمامات ووادى العلاقى، وأخذ شكله الحالى منذ حوالى 6 ملايين سنة، حيث ينبع من المنطقة الاستوائية (بحيرة فيكتوريا) والتى تسهم بحوالى 15% من الايراد السنوى، والهضبة الاثيوبية (85%) منها 60% من النيل الأزرق الذى يقام عليه سد النهضة.
وقال إن الأمطار تسقط فى إثيوبيا فى 3 – 4 أشهر رئيسية (يوليو – أكتوبر)، ويبدأ وصول المياه إلى مصر فعليا آخر يوليو – أول أغسطس من كل عام ويتأكد وصولها فى منتصف أغسطس حيث يحتفل المصريون بوصول الفيضان محملاً بالخير الوفير من المياه.
ولفت شراقي إلى أنه بعد بناء السد العالى أصبحت السنة كلها أعياد بتوفر المياه وقتما نشاء ليلاً ونهاراً، صيفاً وشتاءً، وأنار علينا ليلنا فى جميع المحافظات بانتاج ضعف الكهرباء فى مصر مرة واحدة، وحمى مصر من خطر الفيضانات المدمر وكذلك من السنوات العجاف القاتلة، وأصبح الفيضان فى بداية أغسطس يتوقف عند بحيرة ناصر أمام السد العالى.
وقال إنه لأول مرة هذا العام لا يأتى الفيضان فى موعده بسبب التخزين الرابع فى سد النهضة الذى بدأ من أول الموسم ومن المتوقع أن يستمر حتى سبتمبر القادم، مشيرا إلى أنه
رغم ذلك فإن السد العالى سوف يظل حصن الأمان المائى للمواطن المصرى، ويوفر المياه فى جميع أي أوقات السنة بمنظومة عالية من أعرق مدرسة رى فى العالم وبجهود الدولة منذ محمد على بانشاء القناطر الخيرية مروراً بانشاء سد أسوان وقناطر أسيوط وترعة الابراهيمية وحديثاً المشروعات المائية من حفر قنوات جديدة وإنشاء محطات معالجة لمياه الصرف الزراعى وتجديد قناطر أسيوط وقناطر ديروط وتطوير الرى الحقلى وغيره.
الرد المصري
في ذات السياق عبر البعض عن حزنهم العميق أن يأتي الوقت الذى يُحجب عن مصر الفيضان وتسكت دون أى رد فعل