د. حسين العموش
أدرك القائمون على جائزة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي وبتوجيه مباشر من سموه أن ثقافة التطوع في المجتمع الاردني ثقافة ايجابية فاعلة، لكنها تحتاج الى مأسسة وتطوير وتحفيز.
العمل التطوعي في دول العالم يشكل قوة كبيرة تساعد المجتمعات والحكومات على النهوض بالأهداف التنموية التطوعية التي يحتاجها المجتمع.
ولذلك، فان الجائزة التي اطلقها سمو ولي العهد ستكون نواة فاعلة لتحفيز وتطوير العمل التطوعي ومأسسته، باتجاه يخدم المجتمع بكل السبل المتاحة، مثلما يؤسس ويطور ثقافة المجتمع الاردني المعروفة في العمل التطوعي، بما في ذات المبادرات الفردية او الجماعية، او الجمعيات والأندية.
لن اتحدث عن تجارب دول متقدمة اقتصاديا وسياسيا في تكريس ثقافة مجتمعاتها باتجاه الثقافة الايجابية النافعه للمجتمع، بما في ذلك رعاية كبار السن، والايتام، ونظافة المدن، وتجميل الشوارع، وزراعة الاشجار والورود، لكنني سأتحدث عن قيم التكافل والتضامن للمجتمع الاردني، بما فيها من ثقافة مساعدة المحتاج والوقوف الى جانب الفئات الأقل حظا.
تمثل الجائزة نقطة ارتكاز كبيرة ومهمة من حيث التوقيت، فالمجتمعات تتغير وتتطور، وتسير نحو التحديث، والاردن ليس بمعزل عن العالم، بل هو جزء منه، ولذلك فان اطلاق صاحب السمو الملكي لهذه الجائزة يمثل استشراف للمستقبل، مثلما يمثل ادراكا عميقا لاستجابة المجتمع الاردني لبرامج الجائزة ومخرجاتها.
من خلال الصديق الدكتور حسين الجبور امين عام وزارة الشباب، اطلعت على كتيب الجائزة، الذي يجيب على اي استفسار او تساؤل، وللجائزة ايضا موقع الكتروني يمكن للمهتمين الدخول اليه.
إن تنبه صاحب السمو الملكي ولي العهد لتأصيل وتطوير ثقافة التطوع، يمثل فهما هاشميا من عمق التاريخ الذي يمثله بني هاشم في تقديم اروع الامثله من العمق العربي في الجزيرة العربية.
منذ ذلك التاريخ الذي يمتد لمئات السنين وحتى يومنا هذا، يمثل الفكر الهاشمي النيّر امتدادا لثقافة خدمة المجتمع وتطوير ادوات هذه الخدمة.
ثم جاءت الجائزة في هذه الفترة التاريخية من عمر مملكتنا الحبيبة لتؤكد ان النهج الهاشمي المتطور والمحدث لا يزال هو النهج وهو الاطار الذي تقوم عليه ثقافة التطوع وان اختلفت الادوات والادوار.
شكرا للقائمين على الجائزة والى كافة العاملين والمقيمين، ولكل من ساهم ولو بجهد وطني بسيط رفعة للوطن الذي نحب