الدكتور أحمد الشناق
كثر الحديث عن العشائر الأردنية الكريمة، عند تناول بعض القضايا الوطنية، وكأن العشائر الأردنية منقطعة عن الدولة، وبحالة إنفصال وتعيش في الأدغال، أو جوف الصحراء المعزولة عن الحركة السياسية الفاعلة ومؤسسات الدولة وسلطاتها، أو حتى كأنها الغائبة عن البناء والنهوض الوطني وصناعة الإنجاز …
— وهناك خلط بين دور العشائر التاريخي كحاضنة للقيادات ودورها الوطني والقومي ، وأبناء العشائر الحاضر بقوة في البناء الوطني علماً وكفاءة في إدارة شؤون الدولة …
– ولإدراك مصطلح أن عشائرنا ليست الهنود الحمر، نوضح الآتي :
– رؤوساء الجامعات والأساتذة الاكاديميين في الجامعات الأردنية ، أبناء من يكونون ؟
– الأطباء بالقطاعات الطبية المختلفة بهذا التطور الطبي النوعي على مستوى المنطقة ، أبناء من ؟
– الوزراء ورؤساء الحكومات ، من أين هم ؟
– البرلمان والنواب والأعيان ، أبناء من وإلى ماذا ينتمون ؟
– المحكمة الدستورية وهيئة مستقلة للانتخاب ، هل مستوردين من الخارج ؟ لا سمح الله …
– القضاء بمجلسية النظامي والشرعي ، معقول لا ينتمون لأصل ؟ وهم الأجلاء الأعزاء …
– سبعة آلاف مدرسة وتربية وإدارة ، معقول من أبناء الوافدين ؟ وكل بيت أردني يتشرف بأحد ابنائة المعلمين والتربويين …
– مجالس البلديات المنتخبة بكل المحافظات ، ومجالس المحافظات ، معقول انتخبنا من كوكب آخر ؟
– المحافظين ، معقول اسماء وهمية ، لا سمح الله ؟ وهم الحكام الاداريين المحترمين …
– أبناء قواتنا المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية ، دروع الوطن وحماته وعيونه الساهرة ، معقول فقط جاءو من حي عبدون مثلاً ؟ وكل بيت أردني يفخر شرفاً ، بأحد ابنائة المنتمي لمدرسة الشرف والرجولة في هذه المؤسسات العزيزة على كل الأردنيين …..
– الأحزاب ، النقابات بيوت الخبرة والعقل الأردني ، الجمعيات ، الاتحادات ، معقول منفصلة عن أبناء العشائر ؟
– آلاف الأبناء في الجامعات الأردنية دارسين ، والموظفين والعاملين في الدولة ، معقول لا ينتمون لعائلة أو عشيرة في هذا الوطن الطيب ؟
– نعم العشائر الأردنية الكريمة بإرث ماضيها النبيل مع كافة أبناء الوطن ، وحاضر أبنائها العظيم في الدولة ، هي ليست الهنود الحمر ولن تكون.
الدولة الأردنية لكل أبناء الوطن الكرام، بمجتمع ينتمي لدولة … وشعب بكافة مكوناته الإجتماعية، يعمل بجد وإجتهاد في ظل الدولة وفي خندق الوطن خلف القيادة الهاشمية ، وفي أصعب الظروف الدقيقة التي تمر على المنطقة تاريخياً…
– الدولة الوطنية الأردنية، لا تعرف القسمة بين أبناء مجتمعها الواحد وشعبها الأردني النبيل، فالجميع شركاء في هذا الوطن شراكة على الشيوع ولا تقبل القسمة على أصل أو منبت أو جهة أو عشبرة كريمة أو عائلة طيبة أو طيف سياسي دون طيف، ولا فضل لأحد على الآخر ، إلا بمقدار عطائه للوطن، والحفاظ على أمنه واستقرارة وصون وحدته وسيادته واستقلاله ، والإنتماء لمحتواه الدستوري والإلتفاف حول قيادته الهاشمية، والعمل على حمايتة من كل عوامل التفتت والأختراق.
إن العلاقة بين الأردنيين لن يتخللها إلا الهواء النقي، إنتماءاً لهذا الوطن الطيب بأهله وقيادته، وولاءاً لهذه الدولة دون مزاودة أو إستقواء ، أو عبث عابث متصيد إنتهازي متسلق على حساب وحدة النسيج الإجتماعي الوطني الأردني ….
-الأردن ، المملكة الأردنية الهاشمية ، دولة دستور وقانون وسلطات ومؤسسات وشعب ، والتسابق في مسيرته الديمقراطية بتعددية الرأي والإجتهاد، هي لإغناء هذه المسيرة الديمقراطية، لإستكمال مشروع الدولة بالنهضة والتحديث والتطوير، وتعزيز فاعلية المؤسسات بما يخدم المواطن وتوفير الحياة الكريمة للأردنيين، وبما يحفظ منجزات الوطن وإحترام تاريخ التجربة الأردنية بالتلاحم الوطني، بمراحل عصفت بالكثيرين، والحفاظ على حضور الوطن الفاعل ودورة المستقبلي في إقليم يعاد صياغته وفق مصالح دولية وإقليمية على حساب الآخرين ….. والأردن عشائره بمختلف منابتها وأصولها، هي ركائز استقرار الوطن، واستمرار مسيرته المضمخة بعقيدة الإستشهاد والبناء والإنجاز ، وهي العشيرة الأردنية الواحدة انتماءاً وولاءاً للوطن والدولة ، كياناً ونظاماً…..