وطنا اليوم:قال المستشار الأعلى لجامعة البترا ومجلس أمنائها الأستاذ الدكتور عدنان بدران: “إن الثورة الصناعية المعرفية الرابعة بدأت، وعلينا تحديث منظومتنا العلمية التعلمية للبناء عليها”، معتبرًا الأنظمة التعليمية التي ترفض تحديات الحاضر والمستقبل، وتفضل العيش في دهاليز الماضي “أنظمة تعليمية قاصرة”.
وجاءت كلمة بدران خلال أعمال مؤتمر “ويزر” الخاص بالتعليم والتعليم العالي في الأردن، الذي دعا المشاركون فيه إلى ضرورة الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية ومستودعات البيانات، بما يخدم رقمنة التعليم، والتركيز على التعليم في مقتبل العمر، وتحديداً في المدارس الأقل حظاً، ودعا المشاركون في المؤتمر إلى عدم إقصاء الشؤون السياسية عن العملية التعليمية مثل قضية اللجوء.
وعقدت مؤسسة “يونيرانكس” لتصنيف التعليم العالي العالمية مؤتمرها المصغر “ويزر” تحت عنوان: “تشكيل مستقبل التعليم العالي في الأردن” في جامعة البترا، وضمَّ المؤتمر معلمين، وأساتذة جامعات، وصُنّاع سياسات، وأرباب أعمال، من الأردن، والولايات المتحدة الأمريكية، لمناقشة مستقبل التعلم في الأردن.
وتُعَدُّ “يونيرانكس” مِنَصَّة مجانية تم بناؤها لدعم الطلاب من جميع أنحاء العالم، ويمكن للجامعات المطالبةُ بملفها الشخصي الخاص بها، وملؤُه بمحتوى مفيد يدعم الطلاب، وهذا سيكون له تأثير كبير في مركزها في التصنيف.
وقدَّم بدران كلمةً بعنوان: “التعليم العالي ودوره في تعزيز التميز والإبداع”، قال فيها: “إن على التعليم أن يتجاوز القديم التقليدي من تلقين واجترار دون فهم، ومن بيئة تعلمية تقوم على حفظ المعلومات، إلى بناء المعرفة من المعلومات وبنوك المعلومات”، وأضاف بدران: “إن التعليم الذي نريد، يقود إلى الاقتصاد المعرفي، ويقود إلى التصنيفات العالمية للتعليم العالي”.
ودعا بدران إلى “استخدام تقنيات تربوية تعلمية لبناء التميز في مختلف مراحل التعليم، لإطلاق العنان لمخرجات مبتكرة، وبحوث علمية، لحل المشكلات المستعصية” قائلًا: “لابد من تطوير كفايات التعلم، لإيجاد الحلول لمشاكلنا المحلية، والإقليمية، والعالمية، وتحسين مواءَمة مخرجات التعلُّم مع التحديات الكونية؛ فالنمو والتقدم السريع في عالمنا اليوم يركز على الحداثة في النهضة، ولا مجال لوجود أي جمود في المنظومة التعليمية، لئلا يرقد المجتمع في مربع التخلف والجهل والفساد والبطالة”.
وقال رئيس جامعة البترا الأستاذ الدكتور رامي عبد الرحيم في كلمته: “إن ثقافة الجَوْدة في مؤسسات التعليم العالي تعبِّر غالبًا عن توظيفِ أفضلِ الممارسات التعليمية، والتحسين المستمر، والممارسات الإدارية الفضلى. ومثل هذه العوامل تؤكد أن الجامعة قد وصلت إلى تحقيق نواتج التعلم الخاصة بها، وأن خريجي الجامعة مؤهلون لنيل درجاتهم الأكاديمية، ولديهم المستويات المهنية المطلوبة لسوق العمل”.
وأشار عبد الرحيم إلى أهمية المؤتمر قائلًا: “يسلط هذا المؤتمر الضوء على آخر التطورات في التعليم العالي الأردني، والتصنيفات العالمية للمؤسسات التعليمية، ويشجع على الانضمام إلى المبادرة الجديدة التي أطلقها تصنيف “يونيرانكس” لتوجيه الطلبة لاختيار تخصصاتهم الجامعية، من خلال توظيف مِنَصَّة إلكترونية شاملة، تستخدم الذكاء الاصطناعي، وتتيح للطلبة ومستشاري التعليم الجامعي والجامعات، الحصولَ على مصادرَ ومعلوماتٍ مهمة، دعمًا لكل أصحاب الشأن المهتمين بمجال التعليم العالي.
ورحب رئيس مؤسسة “يونيرانكس” روبرت لوف في كلمته بالمشاركين في المؤتمر، مبينًا أهمية تصنيفات الجامعات، ودور “يونيرانكس” في توفير معلومات دقيقة وغير متحيزة عن الجامعات في جميع أنحاء العالم.
وأشار لوف إلى توظيف مِنَصَّتَيْ “يونيرانكس” و”سكولز ماستر”، بالإضافة إلى تطبيق “يونيرانكس” على الموبايل، لجمع الطلاب والمرشدين التربويّين والمهنيّين، والجامعات محلِّيًا ودوليًّا، بالتعاون مع وزارة العمل الأمريكية، من أجل إتاحة نوع من التوعية للطلاب والمرشدين التربوين في كيفيّة اختيار التخصص المناسب للطّالب، وتم وضع خطة للسنة الدراسيّة 2023 – 2024 لتغطية أكثر من 1800 مدرسة في الأردن وما يفوق 280 ألف طالب.
وأصدر المؤتمر مجموعة من التوصيات، دعا فيها إلى الاستفادة من معايير ومؤشرات ضمان الجودة والاعتمادات والتصنيفات، من أجل تحسين وتطوير البيئة الجامعية بجميع عناصرها، والتركيز على ريادة الأعمال والابتكار ودعم البحوث التطبيقية، وإنشاء شراكات بين الحكومات وقطاع التعليم العالي، لتطوير الدورات التدريبية والمناهج، وتركيز التعليم على الطالب وتطبيق منهجيات التعليم الحديث.
وتضمنت أعمال المؤتمر جلسة حوارية حول التطور في التعليم العالي بعنوان: “تحديات وفرص الإرشاد الأكاديمي حول اختيار التخصص”، بالإضافة إلى كلمات للمشاركين منها “أسس ومتطلبات التعليم الإلكتروني في الأردن”، قدمها مساعد رئيس هيئة اعتماد مؤسسات العليم العالي وضمان جودتها الدكتور سعد بني محمد.
كما تناول المؤتمر موضوعات حول “كيفية تحديث نظام التعليم الأردني”، و”تأثير النظام الجديد للتوجيهي في الطلاب الأردنيين”، و”التركيز على ريادة الأعمال والابتكار”، و”دور الإرشاد المهني في مساعدة الطلاب على اتخاذ قرارات مستنيرة”، بالإضافة إلى محاور أهداف التنمية المستدامة، ومستقبل التعليم العالي في ظل التعليم الإلكتروني، وتأثير التكنولوجيا، والتصنيفات الدولية، وجودة التعليم والبحث العلمي، والسمعة الأكاديمية والعالمية، وجودة الموارد التعليمية.