أحار في إختيار الوصف المناسب لبعض الدول . لم يعد العالم كما كان البَته . ولم تعُد بعض الدول دولاً محترمة في نهجها ، وسياساتها ، وإنسانيتها . بعض الدول — التي تقود العالم والتي تعتبر نفسها حضارية — مع كل الأسف — إختارت طريق الإنحلال والسقوط الأخلاقي المُشين . لدرجة انها أصبحت تتفاخر في هذا الإنحلال ، وتدعو له ، وتحمي الساقطين ، وتشرِّع الأنظمة والقوانين التي جعلتهم يُعلنون عن أنفسهم ، ويتفاخرون بسقوطهم وإنحلالهم . من الطبيعي ان نتفهم وجود إنحرافات أخلاقية وقيمية ، عند بعض الأفراد ، منذ بدء الخليقة . لكن الوضع كان جيداً حتى قبل بضعة عقود من الزمن ، حيث كانت الفضيلة والأخلاق الحميدة نهج غالبية الناس من كل شعوب الأرض . وكانت الدول تضيق ذرعاً بالمنحرفين ، لذلك كانت تُغلِّظ العقوبات عليهم ، لتعيدهم الى رشدهم وصوابهم .
ما يؤلم الآن إختلاط الحابل بالنابل ، فالإنحرفات بكافة أنواعها إنتشرت ، مدعومة برعاية بعض حكومات الغرب الكبرى ، وما يزيد الأمر سوءاً خضوع دول العالم المتخلف لإرادة تلك الدول التي أصبح الإنحلال الأخلاقي طابعها ونهجها ، وتسعى لنشر تلك الموبقات في العالم .
سوءاً ان دولة مثل أمريكا — خاصة في ظل إدارة بايدن — تدعم الشذوذ بشكل مُذهل ، لدرجة ان بايدن عيّن ( ٢٢ ) شاذاً ضمن كبار المسؤولين في إدارته . والأهم والأخطر دعم الشواذ بإصدار بعض القوانين ، وتمرير إدارته لتشريعات لم تكتفِ برفع العقوبات عن الشاذين ، بل منحتهم حقوقاً لا تخضع لمنطق .
وهنا سوف أُوجز لكم بعض ما إطلعتُ عليه :—
١ )) إعلان بايدن بتصريح صريح وواضح بأن أمريكا أُمة شاذة .
٢ )) إضافة مواد للماء والطعام لتغيير هرمونات معينة عند الأطفال .
٣ )) بَعد إلزامية تعليم المثلية للأطفال في المدارس البريطانية ، طبيبة يمنية مقيمة في بريطانيا ، تسحب إبنها من المدرسة لتعلّمه في المنزل .
٤ )) الجمعية الطبية الأمريكية توصي المستشفيات في أمريكا بأن لا يُكتب جنس الطفل ذكر او أنثى في شهادة الميلاد ، الى ان يكبُر الطفل ، ويصل سن الرُشد ، ويختار جنسه هو بنفسه ذكر او أنثى .
٥ )) ما قاله الماسوني / أ . رالف ابرسون ، في كتابه الذي ألّفه عام ١٩٩٠ ، حيث قال : ان زواج الشواذ في المستقبل سيكون قانوني ومباح ومسموح به . وأن أولياء الأمور لن يكونوا قادرين على تربية أبنائهم والسيطرة عليهم ، ولن يُسمح للسيدات أن يكُنَّ ربات بيوت . وسيتم تحريم الدين . وسيتم تشويه المؤمنين او سجنهم او القضاء عليهم . والجميع سيتجهون ناحية الدين الجديد . والمتعارف عليه ان الدول الرئيسية الداعمة لذلك هي أمريكا وإسرائيل .
فيديو لمُعلمة أطفال في سن الروضة تشجعهم على ان يكونوا مثليين ، وإن لم يكونوا مثليين عليهم دعم المثليين كحدٍ أدنى ، حيث تقول لهم أنها ليست مثلية لكنها تناصر المثليين .
٧ )) قبل أيام أكدت أمريكا انه على دول العالم التي تود إقامة علاقات جيدة مع القوى العظمى ان تقبل زواج المثليين .
٨ )) وقعت المانيا على قانون ينص على عدم وجود سفاح القربى ، أي يمكن للأخ والأخت ان يتزوجا ، والأم والإبن ، والأب وإبنته .
٩ )) سمحت إسبانيا عرض أفلام الجنس في المدارس .
١٠ )) سمحت كندا بممارسة الجنس مع الحيوانات .
١١ )) وتم السماح بدعارة القاصرين .
١٢ )) شاب عربي نشر فيديو يُعلن انه حامل ، ولحد الآن لا يعرف الأب ، ويدعو الناس لمساندته .
هذا جزء يسير مما إطلعت عليه ، ومساحة المقال لا تتسع لأكثر من ذلك . والشواهد تدل على ان المياة الملوثة تجري من تحتنا ، ونحن لا نعلم ، كما لا يخفَ على أحد ان غالبية الأنظمة العربية تغض الطرف عن ممارسات الشواذ من مواطنيها بسبب ضغوط الغرب .
لكن ما يخفف الألم ، ويكسر حدة هذا الطوفان الدنيء ، مواقف بعض الدول المعارضة بشدة لهذا التوجه الإنحلالي . مثل الصين حيث قررت البدء في برامج لإعادة الرجولة للشباب والأنوثة للبنات . وكذلك مواقف الرئيس الروسي بوتين المُشرّفة . وهناك دول أعلنت موقفها ضد المثلية مثل : اوغندا / أرمينيا / روسيا البيضاء / بلغاريا / كرواتيا / جورجيا / المجر / لاتفيا / مولدوفا / الجبل الأسود / صربيا / سلوفاكيا / واوكرانيا .
وإليكم النكتة التي تحولت الى واقع عن الشذوذ المقيت ، يقول البريطاني / ديف ألان ، عن الشذوذ الجنسي الإجباري : ( كنت أتحدث مع رجل ينوي الهجرة من بريطانيا ، فسألته لماذا سترحل !؟ فأجاب : إنه الشذوذ ، فسألته : ماذا تقصد ؟ قال : عقوبة الشذوذ قبل ( ٣٠٠ ) عام كانت الإعدام شنقاً . وقبل ( ١٠٠ ) عام كانت عقوبة الشذوذ الإعدام شنقاً . وقبل ( ٥٠ ) عاماً كانت عقوبة الشذوذ هي الجلد والسجن ( ٢٠ ) عاماً . وقبل ( ٢٠ ) عاماً كانت عقوبة الشذوذ ( ٢٠٠ ) جنيه إسترليني ، والسجن ( ٢ ) سنة . قبل ( ٥ ) سنوات إذا كنت شاذاً تدفع غرامة بسيطة ويتم العفو عنك . فسألته : لماذا تنوي الرحيل إذاً ؟ قال : سأرحل قبل ان يجعلوا الشذوذ إجباري .
يبدو ان مدّ الإنحراف قد وصلنا منذ زمن ، لكنه كان مستتراً . راقبوا أبنائكم وبناتكم جيداً ، إغرسوا فيهم قيم دينكم ، وحصنوهم ضد الإنحراف ، وإجعلوا القيم الإنسانية النبيلة نهج حياتهم . ولا تلومونهم إذا إنحرفوا ، بل لوموا أنفسكم ، لأن ذلك يكون نتيجة إهمالكم . ولا تعولوا على أنظمتنا العربية مطلقاً ، لأنهم يغضون الطرف ، وهم موافقون دون ان يُجاهرِوا خضوعاً وخنوعاً وإستجابة لرغبة أسيادهم من الدول التي إعتبرت الإنحراف منهجاً . متضرعاً للعزيز الجبار أن يكون مصيرهم كمصير قوم لوط