بقلم: ناصر خريسات “أبو إبراهيم”
أن تحب نفسك فهذا أمر طبيعي فكل الناس جبلت على محبة نفسها ، لكن أن يكون حبك لوطنك مقدم على نفسك فهذا هو اكبر وأعظم واصدق أنواع الحب ، فماذا يستحق من يمتلك تلك المشاعر النادرة والجياشة والفياضة في زمن نشهد فيه جفافاً عاطفياً نحو الوطن وحقوقه.. لست هنا لأعطي محاضرة عن الوطنية، ولكن هذا المقال يسرد عمل رجل يحكي تفاصيل الوطنية في وقت كان فيه اكبر همه ومنتهى طموحه رفع راية وطنه عمل بقلب مخلص ممزوجاً ببياض القلوب الصادقة التي تعطى بلا مقابل وتسعد عندما ترى انجازاً باسم وطنه .
في الدنيا يبقى بشر قد فتح الله عليهم وتفتحت قلوب الناس لهم، لقد عرفته رجل كاظم غيظه ومتحامل على نفسه ويرد السيئة بالحسنة دائما، وقابل الجحود والنكران بالجميل والعطاء، فلم تثر نفسه لأجل نفسه كما يفعل الآخرون، ولم يعمل في الخفاء ولم يأت بموالين ولا بأتباع ولم يستعن بدواوين ولا كتاب ولا صحافة ولا منظمات، بل كان يسير رافع الرأس عالي الهمة متحصنا بحبه لوطنه وصدق نواياه ، لذلك نقدر ونحترم ونحب هذا الرجل المهذب الوقور الدكتور مصطفى النوايسة .
اعرف الدكتور النوايسة المنتمي للاردن ولقيادتة فكان في كل المواقع التي تقلدها ديدنه الصدق والإخلاص والحق تميز باللين والعمل بصمت واتسم بالجدية في مواقفة لا يداري في الحق نقي النفس مخلصا في مهامه ومسؤولياته مهما عظمت، عمله دائما مصبوغا بطابع إنساني ووطني ملتزم.
عرفتة يحمل هموم الناس كما بحمل هموم العمل العام فكان سنديانة للإصلاح والتكافل والإخاء وكان مجبولاً على حب الثقافة التي شكلت خزان وقود للمعلومة والمعرفة.
رجل عرفتة يجمع بين السياسة والثقافة وفق مرتكزات قومية ووطنية مدافعا عن الحق الفلسطيني والعربي في كل مكان وداعماً لكل جهد وطني بناء يخدم المصلحة الجماعية الى جانب مسيرته المشهودة فالعمل العام وخدمة الناس عشقه وهواه.
في كل مرحلة من مراحل حياته سطر نجاحا تلو الآخر، وزاد قوة وعنفوانا واندفاعا لخدمة أبناء شعبه، تاركا وراءه أثرا إنسانيا ووطنيا يزخر بالكثير من الطموح العنيد والعطاء والسخاء.
خالص تحياتنا وتقديرنا للرجل المحترم الدكتور مصطفى النوايسة