وطنا اليوم:عندما شارك العالم أخيراً الشعب الأردني الفرحة الكبرى لوليّ العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني والأميرة رجوة الحسين، كانت لفتة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله موجّهة في هذا اليوم للشعب الأردني بشكل خاص، عوضاً عن تقديم صورة عرس ملكي تنتهي فصوله عند ليلة الاحتفال. فهما ذهبا أبعد من ذلك من خلال حرصهما على تقديم الصورة المشرّفة لوجه الأردن العربي بعادات شعبه وتقاليده وفولكلورياته التي شكّلت فيلماً وثائقياً طويلاً انطلق بجزئه الأول بعنوان “نفرح بالحسين” وينطلق الجزء الثاني منه في 26 تموز الجاري عبر مهرجان “#جرش”، أحد أهم المهرجانات العالمية للثقافة والفنون، تحت شعار “ويستمر الفرح”.
ولهذا الغرض، بدأ المدير التنفيذي لمهرجان جرش أيمن سماوي سلسلة زيارات إلى عدد من الدول العربية المشاركة في فعاليات المهرجان بهدف الترويج والتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية، بعدما باتت الاستعدادات في الأردن على أتمّها لاستقبال الضيوف المشاركين وضمان حصول تنظيم يليق بصورة المهرجان. وإحدى محطات سماوي تضمّنت لبنان.
يقول سماوي: “الزيارة هذه المرة قد تكون مختلفة وغير تقليدية عن سابقاتها من الزيارات الترتيبية التنظيمية، إذ تأخذ طابعاً إعلامياً بحتاً من خلال الترويج للمهرجان وتعريف الشعب اللبناني به والتواصل مع المحطات الاعلامية اللبنانية المنتشرة في كل أرجاء العالم العربي لنوصل رسالة المهرجان المتمثلة بشعاره: ويستمر الفرح، إضافة إلى استقطاب زوّار للأردن للتعرف ومشاهدة الأماكن السياحية والأثرية”.
يؤكد سماوي حضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى ووزير الإعلام زياد مكاري حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان، إضافة إلى مشاركتهما في فعاليات أخرى: “هناك علاقة طيّبة بين الشعبين اللبناني والأردني، وتجمع البلدين صداقة قديمة وتاريخية، وهي عناصر تنعكس على العلاقة التي تربط قيادتنا بلبنان وأهله”.
ينتظر الجمهور العربي حضور أهم الفنانين العرب، وسيحضر من لبنان: نجوى كرم، وائل كفوري، راغب علامة، عبير وجورج نعمة، الأخوان شحادة، إضافة إلى الحضور الوازن للأمسيات الشعرية التي سيحييها الشعراء: طلال حيدر، ماجدة داغر، شوقي بزيع، ومشاركات ثقافية أخرى.
بيد أن سماوي تسيطر عليه حماسة من نوع آخر بسبب مشاركة يعتز بها لمجموعة من السيدات تعلّمن الفن التشيكلي بعد عمر السبعين، والآن يمارسنه كهواية، إذ ستتم استضافتهن في عمّان من خلال لوحاتهن الفنية. ويعلّق على هذه الخطوة: “شعور جميل ورسالة بأن الحياة مستمرة وتأكيد أنّ لا حدّ للتعلم”.
يملك سماوي الخبرة والمعرفة الوافية لتصويب دفّة الأمور في مسارها الصحيح، لذلك من الطبيعي أن تقع الهفوات والأخطاء في مهرجان يستقبل يومياً نحو 50 ألف شخصاً. ويؤكد أنه “حتى تنجح يجب أن تتمسك بالطموح الذي يجب ألّا ينتهي عند حدّ معيّن. نعمل ونجتهد وعلينا الإفادة من أخطائنا كي نتقدم… ما هو أكيد هذا العام أننا سنوفّر للجمهور خيارات متعددة لانتقاء الفعاليات التي يريدها. هو تحدٍ، لكنني أعتقد أننا إذا أردنا أن نفعل النقلة ونصبو للنجاح علينا النظر إلى كل ما هو كبير”.
وعن شعار “ويستمر الفرح” يقول سماوي: “أطلقت فعاليات مسبقة في الزفاف الملكي، ويأتي شعار: ويستمر الفرح، تحبباً بما كان. فالنموذج الذي قُدّم في العرس أعطى درساً بالتواضع والفخر بموروثك وثقافتك وعاداتك وتقاليدك على مرأى من العالم. فهذا النموذج الذي قدّم وجب أن يُبنى عليه لتكون محطة جرش مكمّلة لمحطة الفرح التلقائي الذي ولد عند الناس وساعد في الترويج سياحياً للأردن، لذلك سيستمر الفرح”.
للمرة الأولى في تاريخ انطلاقة المهرجان، أُعلِن عن اختيار مصر لتكون ضيف شرف، يقول سماوي: “استضافة مصر هي البداية. فمصر أمّ الدنيا، أمّ الثقافة وأمّ الفن، مصر العظيمة، وبصدق هناك علاقة قوية بين وزارتي الثقافة الأردنية والمصرية ومصر متواجدة في كل احتفالات الأردن، كما أنّ العلاقة السياسية في أحسن حالاتها بين الملك عبدالله والرئيس عبدالفتاح السيسي… وستتكرر هذه الخطوة مع دول أخرى كل عام بهدف التبادل الثقافي والخبرات الذي أعتبره خطوة واجبة في أي مهرجان”.
سماوي، وبعيداً من الأبواب الكبيرة التي يفتحها أمام مجالات الفن لا ينكر ميله إلى الفن الملتزم. وإذ نسأله عن الفنان الذي يرغب في حضوره المهرجان، يجيب: “الفنانة جوليا بطرس، حاولنا منذ عامين التواصل مع مقرّبين منها، لكن لم نفلح، وقد يعود السبب إلى إطلالاتها المقلّة وظروف المنطقة. أحبّ أن تكون موجودة لأنها تقدّم رسالة قد يتفق معها البعض وقد يختلف معها آخرون، لكنني أؤمن بما تقدّمه. الحلم الفني الكبير أيضاً برؤية السيدة فيروز أيضاً في جرش بعدما اعتلت مسرحه قبل 40 عاماً، كما أحنّ إلى حضور الفنانة نجاة الصغيرة. هناك وجوه فنية يكفي وجودها لأنها قدّمت لنا الكثير”.
النهار