العنصرية في أحط صورها بالإعلام العالمي بقارب الفقراء وغواصة الأغنياء

25 يونيو 2023
العنصرية في أحط صورها بالإعلام العالمي بقارب الفقراء وغواصة الأغنياء

وطنا اليوم:هاجم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ازدواجية المعايير في التعامل مع كارثة غرق مركب الهجرة غير الشرعية أمام سواحل اليونان ، وبين الاهتمام اللافت بحادثة غرق الغواصة التي كانت تقل عددا من أثرياء العالم.
ازدواجية التعامل مع الحادثين اعتبرها البعض دليلا جديدا على العنصرية في أحط صورها.
لم تقتصر الإدانة على نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بل عبر عدد من الشخصيات العامة عن غضبهم من تلك الازدواجية.
الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما استهجن التغطية الإعلامية الدقيقة لأزمة غواصة تيتان التي انتهى أمرها بالانفجار مقابل تجاهل كبير لمركب المهاجرين الغارق.
أوباما قالها صراحة: هذا وضع لا يطاق!
وكتبت ريس دنيسديل تقول “عمليات بحث ومحاولات إنقاذ مضخمة (بميزانية مفتوحة وموارد غير محدودة) لفقدان غواصة على متنها 5 أشخاص”.
واستنكرت “ماذا عن المهاجرين الذين غرقوا في الماء؟ هل شاهدتم مدى اهتمامنا بهم؟! يبدو أن بعض البشر أكثر قيمة من غيرهم”

العنصرية الغربية
في ذات السياق هاجم آخرون ما وصفوه بالعنصرية الغربية التي لا تهتم إلا بالرجل الأبيض،وليذهب الآخرون إلى الجحيم.
وقارنت رسوم كاريكاتورية أيضًا بين الاهتمام بضحايا الحادثين، وأظهر أحدها الفرق بين جهود البحث الدولية التي سُخّرت للغواصة، في حين تُرك أكثر من 700 شخص عرضة للموت غرقًا دون من تسخير أي طواقم بحرية لإنقاذهم، بحسب الرسم.
ومن جهتها، سلطت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الضوء على هذا التناقض الصارخ، في بيان، قالت فيه “بينما يلتفت العالم إلى غواصة تيتان المفقودة، يغض الطرف في المقابل عن المأساة التي وقعت قبالة السواحل اليونانية”.
وأضافت منظمة حقوق الإنسان الدولية في البيان “أكثر من 500 شخص صاروا في عداد الغرقى في واحدة من أسوأ حوادث غرق قوارب المهاجرين في التاريخ”

صراع الشرق والغرب
برأي المفكر والمترجم الكبير شوقي جلال فإن المعركة الدائرة الآن هى معركة صراع بين الشرق والغرب، مشيرا إلى أن هناك تحالفا بين أوروبا وأمريكا للحفاظ على مكانتهما.
وأضاف أنه بقدر الكلام عن الأنا والآخر، والتسامح، فإن الليبرالية سقطت منذ زمن.
وقال جلال إن الشعارات التى أطلقت عن الإخاء والمساواة والحرية والعدالة كانت لمصلحة الإنسان الأبيض دون سواه.
وأضاف: “عندما أرى فرنسيس بيكون أحد زعماء التنوير، عضوا ومساهما كبيرا فى شركة تجارة العبيد، ويتحدث عن التنوير! ويتحدث فى أحد كتبه عن أن «هذا الأمر لا يليق بالإنسان الإنجليزى!» أليست هذه عنصرية؟! هل ننسى عندما كانوا يأتون بأبناء إفريقيا وأبناء الأمريكتين الأصليين ويضعونهم فى أقفاص للفرجة؟!”.
وخلص إلى أن التنوير الأوروبى انتهى بالاستعمار والانحياز للرجل الأبيض، مؤكدا أن ما يحدث الآن أن الآخر يحاول انتزاع حقه فى الوجود، مشددا على أن المطلوب تنوير إنسانى وليس تنويرا يعلى من شأن الإنسان الأبيض.

بلاد ال 700 غريق
من جهته قال الأديب المصري الكبير رفقي بدوي إن اليونان أغرقت مراكب اللاجئين عمدا وبتوجيهات من الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الشعب اليوناني يقوم بمظاهرات ضد حكومته مطالبين بتقديم المتسببين في الكارثة للمحاكمة ، لافتا إلى أنه لا أحد من المسئولين ببلاد ال 700غريق جرؤ على الحديث عن الكارثة