وطنا اليوم –   كد وزير الحج والعمرة في السعودية الدكتور توفيق الربيعة أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والمتابعة الحثيثة والقيادة المباشرة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز اقتضت اتخاذ كافة الاستعدادات لرفع سقف أعداد الحجاج إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا «كوفيد19».

وقال في مؤتمرٍ صحفي عقده اليوم (الخميس) بالعاصمة الرياض: «سنعود بإذن الله في موسم حج هذا العام إلى الأعداد الطبيعية التي كانت قبل الجائحة، مع إتاحة المنافسة هذه السنة بين شركات مقدمي خدمات الحج، لتحفيزهم على تقديم أفضل خدماتهم لضيوف الرحمن»، وبين أن حج هذا العام يأتي بعد توقف الحج بشكله الطبيعي لمدة 3 سنوات، مؤكداً أن السعودية تجاوزت ولله الحمد جميع التحديات التي مرت بها خلال الجائحة وتميزت بتنظيم مواسم حج استثنائية، في ظل وجود الجائحة وتأثيرها على دول العالم كافة.

 

ورفع الدكتور الربيعة الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على التوجيهات التي تقتضي عودة أعداد الحجاج إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا، بناءً على نتائج المراجعة الدقيقة للمؤشرات الصحية وتوصيات الجهات الصحية، وجاهزية المملكة لإقامة الحج بأعداد أكبر مما كانت خلال الجائحة.

وأشار إلى أن الوزارة باشرت بالتكامل مع جميع الجهات المعنية من القطاعين الحكومي والخاص، الإعداد لمهماتها التنظيمية والتنفيذية في الحج مبكرًا من بداية عام 1444، لافتا إلى أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد تقتضي بأن تكون «صحة الإنسان أولا»، إذ تمكنت الوزارة من الإعلان المبكر لموسم حج عام 1444 (2023) قبل قدوم الموسم بعدة أشهر، وأتاحت للحجاج التقديم على الحج خلال كامل الفترة دون حد أعلى للعمر، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء الفريضة عبر باقات متنوعة تناسب حاجاتهم.

وأكد استمرار المملكة في جهودها المتواصلة لتسهيل قدوم ضيوف الرحمن لأداء مناسك الحج ضمن منظومة إلكترونية متكاملة بداية من الحجز الإلكتروني واختيار حزم الخدمات المرغوب بها وحتى الحصول على تأشيرة الحج والوصول بيسر وسلام إلى المشاعر المقدسة.

وبين الدكتور الربيعة أن الوزارة أطلقت منصة «نسك حج» بـ7 لغات متنوعة لتكون منصة خاصة بحجاج أوروبا، والأمريكتين، وأستراليا، والقادمين من أكثر من 58 دولة، لتمكنهم من التقديم المباشر لحج 1444 (2023) واختيار الحزم المرغوبة من الباقات والخدمات التي توفر تجربة متكاملة لأداء فريضة الحج لحجاج تلك الدول مثل: رحلات الطيران، والسكن، والنقل، وخدمات الإعاشة، وخدمة المرشد المرافق للحجاج، وخدمات الدفع المتعددة، والدعم الفني، إلى جانب بطاقة الحاج الذكية التي تمثل هوية الحاج، حيث تواصل الوزارة جهودها في تطوير التقنيات المتعلقة بها؛ لتسهم بشكل فعال في تنظيم وتسهيل العديد من الخدمات.

ونوّه بتميز المملكة عندما يتعلق الأمر بإدارة الحشود الضخمة، إذ يتم العمل ضمن منظومة محكمة تتكامل فيها البنى التحتية وتقنيات قياس الكثافات البشرية مع برامج التفويج المعدة مسبقا وخطط الجهات الأمنية في إدارة وتنظيم الحشود، لتتكاتف تلك الجهود وتمكن جميع المسلمين من أداء مناسكهم بطمأنينة ويسر، لافتاً الانتباه إلى أن السعودية تسعى خلال السنوات القادمة إلى أن تكون جميع إجراءات الحج إلكترونية بداية من القدوم وحتى المغادرة سالمين إلى بلدانهم، وأسهمت اليوم بطاقة الحاج الذكية التي تحفظ جميع معلومات الحاج في تسهيل تقديم الخدمات الصحية واللوجستية اللازمة خلال وجود الحاج بالمملكة.

وفي إطار حرص الوزارة على مواكبة التغييرات في حج هذا العام خصوصا مع عودة أعداد الحجاج لما كانت قبل الجائحة، جرى زيادة أعداد القوى البشرية العاملة خلال الموسم، حرصًا على تقديم أفضل الخدمات والتسهيلات لحجاج بيت الله الحرام.

وعن الاستعدادات المتعلقة بالنقل والتفويج، أكد أن الوزارة عملت قبل بدء الموسم على مجموعة من التجارب الفرضية لنقل الحجاج التي كانت ناجحة ولله الحمد، وبلغت وسائل النقل المصرحة والمخصصة للحجاج حتى الآن 18,277 حافلة.

وفي ما يخص العمرة، أوضح أن الوزارة بدأت استعداداتها لاستقبال معتمري بيت الله الحرام مباشرة بعد انتهاء موسم الحج، مُعلنًا بدء عمرة هذا العام بعد موسم الحج مباشرة واستقبال التأشيرات الخاصة بالعمرة، داعياً الراغبين في أداء العمرة، إلى زيارة منصة «نسك» المتوفرة بـ9 لغات متنوعة لتسهم في تسهيل إصدار التأشيرات إلكترونيا خلال أقل من 24 ساعة، وتيسير إجراءات زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة، مع إتاحة اختيار خدمات السكن والإقامة والتنقل المناسبة لرغبة الزائر.

وأفاد الدكتور الربيعة بأن السعودية سهلت قدوم المعتمرين عبر إتاحة مجموعة متنوعة من التأشيرات بلغت 7 تأشيرات مختلفة تسمح بأداء مناسك العمرة، فكان آخرها تأشيرة «الترانزيت»، التي تتيح الدخول إلى المملكة لمدة 4 أيام وأداء العمرة، وتوفير التسهيلات وسبل الراحة للمعتمرين، فكانت أبرز التسهيلات المقدمة: خفض قيمة التأمين الشامل الخاص بتأشيرة العمرة من 235 ريالًا إلى 88 ريالًا بنسبة تخفيض تصل إلى 63%.

وحول ما يتعلق بإثراء رحلة معتمري بيت الله الحرام إيمانيًّا وثقافيًّا، أفاد الربيعة بأن منظومة العمل طوّرت وفعّلت المواقع التاريخية الإسلامية المرتبطة بالسيرة النبوية، لتكون متاحة ومجهزة وفق أعلى المعايير لاستقبال زوار السعودية من مختلف أنحاء العالم. كما بدأ العمل على تجهيز أكثر من20 معرضا وأكثر من 100 موقع تاريخي إسلامي.

وأشار وزير الحج والعمرة إلى الزيارات الدولية التي عمدت إليها الوزارة بالتعاون مع شركائها في المنظومة من القطاعين الحكومي والخاص، بهدف تسهيل إجراءات قدوم المعتمرين إلى مكة المكرمة، مبينا أن هذه الزيارات أسهمت في توضيح الإجراءات المتعلقة بالحج والعمرة لكل دولة مع الخروج بنتائج واتفاقيات متعددة تُسهم في تحسين تجربة ضيوف الرحمن وترفع من مستويات الرضا لدى ضيوف الرحمن.

وفي هذا الصدد قال: «أحد القرارات التي تم الإعلان عنها خلال الزيارات السابقة، تمديد تأشيرة العمرة من 30 إلى 90 يومًا، وإمكانية الدخول إلى السعودية بتأشيرات متنوعة لأداء العمرة، وأخيرا استحداث منصة «نسك» لتسهيل إجراءات القدوم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما حرصنا خلال الزيارات الدولية على رفع مستوى التوعية لدى ضيوف الرحمن عبر مشاركة الدول المستهدفة مجموعة من المواد التوعوية الاستثنائية، كدليل العمرة الشامل الذي يعرّف المعتمر بأبرز المحطات التي يمر من خلالها حتى يكون مستعدًّا لخوض تجربته الإيمانية بكل يسر وأمان».

وأشار الربيعة إلى أنه تم ولأول مرة تنفيذ تجارب افتراضية للحج لضمان كفاءة العمل، خصوصا أن هناك نحو مليوني حاج لهذا العام، مؤكداً أنه لن يسمح بالحج دون تصريح، فيما شدد على أن الحج لأداء النسك وليس لرفع الشعارات السياسية.

كما أوضح أنه سيتم تطبيق العقوبات على الشركات غير الملتزمة بخدمة الحجاج، مشيراً إلى أن العام الماضي تم إعادة 160 مليون ريال للحجاج نتيجة إخلال الشركات بالاتفاقيات.

وأكد أن الوزارة وضعت خططاً بديلة لتوجيه حركة ‫الحجاج‬ لمن لا يمتلكون هواتف ذكية كالألوان وإنارات الليزر لتسهيل الوصول على هذه الفئة.