وطنا اليوم – صدر حديثا للزميل الأديب والإعلامي رمزي الغزوي كتاب في أدب اليافعين بعنوان تحت نهر المجرة/ من يوميات يافع عمان، عن دار البيروني وبدعم من وزارة الثقافة الأردنية يقع في 170 صفحة من القطع المتوسط.
يسرد الكتب بلغة موحية مكثفة وبسيطة على لسان يافع بعمر 14 سنة بعضا من يومياته الحقيقية الحاشدة بالأحداث والنشاط والفعالية على مدى ثلاث سنوات تخللتها تفاعلات وإرهاصات جائحة كورونا.
يقول الغزوي إنه يخوض في مؤلفه الجديدة تجربة عميقة مثرية في تقمّص روح اليافع المشتبك مع محيطه، المتفاعل مع أحداث يوميه العائلي، المدرسي، المجتمعي، والعالمي بتفاؤل، مؤكدا أنه أراد لهذه اليوميات أن تشكّل حافزا غير مباشر لليافعين وللقراء عموما ليعمّقوا أحاسيسهم بحياتهم ويستشعروا ما فيها من نفائس واستخلاص اللحظة وعيشها بحذافيرها.
وأضاف الغزوي أن يومياته تدعم توجه اليافعين في تبني السؤال الواخز، والعقل الناقد المنفتح الذي لا يتقبّل الأشياء والظاهر إلا بدليلها ومنطقها في واقعه المعاش، وفي مسيرة البحث الحثيث الذكي نحو الإجابات.
ويذكر الغزوي أن أدب اليوميات الخاصة بعالم اليافعين يحتلُّ مكانة مميزة لدى كثير من الثقافات العالمية، ولكنها حضورها خجول في الثقافة العربية، مبيناً أن عادة تدوين اليوميات تخلق يافعاً راصداً فعّالاً قادراً على تلمّس وقراءة الجماليات في ما حوله، وتجعل منه متفاعلا إيجابيا مع مواقف حياته، والأهم أنها تدرّب فيه عينا رادارية نشطة ترصد وتسجل الجماليات الصغيرة غير المحسوسة لدى الكثيرين في الحياة الرتيبة العادية، وتجعله يطرح نقده للأحداث بعفوية تامة.
اليوميات زاوجت بسلاسة وخفة بين العلوم والآداب والرحلات والفلسفة والتاريخ والفن بطريقة تلامس الحياة اليومية العمانية، دون افتعال أو اقحام، كما وأنها جاءت لتعمّق أحاسيسنا بالمكان سيما وهي تطوف في عدد من البلدان والمدن والبلدات.
الواضح في الكتاب أن الغزوي لا يمارس “الأستذة” على قرائه من قريب أو بعيد، ومن قبل على صاحب اليوميات، بل يترك له أن يدير حياته، ويختار مفرداتها الموائمة لعمره، لكنه في الوقت ذاته يهيئ سبلا عفوية نحو السعي إلى الحق والخير والجمال.
بقي أن نقول أن اليوميات لا تقيم وزنا للخوف من طرح أية فكرة جريئة، ربما لقناعة مؤلفها، أن لليافعين قدرات مذهلة خلاقة في نسج الخيوط المُتشابكة بشكل يرضي أنفسهم التوّاقة إلى كل جديد وغريب، وأنهم قادرون على اكتشاف أنفسهم بكل أبعادها.
يذكر أن الغزوي يكتب عمودا يوميا في جريدة الدستور الأردنية، وحاصل على ماجستير في الصحافة والإعلام الحديث، وبكالوريوس في الفيزياء، وله 23 مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب ونال العديد من الجوائز الأدبية العربية والمحلية، أبرزها جائزة أحسن مقالة صحفية عربية 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال لعام 2008 التي تمنحها رابطة الكتاب الأردنيين، وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة2000، وجائزة التمكين الديمقراطي 2015.
والغزوي عضو رابطة الكتاب الأردنيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ونقابة الصحفيين الاردنيين، ومؤسس لمشروع بشاير للمواهب الشابة في مهرجان جرش للثقافة والفنون، اختيرت مؤلفاته لمشروع الذخيرة في جامعة الدول العربية، وهو ناشط ثقافي اجتماعي بيئي أسس صالون وادي الطواحين وأطلق الحملة الإنسانية لحماية ما تبقى من غاباتنا 2014 وصاحب مبادرة ثقافة الزهرة والمعرض الجوال “أغاني الأرض” 2021.
وإصداراته: (غبار الخجل)/ قصص 2000 وزارة الثقافة (مواء لجلجامش)/ قصص 2003 (موجة قمح)/ قصص صادرة بدعم من أمانة عمان2005 (أصابعي ترى)/ قصص أطفال، ضمن سلسلة ثقافة الطفل2006 (لهفة الدحنون وخصوبة الحروب)/ مقالات بدعم من وزارة الثقافة2007 (خيط من زيت)/ ديوان شعر من منشورات إربد مدينة الثقافة الأردنية (مدن عاجزة نفسياً)/ ديوان شعر/ وزارة الثقافة2009 (صفصاف وادي الطواحين)/ نصوص مكان/أمانة عمان 2009 (ثورة اللوتس)/ مقال 2011 (الحياة ساكورا)/ خواطر 2011 (أنطلق بسرعة الضوء) قصص أطفال/ 2012أمانة عمان/ ومكتبة الأسرة. (الشمس نجوم تتجمع). قصص للأطفال/2012 منشورات وزارة الثقافة الأردنية. (ابنة الغيم) 2013 (نصوص مكان). قمر ورد (2015) رواية لليافعين. كشكول علمي 2016، تطريز على طريق الحرير، أدب رحلات 2018. زهريت مجموعة قصصية 2019. وكيس الراعي 2020، ورواية قرش في كأس ماء 2021، بندوفاح 2022، زوايا الخمسين 2022، وتحت نهر المجرة 2023.