هكذا يتحول المُجرم إلى إرهابي

14 أكتوبر 2020
هكذا يتحول المُجرم إلى إرهابي

 

بقلم: نضال ابوزيد/ مدير تحرير وطنا اليوم

بعد المشاهد المؤلمة التي عصفت بها مواقع التواصل الاجتماعي لجريمة الزرقاء والاعتداء على فتى في مقتبل العمر من قبل مجموعة يمكن وصفها حسب العرف القانوني بأنها “مجموعة أشرار”،  يحضر امام المُشاهد والمُتابع صور الرعب والقتل التي كانت تنفذها الجماعات الإرهابية والدموية في جرائمها.

 

ثمة تعريفات في علم الجريمة تشير إلى ان العنف يتولد على مراحل تبدأ أولى مراحله، من العنف البسيط وتتصاعد حتى تصل إلى العنف الذي يؤدي إلى الترهيب في المجتمع، وهذا النوع ينطبق على جريمة الزرقاء، حيث مكمن الخلل في بقاء هذه الثلة تعيث في الأرض فسادً، وحيث قانون مطاط يفتح المجال للاخذ بروح القانون وليس بنصه فقط، مما يترك مجالاً للأخذ بالاسباب المخففه، حيث لا مجال لترك ثلة تعتبر في العرف والعادة خطر اجتماعي يمكن أن يرهب الشارع، فالمسؤولية القانونية يجب أن تأخذ بالاثر الأخلاقي والاجتماعي التي خلفه هؤلاء القتلة.

 

أثارت حادثة الزرقاء تساؤلات عدة حول تشكل بؤر من عصابات يمكن أن تتحول بسهولة إلى جماعة إرهابية، حيث يمكن تفريخ الإرهاب في سيكولوجية شخوص الاجرام في حادثة الزرقاء، من خلال الخلفية النفسية لديهم والتي تتعطش للعنف والقتل والترهيب، ولا تتردد عن ارتكاب جرائم ابشع واشد فتكاً وعنفاً، لأنهم اعتادوا مشهد الدم والإجرام، وبسهوله يمكن استقطاب هذه الشخوص وتحويلها إلى الراديكالية التي تجد مكاناً لها في بيئة القتل والعنف والترهيب، لا يختلف مجرموا حادثة الزرقاء عن الإرهابيين سوا بالايدلوجيا.

 

لذلك وجب قطع دابر الاجرام الذي قد يتحول مع توفر بيئة حاضنة واستقطاب، من إجرام مجتمعي بمعناه المركب إلى ارهاب عالمي بمعناه المعقد، حيث يتوفر في بيئة الإرهاب للمجرمين الملاذات الآمنه للاختباء والاختفاء عن العدالة وحيث يجدون بيئة مناسبة لهم، يمكن أن يفرغوا سمومهم الاجرامية فيها.

من هنا وجب إنزال أشد العقوبات بحق هذه الثلة المجرمة قبل أن تتمدد بفكرها الاجرامي وتتحول إلى جماعة تجد في الإرهاب بيئة مناسبة لها، فالقضية ليست مادة قانونية مشددة يمكن تطبيقها على هؤلاء المجرمين بقدر ما هي مسؤولية لمنع تحول مجموعة مجرمة إلى جماعة إرهابية والامثلة شاهدة على ذلك حين تحول العديد من أصحاب السوابق والمجرمين من   ( زعران) بالمعنى الاجتماعي إلى إرهابيين، نتيجة توفر عناصر الاحتضان والخلفية الجرمية.