وطنا اليوم:أشعلت الصور المتداولة لفرار الإسرائيليين من صواريخ المقاومة الفلسطينية وإسراعهم إلى الملاجئ مواقع التواصل الاجتماعي حماسة، وأكدت الغالبية أن النصر صبر ساعة، داعين إلى دعم المقاومة الفلسطينية الأبيّة.
اللافت كان في مشاركة الكثيرين صورا تظهر هروب وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف نحو الملاجئ بعد إطلاق صفارات الإنذار، وهو الأمر الذي اعتبره البعض نصرا للمقاومة.
الأديب المصري عباس منصور قال إنه مهما تكن البواعث والدوافع فنحن مع الغضب الفلسطيني ضد قطعان الاحتلال الظالمين.
من جهته وصف الداعية المصري حاتم الحويني القدس بأنها مدرسة الرجال.
ودعا الحويني قائلا: “فاللهم يا جبار سدّد رمي إخواننا في فلسطين ودمّر هذا العدو الغاشم”.
في ذات السياق قال الباحث أحمد السيد النجار إن ما يقوم به الكيان الصهيوني من اغتيالات إجرامية وقتل للمدنيين في جرائم حرب صريحة وضد الإنسانية، وما يقوم به بشكل دائم من اعتقالات لأبناء الشعب الفلسطيني في أراضيهم المحتلة، وما يهدد به من سحق المدافعين عن وطنهم مستندا إلى منطق وفارق القوة وشريعة الغاب، يؤكد للمرة الألف أننا إزاء كيان فاشي يغتصب أرض وحريات الغير ولا يفرق سلوكه عن سلوك عصابات قطاع الطرق، ويتمتع بتغاضي حكومات الغرب عديمة الضمير عن جرائمه بما يجعله يتمادى فيها، ويجعل الجدار الأخير للشعب الفلسطيني هو مقاومته البطولية ومساندة القوى الحية في العالم لقضيته التي يمكن أن تتعزز كثيرا لو أنهى الفرقة بين فصائله المقاومة واستعاد لحمته ووحدته باتجاه هدف واحد هو الكفاح من أجل الحرية والاستقلال بكل الوسائل، حيث تعلو شرعية وسائل الدفاع عن الوطن وتحريره على كل ما عداها.
في ذات السياق أبدى د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية استغرابه من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي لا يزال يلوم المجتمع الدولي علي صمته الذي يشجع اسرائيل علي مواصلتها ارتكابها لجرائمها بحق الشعب الفلسطيني في اراضيه المحتلة وآخرها حربها الشرسة علي غزة التي ما تزال مستمرة.
وساءل مقلد “عباس” وهو السياسي المخضرم : اي مجتمع دولي هذا الذي تلومه وتحمّله مسئولية ما ترتكبه اسرائيل من جرائم وانتهاكات في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، وماذا كنت تتوقع منه حتي يردعها ويضع حدا لعدوانها وجرائمها ووراء حكومة نتنياهو العنصرية المتطرفة في اسرائيل ادارة امريكية صهيونية منحازة له بلا حدود ؟
وتابع قائلا: “ادارة تم ابلاغها مسبقا بأمر هذه العملية بذريعة حق اسرائيل في الرد علي وابل الصواريخ الذي تطلقه عليها من غزة الكتائب الموالية لحركة الجهاد الاسلامي ، وان الادارة الامريكية تفهمت دواعي القرار الاسرائيلي ولم تبدي اعتراضا عليه ، وهذا هو ما قاله نتنياهو نفسه ؟ وماذا كنت تنتظر منهم في واشنطون غير انحيازهم الكامل الي جانب اسرائيل وبينهما عقد شراكة استراتيجية رسمي يلزم الولايات المتحدة بالدفاع عن امن اسرائيل في مواجهة كل اشكال التهديد والخطر بكل ما يلزم من الضمانات والمساعدات الامريكية لها من عسكرية وغيرها وفقا لما جاء في اتفاق القدس الامني الموقع في شهر يوليو الماضي في القدس في احتفالية كبيرة شهدها العالم كله بين الرئيس الامريكي جو بايدن نفسه ورئيس الحكَومة الاسرائيلية وقتها يائير لابيد وبصورة لم يجرؤ عليها رئيس امريكي آخر من قبل وبدا فيها بايدن وكأنه رئيس لاسرائيل قبل ان يكون رئيسا للولايات المتحدة الامريكية من فرط حماسه وانحيازه لها ؟ “.
وتابع متسائلا “ألم تكن متابعا لهذا كله قبل ان يأتي للقائك في بيت لحم الذي عبر فيه صراحة عن اقتناعه بان حل الدولتين للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي، وان كان هو الحل المناسب، الا انه ما يزال بعيد المنال، وهو ما بدا لنا جميعا وقنها تصريحا محبطا بدلا من ان يجدد الامل في امكانية تنفيذ حل الدولتين من مجرد وعد الي واقع ينهي ماساة هذا الصراع الذي لا تبدو له نهاية؟
مشاهد فرار الإسرائيليين من صواريخ المقاومة ربما تستدعي إلى الذاكرة أبيات أبي الطيب المتنبي:
فَمَسّاهُم وَبُسطُهُمُ حَريرٌ
وَصَبَّحَهُم وَبُسطُهُمُ تُرابُ
وَمَن في كَفِّهِ مِنهُم قَناةٌ
كَمَن في كَفِّهِ مِنهُم خِضابُ.
يقول أبو المعري في شرح الأبيات: “قال المعري: يقول: مع شوكتهم، وصبرهم، واجتهادهم، وشجاعتهم، لما رأوك جبنوا وتحيروا، حتى صار الفارس الذي يحمل الرمح كالمرأة التي في يدها خضاب