وطنا اليوم:أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، اسمًا على العملية العسكرية التي يشنها ضد قطاع غزة بعد ساعات قليلة من اغتياله ثلاثة قادة من حركة الجهاد.
وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، فإنه تم إبلاغ مصر بعملية “الدرع والسهم” بعد دقائق من الضربة الافتتاحية بغزة
ق عز الدين (يسار) هم قادة الجهاد الذين استشهدوا بالعدوان الإسرائيلي
استشهدت قيادات بارزة في “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، بغارات إسرائيلية، نفذت بعد منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء، على عدة مناطق في قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن عدد الشهداء ارتفع إلى 13،والجرحى إلى 20 في الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال مدير مجمع الشفاء الطبي بغزة محمد أبو سلمية، أن أربعة أطفال وستة نساء، استشهدوا في عمليات الاغتيال الإسرائيلية من أصل 13 شهيدا، وهناك عدد كبير من الجرحى حالتهم حرجة.
وذكر جيش الاحتلال أنه نفذ غارات على “أهداف متحركة”، مضيفا أن القصف استهدف قيادات من الجهاد الإسلامي، مؤكدا اغتيال 3 من القادة العسكريين في الجهاد الإسلامي.
من هم قادة سرايا القدس؟
الحاج جهاد غنام
ونعت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، شهداءها، وهم أمين سر المجلس العسكري جهاد غنام، وعضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية خليل البهتيني، وأحد قادة العمل العسكري طارق عز الدين.
كما استشهد بحسب “الجهاد” زوجات القادة، وبعض أبنائهم، إذ استشهد علي وميار أبناء طاق عز الدين، وهاجر ابنة خليل البهتيني.
وجهاد غنام “62 عاما”، وهو من رفح جنوب قطاع غزة، من أبرز قادة سرايا القدس، وأمين “سر المجلس العسكري”، كما أنه يعد من أكثر المطلوبين منذ انتفاضة الأقصى التي اندلعت نهاية عام 2000.
وشغل غنام العديد من المناصب في حركة الجهاد الإسلامي، منها قيادة المنطقة الجنوبية في القطاع، وتعرض لعدة محاولات اغتيال، وأصيب عدة إصابات جراء ذلك، حيث بترت قدميه.
وأشرف غنام على العديد من العمليات العسكرية إبان الانتفاضة إلى جانب الشهيد محمد الشيخ خليل أحد قادة السرايا، وأدت تلك العمليات لمقتل العديد من جنود الاحتلال والمستوطنين إبان تواجد المستوطنات في قطاع غزة.
واستمر غنام في قيادة سرايا القدس لفترات طويلة، وكان مسؤولا عن العديد من الملفات العسكرية والإدارية وغيرها، ومؤخرا برز في التنسيق العسكري بين حركتي الجهاد الإسلامي وحركة حماس.
وقصف الاحتلال منزله عام 2014، كما نجا من محاولة اغتيال فاشلة في عملية “سيف القدس” في أيار/ مايو 2021.
طارق عز الدين
والشهيد طارق عز الدين، هو أسير محرر من عرابة قضاء جنين، أبعد قبل سنوات إلى قطاع غزة، وكان مسؤولا عن ملف الضفة الغربية في “الجهاد”.
واعتقل عز الدين أكثر من مرة في سجون الاحتلال، آخرها عام 2002، حيث حكم عليه بالسجن المؤبد مضافا إليه 25 سنة، بتهمة مشاركته في هجمات ضد الاحتلال في الضفة الغربية، لكن أفرج عنه في صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011، وأبعد إلى قطاع غزة.
وانتخب عضوا في المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي عام 2018، كما انتخب في المكتب السياسي في دورته الثانية قبل أشهر.
وتتهم سلطات الاحتلال، عزالدين بأنه كان مسؤولا عن العمل العسكري للجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، ويقوم بالإشراف على الهجمات هناك.
خليل البهتيني
وهو عضو المجلس العسكري لسرايا القدس/ وقائد منطقتها الشمالية، وبدأ نشاطه في حركة “الجهاد” في فترة التسعينيّات.
ويعتبر خليل البهتيني “44 عاما” من أبرز قادة سرايا القدس في قطاع غزة، وكان ضمن المجموعة التي تشرف على صناعة الصواريخ.
وتسلم البهتيتي، قيادة منطقة شمال قطاع غزة في سرايا القدس، بعد استشهاد الشهيد تيسير الجعبري آب/ أغسطس 2022.
وقالت حركة “الجهاد”، الثلاثاء، إن “خيارات المقاومة مفتوحة” للرد على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال طارق سلمي المتحدث باسم الحركة، في بيان “كل السيناريوهات والخيارات مفتوحة أمام المقاومة للرد على جرائم الاحتلال”
وأضاف: “المقاومة لن تتوقف إلا بزوال الاحتلال”.
وتابع: “المقاومة أرست قواعد اشتباك مع الاحتلال الذي يريد اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وستثأر للقادة الشهداء”.
وقال الإعلام الإسرائيلي إن العدوان وعملية الاغتيال تمت بعملية مشتركة بين قوات الاحتلال وجهاز “الشاباك”، مشيرا إلى أنه جرى التخطيط للعملية، وإعلام رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بها منذ الأسبوع الماضي.
وفي وقت لاحق، أعلن عن استشهاد مدير عام مجمع الوفاء الطبي، الدكتور جمال خصوان، وزوجته، في استهداف “برج الدولي” بغزة.
بدورها، طلبت الجبهة الداخلية الإسرائيلية من المستوطنين في غلاف غزة دخول الملاجئ فورا وحتى إشعار آخر.
وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن قرار فوري بإغلاق معبري إيرز وكرم أبو سالم، وذلك حتى إشعار آخر.
وفي أول تصريح لمسؤول فلسطيني في غزة، أوضح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، أن “المؤسسات والطواقم الحكومية تتابع مجريات عدوان الاحتلال الغاشم والمفاجئ على أبناء شعبنا، وتقوم بواجبها في التعامل مع حالات استهداف الطيران الحربي المتواصل”.
وأكد في تصريح ، أن “هذا العدوان السافر، وقصف البيوت على ساكنيها، يدلل على العقلية الإجرامية الدموية لدى الاحتلال، الذي لا يأبه لحياة وحقوق الشعب الفلسطيني، ولا يلتفت للأعراف والمواثيق الدولية أو أبسط قواعد القانون الدولي الإنساني، ما يستوجب موقفا واضحا وقويا من المجتمع الدولي يتجاوز حدود الشجب والإدانة”.
ونبه معروف إلى أن “هذا العدوان والجريمة التي خلفها القصف تتطلب أن نقف صفا واحدا في مواجهته، ونضيع الفرصة على المحتل وأعوانه بمحاولاتهم زعزعة استقرار وتماسك جبهتنا الداخلية”. وحذر المسؤول من خطورة “حرب الإشاعات وبث الفرقة”، والتي تتطلب من الجميع أن “يكونوا على قدر المسؤولية الوطنية والأخلاقية والقانونية، وأن ينتبهوا إلى ما ينشره الاحتلال وناطقوه في إطار الحرب النفسية التي يمارسها ضدنا”.
رسائل للمجتمع الدولي
دعت حركتا “فتح” و”حماس”، الثلاثاء، المجتمع الدولي لإدانة “الجرائم البشعة” التي ارتكبها الاحتلال.
جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم “فتح” منذر الحايك، وتغريدة عبر تويتر لعضو المكتب السياسي لـ”حماس” موسى أبو مرزوق، بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية ضد غزة اغتيال خلالها 3 من قادة “سرايا القدس” الذراع المسلح لحركة “الجهاد الإسلامي”.
وقال الحايك: “جريمة بشعة غادرة ترتكبها حكومة الإرهاب في الليل والناس نيام دون مراعاة لأدنى مشاعر الإنسانية”.
وأضاف: “هذه الحكومة تفقد عقلها وتمارس القتل لعلمها المسبق أنها أمام مجتمع دولي صامت وداعم”.
وتابع الحايك، أن “المسيرة لن تتوقف مهما كانت التضحيات”، داعيا إلى تحرك دولي لوقف “الاعتداءات” الإسرائيلية.
من جانبه، دعا أبو مرزوق، المجتمع الدولي إلى “إدانة” إسرائيل، قائلا “دماء الشهداء تمهد الطريق لتحرير فلسطين، واستهداف القادة دليل على صحة النهج في مواجهة الاحتلال، رسالة المقاومة ستكون شاملة وموحدة”.
ودعا أبو مرزوق، المجتمع الدولي إلى “إدانة الاحتلال والمطالبة برحيله وأن لا يساوي بين الضحية والجلاد”