وطنا اليوم – محرر الشؤون المحلية: شهدت الاردن أحداثا كانت صاخبة لا تنسى خلال عام 2020 فقد تفاقمت أزمة اقتصادية في البلاد بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا، ما أدى إلى موجات احتجاج مستمرة، وترصد وطنا اليوم أبرز أحداث العام 2020 والأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي خلال 2020.
ازمة المعلمين
المخاض كان عسيرا بين الحكومة ونقابة المعلمين على خلفية مطالبة متمثلة بإعادة علاوة رفع رواتب للمعلمين وغيرها من ضمانات. فقد جاءت الخطوة لحسم المعركة، ضمن قرار للنائب العام 25 تمو نص على “كف يد أعضاء مجلس نقابة المعلمين وأعضاء الهيئة المركزية، وهيئات الفروع وإداراتها، ووقف النقابة عن العمل وإغلاق مقراتها لمدة سنتين”. وجرى اقتحام مقر النقابة في العاصمة، وألقاء القبض على نائب نقيب المعلمين ناصر النواصرة وأعضاء مجلس النقابة، فيما أغلق المقر الرئيسي، وباقي فروع النقابة في محافظات المملكة.
واتهم النائب العام ناصر النواصرة القائم بأعمال نقيب المعلمين الأردنيين بالتحريض بسبب كلمة ألقاها وانتقد خلالها حكومة رئيس الوزراء عمر الرزاز.
قسم النواصره
وكان النواصرة، أقسم خلال اجتماع مع رؤساء فروع النقابة، بأن النقابة لن تتراجع عن فلس واحد من علاوة منتسبيها “ولو ارتدت عليهم الكرة الأرضية، وليس الحكومة الأردنية ودوائرها”.
موقف سلامة حماد
وعلى وقع هذه التصريحات، اعتبر وزير الداخلية سلامة حماد إن ما ورد على لسان النواصرة “مرفوض وهو تجاوز لكل الأعراف، وإذا تكرر سنتخذ الإجراء القانوني المناسب”.
اول حظر شامل
في الحادي والعشرين من آذار الماضي، طُبق في الأردن أول حظر تجوال شامل، كان قد أعلن عنه وزير الدولة لشؤون الإعلام السابق أمجد العضايلة، وذلك ضمن مساعي الحكومة لمنع دخول فيروس كورونا إلى البلاد.
وحالا اتخذت الحكومة حزمة من القرارات لمحاربة انتشار الفيروس، وتوالت الأزمات وتعالت الأصوات على خلفية القرارات التي أثقلت كاهل الشعب خاصة عمال المياومة الحلقة الأضعف في برامج الدعم الحكومي، ما أدخلهم في حال العوز والحاجة نتيجة توقفهم عن العمل وعدم قدرتهم على تلبية احتياجات عائلاتهم المعيشية.
إلا أن أزمة انتشار كورونا السريع والقاتل شلّت حركة الاقتصاد، فامتدت آثاره السلبية إلى مكونات المجتمع، في حين قررت الحكومة الخروج من المأزق باعتماد برامج إنعاش اقتصادي.
شخصيات برزت خلال الجائحة
ومن الشخصيات التي كان لها دور وأثر كبير في قيادة المشهد وإقناع الأردنيين هما الوزيران د. سعد جابر وزير الصحة، وأمجد العضايلة وزير الدولة لشؤون الإعلام.
ابرزت العبارات الأردنية في 2020
وكانت أشهر الكلمات في الأردن التي اقتُبست عن لسان العضايلة في ختام الإيجاز الصحافي وظلت عالقة في ذاكرة الأردنيين دعاؤه: “حماكم الله، وحمى صحتكم، وأحباءكم، وحفظ الوطن وقيادته، والإنسانية جمعاء من شر هذا الوباء. نحن في خدمتكم، ونجاحنا بالتزامكم”.
نظرية الحمار
وفي تشرين الثاني الماضي أثار الكاتب الأردني عبد الهادي راجي المجالي جدلاً واسعاً بعدما أسقط “نظرية الحمار” على الشعب، في محاولته لتفسير اقتراب الأردن من ذروة تفشي فيروس كورونا.
وقال خلال مداخلته في برنامج “تفاعلنا” على قناة “العربية”: “استطاع العالم تطويع الحيوانات جميعاً وإشراكها في السيرك، فتمكن من قتل غريزة التمساح والدب القطبي، إلا الحمار لم يفلح الإنسان بإدخاله للسيرك والتأثير على سلوكه لأنه حمار”.
وعلى وقع هذه تصريحات جاءت ردود فعل أردنية غاضبة على تصريحات المجالي، وطالب الشعب بمحاكمته نظراً لتطاوله عليه بشكل متكرر.
غاز العدو احتلال
وعلى صعيد السياسي، لم ير الأردنيون تاريخاً يكتسيه الفرح بل خيم عليهم الحزن والسواد. ففي مطلع العام بدأ الضخ التجريبي لاستيراد الغاز من إسرائيل بموجب اتفاق قيمته عشرة مليارات دولار لمدة 15 عاما مع شركة نوبل إنيرجي لتوريد الغاز من حقل ليفياثان البحري، إذ تنص الاتفاقية على تزويد الأردن بنحو 45 مليار متر مكعب من الغاز، على مدار 15 عاماً، اعتباراً من كانون الثاني/يناير الماضي.
غازي الهوامله
وكان النائب غازي الهواملة قد عبر عن رفضه لاتفاقية الغاز من خلال كلمة ألقاها تحت قبة البرلمان قال فيها بالعبرية “لا للغاز الصهيوني” موجها حديثه للشعب الأردني ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
مقابلة جلالة الملك مع دير شبيغل
وعلى صعيد غرب النهر، في 15 ايار الماضي جاءت تصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني التي تشير إلى أن تعامل بلاده يتّسم بالحذر مع إسرائيل، وهو أمر يحتاج إلى رويّة قبل اتخاذ أي قرار، بما في ذلك إلغاء اتفاقية الغاز الموقَّعة بين البلدين.
وقال جلالته في مقابلة مع صحيفة “ديرشبيغل” الألمانية ونشرها تلفزيون المملكة: “لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن أهيئ جواً للخلاف والمشاحنات، ولكننا ندرس جميع الخيارات. ونحن نتفق مع بلدان كثيرة في أوروبا والمجتمع الدولي على أن قانون القوة لا يجب أن يطبّق في الشرق الأوسط”.
جرائم بشعة هزت المجتمع
صرخة احلام
وانشغل الرأي العام، بسلسلة جرائم وحوادث دقت ناقوس الخطر. فقد استيقظ الأردنيون صباح 18 تموز الماضي، على جريمة قتل وصفت بالمروعة كان منفذها أباً وضحيتها ابنته، شابة أربعينية تدعى أحلام، وتحول اسمها إلى وسم على مواقع التواصل الاجتماعي “#صرخة_أحلام” وهي التفاصيل التي لم يتأكد بعد مدى صحتها.
فتى الزرقاء
وفي 14 تشرين الأول هزت قضية اعتداء وحشية على فتى “الزرقاء صالح” الذي يبلغ من العمر 16 عاما الرأي العام، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، حيث أقدمت مجموعة في محافظة الزرقاء على بتر ساعدي فتى وفقء عينيه.
وبعد موجة عارمة من الغضب الشعبي بالمطالبة بتنفيذ أقصى العقوبات في حق الجناة، تابع الملك عبدالله الثاني تفاصيل العملية الأمنية التي نفذتها مديرية الأمن العام، وقادت إلى القبض على الأشخاص الذين ارتكبوا الجريمة.
حادثة مرج الحمام
وفي كانون الاول تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا مفجعة لفتى يدعى بهاء تعرض للاعتداء بساطور من قبل شخص على خلاف مع والده في منطقة مرج الحمام، جنوب غربي العاصمة، حسب الناطق الإعلامي للأمن العام، العقيد عامر السرطاوي.
وأصيب بهاء (15 عاما) بجروح كبيرة في وجهه ورأسه، في محاولة المعتدي الانتقام من والده إثر خلافات معه.
وعلى صعيد مرتبط في مختلف الجرائم التي حدثت في الأردن، أطلقت السلطات حملة أمنية ضد أرباب السوابق والمطلوبين والمشبوهين، ومكرري قضايا فرض الإتاوات والبلطجة وترويع المواطنين.
استقالة الحكومة
وبموجب طلب دستوري في 3 تشرين الأول قدمت حكومة رئيس مجلس الوزراء د. عمر الرزاز استقالتها، حيث قال رئيس الحكومة الرزاز في كتاب استقالة حكومته “أصبنا أحيانا، وأخطأنا أحيانا، وصحّحنا مرارا”.
بشر الخصاونة
وافتتح الشهر بتغيرات جديدة، حيث جرى تكليف القانوني والدبلوماسي بشر الخصاونة بتشكيل الحكومة الجديدة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2020 بعد أيام من قبول استقالة حكومة عمر الرزاز وتكليفها بتصريف الأعمال لحين تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك إثر حل مجلس النواب الأردني في 27 ايلول/سبتمبر الذي يستدعي حسب الدستور إقالة الحكومة الحالية بعد أسبوع من الحل ويشترط عدم تشكيل الحكومة الجديدة بواسطة رئيس الوزراء الحالي.
الانتخابات النيابية
الحدث الأبرز رغم تفشي فيروس كورونا في البلاد، إعلان رئيس الوزراء بشر الخصاونة أن الانتخابات النيابية ستتم في موعدها في 10 تشرين الثاني على أن يعقبها حظر شامل لمدة 4 أيام.
وبالرغم من عبثية الانتخابات وعدم جدواها، انتخب الأردن وأدلى الناخبون بأصواتهم وسط انتقادات لاحتمال تسببها في تفاقم الأزمة الصحية الراهنة.
وحملت الانتخابات في جعبتها 830 مخالفة منها 100 قضية متعلقة بالمال السياسي تم خلالها استغلال الناخبين من تداعيات فيروس كورونا وظروفهم المعيشية الصعبة في التأثير على إرادتهم في التصويت من قبل مجهولين.
الهدف مرصود والرشاش جاهز
وعقب صدور نتائج الانتخابات تصدرت “شيلة” – الهدف مرصود والرشاش جاهز- اهتمام الأردنيين، فيما تسببت في كبح جماح الحكومة أمام أسئلة محرجة، والإطاحة بوزير الداخلية توفيق الحلالمة وسجن عشرات المرشحين الفائزين بالانتخابات البرلمانية.
وامتد تأثير “شيلة” إلى تأجيج مشاعر الفرح لأنصار المرشحين المبتهجين بنتائج الانتخابات التي تخللها إطلاق نار كثيف، بأسلحة متنوعة، وسط احتفالات حاشدة خلافاً للتعليمات بأمر الدفاع، ونشوء حالة الفوضى وخروج على القانون، إضافة إلى ترويع المواطنين في خرق واضح لحظر التجوال الشامل في البلاد الأمر الذي هدد منظومة مكافحة وباء كورونا.
راحلون
يحي السعود (رحمه الله)
حمل تشرين الثاني خبر وفاة النائب السابق يحيى السعود وشقيقه، إثر تعرضهم لحادث مروع على الطريق الصحراوي.
واشتهر الراحل بمداخلاته الصاخبة تحت قبة البرلمان ومهاجمة الحكومات المتعاقبة وإثارة الجدل. ومن تصريحاته الشهيرة مقولته “اقعدي يا هند” عام 2014 عندما طالب زميلته هند الفايز الجلوس صارخا في وجهها “الله ينتقم من الي جاب الكوتا على المجلس” وأثار في ذلك الوقت حفيظة منظمات حقوق المرأة عندما هاجم السيدات النواب تحت القبة ودورهن في الحياة السياسية.