وطنا اليوم:يعد التدخين سببا رئيسا لعدد كبير من الأمراض ويهدد حياة الإنسان، تلك حقيقة علمية مثبتة منذ زمن طول، بيد أن إفطار الصائم على سيجارة وفنجان قهوة هو أسرع طريقة للإصابة بأمراض مميتة مع علمه المسبق بهذا الاختطار العالي.
فالامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس طاعة لله هو بحد ذاته جهاد لمتطلبات الجسم الحيوية، لكن الصادم هو أن يبدأ الإنسان بتعويض جسمه عن فاقد الماء والعناصر الحيوية بغاز سام كما يقول أطباء.
وبحسب وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، التي تتبعت ظاهرة “كسر الصيام” على سيجارة وفنجان من القهوة، إذ التقت عددا من الصائمين ونقلت آراءهم الى المختصين الذين أكدوا أن هذا السلوك يتسبب بعدد من الأمراض ذات الخطورة العالية.
الشاب أحمد العيسى البالغ من العمر ثلاثين عاما يشير الى أنه لا يستطيع تناول إفطاره قبل أن يشعل سيجارة مع فنجان قهوة رغم إدراكه بخطورة هذا السلوك على صحته.
وقال، لا أعلم ماذا أفعل لكن التدخين عادة سيئة أصبحت تتحكم بنا أتمنى التخلص منها.
بينما تقول الخمسينية أمل أمين إنها مدخنة منذ 20 عاما، وكانت منذ ذلك الوقت لا تستطيع تناول إفطارها قبل أن تدخن سيجارة مع فنجان قهوة، لكنها اليوم مصابة بقرحة في معدتها ونصحها الأطباء بترك التدخين فأقلعت عنها فترة ثم عادت إليها ثانية وهي تحاول التخلص من التدخين كليا.
الباحث في الفكر الإسلامي الدكتور زايد نواف الدويري قال إن ما يفعله البعض من الإفطار على الدخان مخالف للسنة النبوية خاصة وأن التدخين يصل درجة التحريم عند بعض العلماء لأضراره على الصحة والبدن، مشيرا الى أن أفضل طريقة لـ “كسر الصيام” هو تناول حبات من التمر وماء وهو سنة نبوية مستحبة.
ويؤكد اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية والحساسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة أن التدخين بعد الإفطار مباشرة في شهر رمضان قد يتسبب بمشاكل صحية خطيرة مثل احتمال حدوث تهيج في الأغشية المخاطية للفم، والإصابة بالفطريات الفموية، خصوصا بعد ساعات طويلة من الصيام وجفاف الحلق.
واشار إلى أن التدخين مباشرة بعد يوم طويل من الصيام دون تناول أي شيء، يسبب عسرا بالهضم، أو الإصابة بتسمم التبغ، لافتا الى أن هذه العادة تقلل من نسبة الأكسجين في الجسم بشكل مفاجئ، وتؤدي إلى رفع ثاني أكسيد الكربون، وينتج عن ذلك الشعور بالدوران والصداع، وقد يؤدي الى الإصابة بنوبات الربو والانسداد القصبي المزمن، واحتمال حدوث جلطات قلبية.
وقال، إن مخاطر التدخين خاصة بعد الإفطار مباشرة تنطبق على أشكال التدخين كافة، ومنها السجائر الإلكترونية، التي يروج بين الناس أن تعاطيها بنكهات مختلفة يساعد على الإقلاع عن التدخين، إلا أن تلك المعلومة مغلوطة.
وأوضح بأن السجائر الإلكترونية تحتوي مادة النيكوتين وتسبب الإدمان عليها، كما أن الغازات والأبخرة المتطايرة منها نتيجة عملية الاحتراق تؤدي إلى الإضرار بالرئة والجهاز التنفسي والقلب، وتسبب الولادة المبكرة عند الحوامل ونقصانا في وزن الجنين.
ولفت إلى دراسة أجرتها جامعة بوسطن تقول إن تدخين السجائر الإلكترونية بعد عملية التسخين واحتراق الأدخنة المتصاعدة تؤدي إلى الإضرار بالخلايا المناعية داخل الرئة، وتزيد احتمال الإصابة بفيروس كورونا والالتهابات الفيروسية بشكل عام، بالإضافة لاحتمال الإصابة بالربو والانسداد الرئوي.
وأشار أيضا إلى دراسة أخرى أجريت على مجموعة قامت بتدخين أول سيجارة بعد الاستيقاظ من النوم بـ5 دقائق، حيث وجدت أن احتمال إصابتهم بسرطان الرئة تزيد 3 أضعاف مقارنة بمن ينتظرون ساعة بعد الاستيقاظ.
ويرى الطراونة أن شهر رمضان المبارك فرصة مناسبة للمدخنين للإقلاع عنه بجميع أنواعه، لما فيه من ضرر كبير على صحة الإنسان، إذ يمكن تجنب هذه العادة بالانتظار قليلا بعد شرب الماء أو تناول الطعام، حتى لا ترتفع المخاطر الطارئة، وتسبب ارتفاعا مفاجئا لثاني أكسيد الكربون.
ونصح للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، واغتنام فرصه الصيام، باستعمال بدائل النيكوتين، مثل علكة النيكوتين ولاصقات النيكوتين، وممارسة الرياضة، لأنها من الوسائل التي تساعد على الإقلاع عن التدخين.
وقالت أخصائية التغذية المهندسة نور كوكش إن أضرار افطار الصائم على الدخان والقهوة من الناحية التغذوية وكسر الصيام بالدخان والقهوة بشكل مستمر من اهم اسباب المشاكل الصحية والتغذوية للصائم،
وأضافت، اما القهوة فهي من اهم مسببات تقرح المعدة ومع الأخذ بالاعتبار الجفاف الذي يسببه الصيام أصلا تعمل مادة الكافايين على امتصاص السوائل.
وأكدت أن كسر الصيام بالقهوة من اهم اسباب الحموضة، وضعف عضلة المريء وتعرض الشخص بشكل اكبر لمشكلة الارتداد المريئي أي أن امتصاص المعدة وهي فارغة يكون اعلى للدخان او القهوة.
ولتغيير عادة التدخين مباشرة بعد الإفطار، نصحت كوكش بشرب كميات كبيرة من الماء وتناول طعام صحي، وممارسة الرياضة والابتعاد عن العادات المرتبطة بالتدخين، مثل شرب القهوة