وطنا اليوم:نظم قسم الكيمياء في جامعة البترا إفطارًا لأيتام منطقة سحاب بصحبة أمهاتهم، وذلك في مطعم ماك دونالدز فرع شارع الجامعة الأردنية، إذ استقبلوا حوالي 200 شخص تم نقلهم بواسطة 4 حافلات خاصة، وقدموا لهم وجبات الإفطار، إلى جانب تنظيم فقرات ترفيهية لضمان قضاء الأطفال وقتًا ممتعا بمشاركة طلبة الجامعة المتطوعين. وأشار القائمون على الفعالية أنها تأتي انطلاقاً من حرص جامعة البترا على التواصل مع المجتمع المحلي، واقتناعه بأهمية إدماج الأطفال الأيتام بالمجتمع، وعدم إشعارهم بالنقص الناتج عن غياب أحد الأبوين.
وأشار رئيس قسم الكيمياء الدكتور عبد المنعم الطويق إلى أن القسم قد دأب على تنظيم حملات خيرية منوعة طوال العام لإيمانه بأهميتها للطلبة أنفسهم، إذ يبذلون من خلالها مجهودا فكريا وبدنيا، ويستثمرون وقتهم وطاقتهم من أجل تقديم المساعدة لأشخاص يحتاجون لها دون مقابل مادي. مضيفًا أن ذلك يؤدي إلى تعزيز شعور الانتماء للمجتمع والجماعة، والشعور بأهمية مشاركتهم ومساعدتهم ضمن الإمكانيات المتاحة والمتوفرة للشخص.
وقال طويق:” إن صلاح المجتمع ينعكس بالتأكيد على صلاح حياة الأفراد، وتقدمهم اجتماعياً وتعليمياً وصحياً، وبالتالي النهوض بالمجتمع ككل، وتحسين البيئة الحياتية الحاضنة للأفراد”، مضيفًا أن العمل التطوعي يشكل مساحة جيدة لاستغلال طاقات الشباب، واستثمار أوقات فراغهم في أمور تقدم المنفعة لهم وللمجتمع، كما أن العمل التطوعي يعتبر شكلاً من أشكال تحقيق مبدأ التكافل المجتمعي.
وأشارت مشرفة الحملة، ومقررة لجنة خدمة المجتمع في قسم الكيمياء الأستاذة ليلى قدورة إلى أن الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يشاركون في أعمال تطوعية هم أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب والأمراض الجسدية المختلفة، لما ينشطه العمل التطوعي على الصعيدين النفسي والجسدي. فالشعور الإيجابي بالقدرة على مساعدة الآخرين وتلبية احتياجاتهم يزيد من شعور السعادة والرضا عند المتطوع، ما ينعكس على صحته الجسدية والعقلية بشكل إيجابي. كما بينت أن تنفيذ العمل التطوعي يعزز لدى المتطوع مهارات حياتية إيجابية، تدعم نقاط القوة في شخصيته، بالإضافة إلى مهارات أخرى، كضبط النفس، وتنظيم الوقت، وإدارة الفريق، والتعاطف، والرغبة بالمساعدة وتقديم يد العون.
وأشارت قدورة إلى أن قسما من الطلبة المتطوعين كانوا قد أنهوا العشرين ساعة المطلوبة من كل منهم لخدمة المجتمع، حسب قرار وزارة التعليم العالي، إلا أنهم لازالوا يسجلون أسماءهم على منصة “نحن” عند الإعلان عن أي فعالية، ويشاركون فيها فعليا بمنتهى الهمة والنشاط ومنهم الطالبة شهد عمار(كيمياء)، والطالبة هبة الحنيطي (صيدلة)، والطالب أحمد قدادة (كيمياء).
وقالت شهد عمار إن العمل التطوعي يمنحها فرصة للتعرف إلى المتطوعين المشاركين، والجهة المنظمة، والأفراد العاملين فيها، إضافة لتعاملها مع الأشخاص الذين يتم تقديم الخدمة والمساعدة لهم، ما يوسع نطاق شبكة المعارف والعلاقات الخاصة بها.
وقالت هبة الحنيطي إن التطوع يزيد شعورها بواجبها تجاه المجتمع ما دامت لديها القدرة والوقت على مساعدة الآخرين، ويجعلها أكثر انتماء لبيئتها، ومجتمعها، وأفراد ذلك المجتمع الذي تعيش فيه، ويجعلها جزءا من المنظومة المجتمعية.
وقال أحمد قدادة إن خدمة المجتمع تجعله يزداد ثقة بنفسه، وبفضلها يشعر أنه قادر على رؤية الأمور من زاوية أكثر شمولاً ووضوحاً، خاصة أنه يرى معاناة بعض الأفراد في المجتمع، ما يجعله يقدر النعم التي أنعم الله عليه بها، فضلًا عن أنها تحسّن طريقة نظرته لنفسه ولغيره، ما يحقق له نمواً في ثقته بنفسه، وشعوره بأنه فرد منتج ومفيد للآخرين.