الغريق لا يخشى البلل..مزارعو الأردن يقتلعون اشتالهم لوقف الخسائر

27 ديسمبر 2020
الغريق لا يخشى البلل..مزارعو الأردن يقتلعون اشتالهم لوقف الخسائر

طنا اليوم:دفع تراجع الإنتاج الزراعي بسبب لجوء مزارعين إلى اقتلاع اشتال تدنت أسعار محاصيلها لوقف خسائر رعايتها، بأسعار بيع الخضار في سوق العارضة المركزي إلى الارتفاع، بعد انخفاض كارثي استمر لشهرين متتالين، ملحقا خسائر ثقيلة بالمزارعين.
ويعزو مزارعون تراجع الإنتاج، الى انهاء غالبية مزارعي الخيار محصولهم نتيجة تراجع أسعار بيعه الى ما دون الكلفة، مشيرين إلى أن الخسائر الكبيرة التي تكبدها المزارعون دفعتهم الى اقتلاع اشتال الخيار والبدء بزراعة محاصيل اخرى بدلا من تكبد خسائر إضافية في ظل تردي أسعار بيعها الى ما دون الكلفة.
وكانت أسعار الخضار في وادي الأردن شهدت انتكاسة كبيرة نتيجة تدني أسعار بيعها الى مستويات قياسية منذ شهر تشرين الأول ( نوفمبر) الماضي نتيجة توقف التصدير وتراجع القدرة الشرائية للمواطن بسبب تداعيات جائحة كورونا.
ويبين المزارع نواش العايد، إلى أن استمرار تكبد مزارعي الخيار خسائر جسيمة خلال الشهرين الماضيين دفعهم الى اقتلاع اشتال وزراعة محاصيل اخرى كالبندورة مكانها، موضحا ان ما يزيد على 70 % من المساحات المزروعة من محصول الخيار، الذي يشكل نسبة كبيرة من الإنتاج الخضري المورد للأسواق المركزية.
ويوضح ان انهاء عدد كبير من مزارعي الخيار المحصول، أدى الى تراجع الكميات الموردة للأسواق ما دفع الى ارتفاع أسعارها الى مستويات مرضية بالنسبة للمزارع، لافتا إلى أن الأسعار الحالية وان كانت لا تغطي الكلف الا انها عززت من قدرة المزارع على الانتاج والتوريد مقارنة بالفترة الماضية.
ويعزو المزارع وليد الفقير، أسباب تراجع الإنتاج إلى عدم قدرة المزارع على توفير الخدمة اللازمة للمحاصيل من اسمدة ومبيدات وعمليات زراعية، نتيجة تردي أسعار البيع ما أدى الى تراجع اوضاعها وانتاجيتها، مضيفا ان اقتلاع الاشتال وكسب الوقت بزراعة محاصيل جديدة هو الحل الأمثل لتجنب تكبد خسائر جديدة.
الأوضاع الحالية بحسب الفقير دفعت المزارعين إلى التوجه لزراعة الارض بمحاصيل أخرى اقل كلفة ولا تحتاج الى عناية مستمرة كالجزر والذرة والورقيات، لافتا إلى أن تدني أسعار البيع الى ما دون الكلفة دفع بعدد من المزارعين الى تأجيل زراعة اراضيهم التي كان من المفترض ان تكون قد بدأت بالأنتاج.
ويبين رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن، أن الفترة المقبلة ستشهد تراجعا كبيرا في الإنتاج الزراعي نتيجة انهاء عدد كبير من المزارعين لمحاصيلهم وتدني درجات الحرارة خلال اربعينية الشتاء، ما سينعكس على أسعار بيعها في الأسواق المحلية، لافتا الى ان تحسن الأسعار لم يكن كالمطلوب اذ ان معظم المحاصيل ما تزال تباع باقل من الكلف.
ويأمل أن تسهم الإجراءات الحكومية بتخفيف الكلف على المزارعين ما سيمكنهم من مواصلة العمل خاصة توفير العمالة الكافية وبأجور مناسبة، منوها إلى أن استمرار الأوضاع التسويقية المتردية سيكون له تأثيرات سلبية على القطاع ككل خاصة خلال ذروة الإنتاج الغوري بعد انتهاء الاربعينية.
من جانبه يقول مدير سوق العارضة المركزي المهندس احمد الختالين، “إن العلاقة التي تربط الإنتاج بالأسعار علاقة عكسية، فكلما زاد الإنتاج تدنت الأسعار وكلما قل الإنتاج ترتفع الأسعار” موضحا ان الارتفاع البسيط الذي شهدته أسعار البيع خلال اليومين الماضيين كان نتيجة تراجع الإنتاج بشكل عام.
ويبن أن أسعار بيع جميع الأصناف في سوق العارضة لم تتخط حاجز 1.5 دينار للصندوق أي أن جميعها ما يزال يباع باقل من الكلفة، مستدركا “الا ان الأسعار الحالية ستمكن المزارع من دفع بعض الكلف ما سيمكنه من ادامة عملية التوريد خلال الفترة المقبلة.
وكان رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان خدام أعلن تعليق الإضراب العام، الذي كان بدأه المزارعون صباح الاربعاء الماضي بالامتناع عن توريد منتوجاتهم للأسواق المركزية، بعد استجابة الحكومة لعدد من المطالب المتعلقة بالعمالة الوافدة، والتفاهم على حلحلة المشاكل التي يعاني منها القطاع.
ياتي ذلك بعد ساعات على توقف المزارعين عن توريد إنتاجهم للأسواق المركزية، إذ لم يتم توريد أي كميات من الخضار إلى سوق العارضة المركزي يوم الاربعاء الماضي.
وبين الخدام، ان استجابة الحكومة من خلال مجلس الشراكة الزراعي لمطالب المزارعين، بفتح باب الاستقدام للعمالة الوافدة وتخفيض رسوم تصاريح العمل للمزارعين، وتشكيل لجنة للنظر بكافة الاجراءات المتعلقة بالعمالة الوافدة، بهدف توفيرها بالأعداد الكافية ما يسهم بتخفيض أجورها، التي تشكل أهم تحد يواجهه المزارعون خلال فترة الإنتاج.
وكان الناطق الإعلامي بوزارة الزراعة لورنس المجالي قال ، إن وزارة الزراعة تعمل على إعداد مصفوفة إسناد للقطاع الزراعي لتخفيض كلف الإنتاج والمواد الأولية والفحوصات وعدد من الإجراءات الداعمة للمزارع بشكل مباشر، بالإضافة إلى الجهد المبذول من الحكومة لفتح أسواق لتصدير المنتجات الزراعية، إضافة إلى ما هو متوقع من نتائج الاتفاق الثلاثي الأردني المصري العراقي، وعدد من الإجراءات الخاصة بالقطاع مع الوزارات، وأولها وزارة العمل التي تتفاعل مع الملفات والمشكلات بكل جدية واهتمام.
يذكر ان انهيار أسعار المنتجات الزراعية حدث أكثر من مرة منذ إغلاق الأسواق التصديرية الرئيسة في سورية والعراق وقطع طرق الترانزيت للأسواق الأوروبية وروسيا، الا انها سرعان ما تعود إلى الارتفاع على خلاف الوضع الحالي الذي يستمر منذ أكثر من شهر.الغد