وطنا اليوم – كتب المؤرخ الدكتور بكر خازر المجالي انه وفي حرب تشرين 73 اندفع اللواء المدرع اربعين يقاتل بشراسة في مواجهة العدو ، وكانت القوات الاسرائيلية تحسب لهذا اللواء الف حساب ، وتدرك ما هي بسالة وشجاعة المقاتل الاردني ، فوضعت خطة للايقاع بالقوات الاردنية في الجولان ،ولكن كانت الخطة العربية تقضي بأن يتقدم اللواء الاردني ويهاجم العدو في الجبهة الجنوبية ، ثم من بعد تتقدم القوات السورية في الوسط ومن ثم القوات العراقية ، وفعلا تقدمت القوات الاردنية واجتازت خط البدء واخذت تتعقب العدو ، هنا ارسل العدو رسالة باللاسلكي وبالمفتوح تقول : ” انقذونا من هذا اللواء المجنون انهم لا يهابون الموت ويطاردونا ”
هذه العبارة نرددها كثيرا على اساس انها شهادة لقوة وبأس قواتنا الاردنية ، ولا زلنا نرددها ، ولكنها في الواقع كانت خديعة قذرة من العدو ، ليدفع اللواء الاردني ليواصل مطاردته للعدو ويبتعد عن تماس القوات العربية المجاورة ثم يأتي الاطباق عليه ومحاصرته .
هذه الخديعة لم تنطلي على قائد اللواء خالد هجهوج المجالي ، الذي ادرك فورا خطة العدو فأصدر أمره الى قائد الكتيبة الرابعة التي كانت رأس الحربة في الهجوم وهو ” المرحوم محمود حماد الموانيس ” بالتراجع فورا ، وتردد الى حين لانه كان مزهوا بالتقدم والمطاردة ، ولكن قام بتنفيذ الامر فورا ، وبدأت كتيبة الدبابات الرابعة بالتراجع ، وواجهت في تراجعها قصفا واشتباكات عديدة مع تلك القوات المعادية التي كانت تنتظر توغل الكتيبة الرابعة لمحاصرتها وأسرها وأفشل اللواء خطة العدو .
عادت الكتيبة وكانت اكبر نسبة شهداء قد كانت في هذه العملية ، وأعادت القوات الاردنية تنظيمها ، وأدرك الجميع الخديعة فيما بعد ، وجرت اجتماعات تنسيقية عديدة لمواجهة العمل العسكري القادم .
لقد قرأت مذكرات خالد هجهوج عن حرب تشرين ومشاركة اللواء الاربعين ، ونرجو ان نرى مذكراته وقد صدرت وفيها العجب العجاب عن حرب تشرين ، وفي المذكرات القصة بأكملها من بيته في معسكر الزرقاء الى جبهة الجولان .
قصة حرب تشرين والتي سميت بالنصر المحير ، فمن الاولى أن يكون الاردن قد بادر ببناء بانوراما لها ، فبانوراما تشرين في القاهرة لا تذكر سوريا ولا الاردن مطلقا ، وكذلك بانوراما تشرين في دمشق لا تذكر مصر ولا الاردن ، وحسب المعادلة فان الغائب هو الاردن .
صرح شهداء الشمال قرب جامعة العلوم والتكنولوجيا يتحدث عن بطولة جيشنا في حرب تشرين وفي حرب عام 1970 ،وهو يضم نماذج من الاسلحة ، ولكن هو صرح رمزي له قيمته وأهميته لكنه لا يكفي .