وطنا اليوم:اجتاحت حالة حزن وتعاطف ممزوجة بالغضب، بعد إعلان والد الطفل “يحيى” أن نجله توفي صباح الثلاثاء، متأثرا باصابته بمرض سحايا الدماغ نتيجة تعرضه لهجوم من كلب ضال في منطقة أم نوارة بالعاصمة عمان.
ودخل يحيى البالغ من العمر 11 عاما، في غيوبة بتاريخ 7/3/2023 بعد تدهور حالته الصحية.
وقال والد يحيى في تصريح سابق، إن نجله البالغ من العمر (11 عاما) تعرض للهجوم والنهش من قبل كلب ضال بتاريخ 13-2-2023، أمام البيت عصراً في منطقة أم نوارة في عمّان.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن بصور ومقاطع فيديو لحالات عقر (عضة كلب) لأطفال ونساء وأعداد كبيرة من الكلاب تتجول في الأحياء السكنية وأمام المرافق الخدمية وبعض المستشفيات.
وفي الآونة الأخيرة، تعرّض عدد من المواطنين الأردنيين لحوادث مشابهة. فقد تعرضت سيدة في محافظة الزرقاء الأردنية لهجوم مجموعة من الكلاب الضالة، خلال توجهها إلى مقر عملها حيث أظهرت كاميرات المراقبة محاولات السيدة للهرب قبل سقوطها وإصابتها ببعض الجروح. وكذلك أصيب أربعيني بجروح في مناطق مختلفة من جسده في إحدى مناطق العاصمة عمان جرّاء هجوم أحد الكلاب الضالة عليه.
هذا وقد تعرض 946 شخصاً للعقر من كلاب ضالة منذ مطلع العام الحالي، وذلك حسب مدير الأمراض السارية في وزارة الصحة محمد الحوارات.
يعزوا الخبراء ازدياد هذه الظاهرة بدءا من القرارات الحكومية التي منعت البلديات وتحت طائلة المسؤولية القانونية من قنص الكلاب منذ أكثر من عامين، مرورا بالأعداد الكبيرة التي قدمت إلى المملكة عبر الحدود مع سوريا عقب الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، وصولا إلى المنخفضات الجوية الاخيرة التي أثرت على البلاد والتي زادت من سعار الكلاب بسبب قلة الأطعمة الملقاة في حاويات النفايات.
وعلى ضوء انتشار الكلاب الضالة وتزايد شكاوى الموطنين منها، دخل النواب على الخط وأثاروا هذه القضية حيث عرض النائب عبدالسلام الذيابات تحت قبة البرلمان مقطع فيديو لكلاب ضالة منتشرة في إحدى مناطق العاصمة عمان، متسائلا: “إذا كان هذا هو الحال في عمان فكيف هو في الرمثا أو في معان”، وذلك في إشارة إلى قلة الخدمات المتوفرة في هاتين المحافظتين. وطالب النائب البرلمان بإيجاد حلول مع جمعيات حقوق الحيوان التي ترفض مبدأ قتل الكلاب الضالة.
وتكمن خطورة حالات العقر بأنها تسبب في بعض الأحيان الإصابة بداء الكلب ”السعار” المميت، وفقا للدكتور محمد الحوارات.
وبيّن الحوارات في تصريحات صحفية، أن “هذا العدد الكبير لحالات العض مؤشر على خطورة الأمر، وأن الوزارة تدعو لمعالجة هذه الظاهرة بالضرورة القصوى لأن فيروس “الكلب” هو من النوع المميت، مما يجعل حياة الإنسان على المحك وهو أمر خطير جدا من منظور الوزارة.
وأوضح أن الفيروس ينتقل من الحيوانات الضالة للإنسان عن طريق العقر، وأن كل شخص يتعرض لحالة عض على الأراضي الأردنية مهما كانت جنسيته يتلقى العلاج بشكل مجاني وفوري، لأن الإصابة بحالة العقر تشكل تهديدا مباشرا على حياته مما لا يسمح بتأخير العلاج.
ولفت إلى أن الشخص المعقور يتم إعطاءه مصل يعطى لمرة واحدة حسب الوزن” 20 وحدة دولية لكل كيلوغرام” و6 جرعات من المطعوم تعطى على فترات مختلفة، وأن تكلفة هذا العلاج يكلف الوزارة ما يقارب الـ 600 دينار (850 دولار) ما يشكل عبئ كبيرا على وزارة الصحة