وطنا اليوم-البحر الميت -عطيه النجادا
رعى دولة الأستاذ فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان مساء يوم الخميس في فندق البحر الميت العلاجي افتتاح أعمال المؤتمر السنوي الرابع لجمعية جماعة الإخوان المسلمين الذي تنظمه هذا العام تحت شعار توافقية … تشاركية … من أجل البناء الوطني.
والقى الفايز كلمة قال فيها اتشرف ان اكون بينكم اليوم ، للحديث حول اهمية التشاركية وضرورتها ، من اجل البناء الوطني بمختلف المجالات ، لانعكاساتها على استقرار مجتمعنا ، الذي يشكل امنه وازدهاره ، هاجسنا وهدفنا جميعا.
وأضاف أنه في البداية ، لابد من الاشارة الى أمر هام وضروري ، وهو أن استقرار اي مجتمع واستدامة امنه، وسعيه نحو تعزيز القيم المثلي المتعلقة ، بالحوار المسؤول والهادف، والايمان بالرأي والرأي الآخر ، والانفتاح على الاخر ، بعيدا عن التعصب ولغة العنف واللامبالاة ، يمثل جوانب ايجابية تؤشر بوضوح على رقي المجتمع ورغبته الحقيقية ، في العمل على تجاوز تحدياته ، والسير نحو تحقيق التقدم والازدهار المطلوب بمختلف المجالات ، خاصة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال الفايز انه اليوم وفي ظل الفوضى من حولنا ، والتحديات الامنية والاقتصادية التي تواجهنا ، علينا العمل معا يتشاركية ويدا بيد ، مهما كانت توجهاتنا او رغباتنا ، سواء كنا ” موالاة أو معارضة وطنية مسؤولة ” فجميعنا سواسية في ظل العرش الهاشمي المقدى ، وذلك من اجل تجاوز تحدياتنا ، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين ، والحفاظ على المنجزات التي تحققت والبناء عليها ، ومن هذا المنطلق فان امن الوطن ونهضته وازدهاره ، مسؤولية تشاركية تقع على عاتق الجميع دون استثناء ” دون منة من احد ” ، خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي نمر بها ، فالوطن هو بيتنا جميعا ، ومظلتنا جميعا ، ومن منطلق الحرص عليه ، يجب أن نعي جيدا ، مسوؤلياتنا ودورنا تجاهه
واكد الفايز ان مؤسسات المجتمع المدني ، وخاصة الاحزاب والنقابات المهنية ووسائل الاعلام المختلفة ، عليها مسؤولية وطنية كبيرة ، تجاه العمل مع مختلف الجهات المعنية ، للتصدى لمختلف الازمات والتحديات التي تعترضنا ، فالاحزاب والنقابات لما تملكه من بيوت خبرة ، وكفاءات بمختلف القطاعات ، ليس من واجبها فقط نشر البيانات ، والتحدث في المجالس العامة وغيرها ، عن تحدياتنا ومشاكل مجتمعنا وهمومه ، بل واجبها تقديم برامج واقعية وحلول عملية لها ، تكون قابلة للتطبيق وفق اطر زمنية محددة ، ولهذا فإن التشاركية والتوافق حول السعي لمعالجة همومنا الاقتصادية والاجتماعية والأمنية ، امر بالغ الاهمية اكثر من أي وقت مضى .
واضاف يقول … اني ادرك كما تدركون ، بان البناء الوطني السليم، الذي يمكننا من موصلة مسيرة بلدنا الخيرة ، وادامة حالة الامن والاستقرار فيها ، وتطلعاتهم ، وهذا الامر يدركه جلالة الملك عبدالله الثاني ويؤكد عليه تقطاب اصلاحات بمختلف الجوانب ، وتستجيب لحاجات الناس باستمرار ، لذلك كان جلالته ومازال ، يؤكد على حتمية الاصلاح الشامل في مختلف المجالات ، السياسية والحزبية والاقتصادية بهدف تعزيز المشاركة الشعبية ، وتمكين المرأة والشباب ، وارساء مبادى العدالة والمساواة ، وتعزيز منظومة الشفافية والنزاهة ، وتكريس نهج المساءلة والمحاسبة ، وتوفير الحياة الحرة الكريمة للمواطنين وتحسين الظروف المعيشية لهم . والاجتماعية ،
واكد الفايز ان الدولة الأردنية اليوم ، تنفذ اصلاحات شاملة، هدفها تعزيز الحياة الحزبية وتشكيل الحكومات البرلمانية ، ومواجهة التحديات الاقتصادية والسعي نحو تقديم افضل الخدمات للمواطنين ، والتخلص من البيروقراطية في الادارة العامه ، وازالة كافة معيقات الاستثمار ، للحد من مشكلتي الفقر والبطالة وزيادة ارقام النمو ، والوصول الى مرحلة الانتعاش الاقتصادي، فجلالة الملك اكد ان الظروف المحيطة بناء ، يجب أن لا تثنينا عن مواصلة الاصلاح الشامل ، الذي ينسجم مع تطلعات شعبنا ويحسن ظروفهم المعيشية والحياتية .
وقال انه لانجاح عملية الاصلاح الشامل وتسريعها ، فان مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ، عليهما مسؤولية تجاه التفاعل الايجابي مع خطة التحديث الاقتصادي، وذلك باقامة الاستثمارات وتنويعها وتشغيل الاردنيين فيها ، والسعي الى جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية ، من خلال العلاقات التي تربط ، رجال الاعمال وغرف الصناعة والتجارة في الأردن، مع نظرائهم في الدول الشقيقة والصديقة ، فمن شأن ذلك ان يسهم في جهود الدولة الرامية لجذب الاستثمارات ، بهدف تشغيل الشباب وفتح افاق اوسع وارحب امامهم
واضاف انني ادعو الجميع الى الاندماج في عملية العطاء للوطن ، وان نكرس في كل موقع من المواقع ، معاني الانتماء الحقيقي لهذا الثرى الاردني الهاشمي الأبي، مؤكدا بذات الوقت ، على أن كافة القوى السياسية بمختلف توجهاتها وتنوعها ، هي جزء اصيل من بنية الوطن ، وعليها في هذه الظروف الدقيقة ، أن تتحمل مسؤوليتها تجاه ما نواجهة ، وان تقدم في هذه الظروف مصالح الوطن على مصالحها الخاصة .
وقال ان حالة ” اللامبالاة والانكفاء بعيدا ، وسوالف ما دخلني ، ، وسكن تسلم ، وخربانه خربانه ” هو كلام غير مسؤول ، وهذا لم يكن يوما من شيم الاردنيين ، فالمسؤولية الوطنية في هذه الظروف الدقيقة ، يتقاسمها الجميع وتقع على عاتق الجميع.
واضاف ان التشاركية تفرض علينا جميعا ، التصدي لكل من يحمل السلاح بوجه الدولة ، ولكل مخرب ومعتد على الممتلكات الخاصة والعامة .
ولكل مروج لخطاب الفتنة والفوضى والكراهية ، ولكل عقلية متأمرة على الوطن.
والقى فضيلة رئيس مجلس الشورى الأستاذ محمد عبد الوهاب القرامسه كلمة قال فيها نلتقى اليوم في مؤتمرنا الرابع نواصل المسيرة نؤدي واجبنا الوطنى والدعوى بامانه بعد تصويب المسيرة لنؤكد اننا جماعة اسلامیه وطنیه را شده نحرص على عقيدة الأمة نؤمن أن الشريعة الاسلامية جاءت لكل نواحي الحياة بقواعد ونظم تحكم حياة الناس وواقعهم تمكن لكل فئات المجتمع تمكن للشباب والمرأة للمشاركة بفعالية في كل انشطة المجتمع وخدمتهم تعلى الصريح وتشيد البناء لاردن قومی منيع نعي ظروفه ووافعه ومحيطه العربي والعالمي.
واضاف أننا نواصل مسيرتنا مسيرة جمعية جماعة الاخوان المسلمين تحت مظلة القانون مع الهم الوطني نساهم بوعي ومنهج واضع نبني الحاضر ونشكل المستقبل على هدى وبصيره نحافظ على قيم امتنا الرائدة الهادفة لحياة أفضل في دولتنا التي ينص دستورها بوضوح دين الدولة الرسمي الإسلام.
” أفمن يمشي مكباً على وجهه اهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم” “ادع الى سبيل ربك بالحكمة والتوعية وجادلهم بالتي هي أحسن.
وقال القرامسه مخاطباً دولة رئيس الوزراء / جماعتنا تعي الواقع بوضوح واقتدار ، نعيش زمننا وندرك غايتنا فلا نسفط زمنا على زمن لنحاكم المجتمع وجلد الذات لا تستثمر السلبيات لتعيش نشوة الضياع ولا تدعي الكرامات والغير تعيش الزلات ويعبث بالمقدرات ولا تصنع المعجزات بالهتافات وتدعي أنها المنقذ و محقق الآمال والطموحات.
” فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض” دولة الرئيس / ننشد الاصلاح بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة نرقى بخطابنا لنرضي خالق الأرض والسموات نؤمن أن الخير وعمله وأن الانجاز للوطن ليس مقصوراً على ما نبذل من جهد وما يثمر مم عطاء الآخرين في تشاركية راشدة مثمرة فالساحة الاردنية تستوعب كل الطاقات المخلصة نمد ايادينا لتلتقى مع ايادي المخلصين لبناء مستقبل الاردن المشرق بإذن الله.
وأكد ان جمعته جماعة الاخوان المسلمين تؤمن بعمق أن عمل الخير ليس له حد ولا ينتهي ما دامت الحياة في الشدة والرخاء يستلهم هدى النبي عليه السلام في مسيرتها اللاصلاح حتى ولو قامت القيامة تعي قوله إذا قامت القيامة وبيد احدكم فسيلة واستطاع أن يغرسها فليغرسها توجيه للاعمار وبذل الطاقات للبناء دون يأس وهو عنوان صريح أن المسلم في كل احواله بيني ولا يهدم يفرس ليكون الثمر ينضج ويسدد الخطى لتسعد البشرية ويقوى بناء الوطن هذا هو طر يقتا وهذا هو منهجنا.
وقال القرامسه اننا على ثقة بمستقبل بلدنا المشرق فإذا تكاتفت الجهو تعلو الراية ويعم الخير للبلد ونحن نعيش ونعمل ونواصل المسيرة في المئوية الثانية للاردن نثق بقیادته ومؤسساته وجيشه العربي المصطفوى.
وأكد القرامسة إن جمعية جماعة الأخوان المسلمين تعيش قضايا الوطن تحمل هم الوطن والمواطن تعي قضايا الامة والمخاطر التي تحيط بها وما يسعى اليه اعداؤها للتيل من تاريخها و مستقبل وجودها واجيالها وقضية القدس وفلسطين ماثلة تمامنا بمكاسبها وتداعياتها واخطارها ونثمن الوصاية الهاشمية التي ترمي للحفاظ عليها وانقاذها من أطماع المعتدين والمتآمرين.
والقى المراقب العام لجمعية جماعة الإخوان المسلمين فضيلة الدكتور محمد جميل القطاونه كلمة قال فيها ان الشعار الذي ينعقد مؤتمرنا به لهذا العام شعار مقصود في كل كلمة ومعنى تذهب اليه الفاظه ويحتاجه اردننا الحبيب في وقت يعاد به تشكيل المنطقة والتحالفات الدولية والإقليمية تجاه قضايا ومشاريع تحتاج منا أن نكون على وعي وفهم عميقين لما تقتضيه منا هذه المرحلة ، فتؤدي أمانتنا تجاه انفسنا وشعبنا ودولتنا بكل كياناتها ومؤسساتها الراسخة .
واضاف المحامي القطاونه يقول … وإننا في جمعية جماعة الاخوان المسلمين لحريصين اشد الحرص على أن نرسخ مفهوم التشاركية والانخراط التام في مؤسسات الدولة وبالقرب من مراكز صنع القرار فيها ، مساهمين بفعالية من أي موقع متاح وفي أي مناسبة نجد معها حاجة لأي جهد نملك بذله لنكون أبناء مخلصين لدعوتنا ولدولتنا ومؤسساتها .
وقال إننا اليوم أحوج ما نكون لأن تصغي للإنشاء ونستفيد من التنظير الذي له اهله القادرون على تقديم رؤى واضحة فيه، وان لا تسرف في الكلام دون قاعدة ناضجة تصلح للعمل والتشارك والتوافق وسنرى معاً من خلال بعض الأوراق التي يقدمها المشاركون من القامات الوطنية في هذه المؤتمر.
واضاف المحامي القطاونه ان لدينا في جمعية جماعة الاخوان المسلمين ما تقدمه كجزء من رؤية وطنية توافقية متكاملة نسعى لتقديمها ونقاشها وإنضاجها لتصل إلى مادة متينة في المجالات المبتغاة لتكون مع باقي الرؤى الوطنية الناضجة قاعدة صالحة للانطلاق والتوافق، وفي هذا الخضم تبذل كدولة دوراً نسأل الله عز وجل أن يعين أصحاب القرار على أن يجدوا المساحات الملائمة لبناء رؤية وطنية قابلة للتنفيذ يتحقق لأردننا الحبيب من خلالها ومن خلال الجهود المبذولة على المستويات الخارجية التطور المطلوب لمواكبة احتياجات العصر.
وأكد إن تمتين الصف الداخلي على المستويات السياسية والاقتصادية والقيمية هو مطلب لا يجب التراجع عنه أو التخاذل عن تحقيقه وخصوصاً ونحن مقبلون على مواجهة الإصلاحات الإدارية والسياسية والاقتصادية وعلى حياة حزبية برامجية سيكون له الدور في تولي زمام إدارة الدولة سواء على المستوى التشريعي أو المستوى الرقابي أو المستوى الذي يؤسس عليه تشكيل حكومات برلمانية ، فعلينا ان لا تضيع الوقت الذي تحتاجه هذه الإصلاحات دون أن نسعى لتحقيقها واقعاً معاشاً وتوافقاً حقيقياً على الثوابت في المضمون ، فتكون هذه الإصلاحات ثماراً حقيقية ناضجة تنعكس على هذه الإصلاحات في القوالب والهيئات والأجسام الرسمية في الإدارة التنفيذية وفي الإدارات التشريعية، إن التفصيل في بعض التحديات التي تحول دون سهولة بلوغ هذا الطموح القابل للتحقق وهذه الآمال المثالية نصيب في أوراقنا النقاشية في هذا المؤتمر ، سواء من حيث تشخيص الواقع المرتبط ببعض المسائل وبصورة تشاركية وضمن السياقات الواعية التي تساهم في توجيه الجهد في علاجها بشكل حقيقي وواقعي ينعكس على حياة أبناء وطننا الحبيب ودور دولتنا التي تخدم ولو بعد حين.
واكد القطاونه ان جمعية جماعة الاخوان المسلمين تسعى ومنذ تأسيسها لترسيخ مفهوم فيه من المراجعة والتمحيص الدقيق للدور الوطني لأبناء الدعوة الإسلامية ، مفهوم الجماعة التي تنخرط في مؤسسات مجتمعها وتكون فاعلة وناشطة في بذل النصح وتقديم البرامج والتصورات والمقترحات في مفاصل المجتمع المختلفة على المستوى الرسمي والمستوى الشعبي ضمن المسار السياسي والاجتماعي والتنموي والخيري ، ان جمعية جماعة الاخوان المسلمين في غنى اليوم عن ان تؤكد على أنها تفتح ذراعيها لكل المخلصين في هذا الوطن من خلال المؤسسات العامة والخاصة والنقابات المهنية لتعلن من خلال ذلك مشروعها المبنى على رؤية واضحة مجمع عليها تنطلق من قاعدة إسلامية راسخة معززة بغهم وسطي للإسلام ومستندة إلى ارث طيب ساهم فيه الكثيرون ممن بنوا هذا الوطن الحبيب وتعلموا من التجارب ما ينفع دعوتهم ودينهم ووطنهم، فهذا الأمر بات اليوم أساسا لا تقبل من جميع القوى والجهات إلا ان تقدمه لتحسين واقعنا بصورة تكون واقعاً معاشاً لا ينطوي اثره بطوي صفحات الحديث عنه وفيه .
وقال ان مجتمعنا اليوم يواجه أزمة اخلاقية وقيميه تسببت بها عوامل عديدة ونشأت عن الكثير من الظروف المحلية والإقليمية والعالمية من حولنا ، وإن دورنا اليوم يجب أن يرتكز في جزء منه على تصويب المسار وعدم التغافل عن اثر هذا الأمر في تحقيق أهداف الإصلاح ، وأن الجمعية والرسالة التي تحملها لهي ممن ينطلق من الفرد واخلاقه وفهمه وبالتالي فإن مساراتنا ستحمل دوماً هذا الدور الى جانب كل الأدوار الأخرى التي اشرت اليها فيما سبق، فبناء الإنسان هو أساس بناء الأوطان، فكيف بنا ونحن نضع شعاراً تشاركياً في بناء الأوطان ان لا تستغل البيئة الطيبة والمجتمع الملتزم بفطرته والذي يحتاج منا الجهد في تحقيق هذه الصناعة المثمرة خيرا يعمنا جميعاً .
والقى رئيس المؤتمر الأستاذ مروان العياصره كلمة قال فيها ان كل شيء كما يقال .. نصفه في الذاكرة ونصفه في المستقبل على هذا النحو يبدو الحاضر مؤجلا .. أو موقوفا أو مسكوت عنه، والحاضر الذي يؤجل لا يُستصعب الذهاب منه إلى المستقبل.
واضاف يقول …. في أنحاء هذا المكان تدلت أرواح كثيرة.. كثريات الذهب .. ثم صعدت إلى السماء وتركت لنا اثرا نبيلا يحكي لنا أن الأوقات التي يستسهل تأجيلها لا تستحق . أريد أن أقول إن الأردن بدأ يصطاد بمهارة وبخبرة كل اللحظات الهاربة.. يجمعها وينظمها من أجل المستقبل، وعبر بوابة البناء الجماعي، وردع غريزة الفردية القاتلة التي أورثتنا كثيرا من الوعي المكتوب بحبر معطوب ..البناء ليس لحظة.. ولا زمنا مجزوءاً يبدأ ثم يتوقف البناء حالة مستمرة كالحياة المستمرة بقدرتها الفائقة على بناء ذاتها وتجديد أدواتها في دفاعها على الأمن والاستقرار والعيش الكريم وهجومها على الجهل والكسل والأنانية .. البناء حالة تشاركية .. نزعة جماعية في زمن الفردية، البناء حالة ذهبية في زمن الحديد والصدا من هنا اخترنا هذا العنوان المؤتمرنا .. توافقية وتشاركية من أجل البناء الوطني …
ليس بين الوطنيين مسافة، إنهم هم كلهم المسافة والطريق والخطوات تجمعنا الذكرى ..والذاكرة ويجمعنا الانتماء وتجمعنا شمس واحدة تضيء السماء فوق رؤوسنا آلاف من الكلمات كانت تطفو في دفاتر المدارس ونحن نكتب عن الوطن والانتماء والحب والبطولات والشهداء والمستقبل وتلك أشياء لا تنتهي ولا تموت ولا تذوب تحت المطر، دائما ثمة من الوقت ما يكفي لتأملها من جديد واتسكار تاريخا .. كما هو حال الوطن اليوم وهذا الشهر الآذاري الخالد، فالأردنيون آذاريون حد التعب المقدس .. حكاية ناصعة لتعريب قيادة الجيش العربي التي صادفت الأمس,, وذكرى الكرامة الخالدة .. حكاية غارات أصابت الأجساد ولم تصب الروح .. فبقيت علامات مضيئة في دفتر الوطن .. للأردنيين أرواح عريقة تجترح البسالة وتقاوم للأبد …
وقال العياصرة ان الوطن ليس عبارات رنانة في فم أنبياء الأيديولوجيا وشهدائها وشهودها .. الوطن الأردني هو ما يجمعنا جميعا .. في فكرة فذة لن تفقد حصانتها ما دام خلفها قيادة هاشمية عريقة بالحكمة والنهج والسياسة … كنت أقول دائما أن ألف (أردن) مئذنة ونونه قبة .. لمن نوى الصلاة في محرابه المبارك .. فهذه أرض مشمولة بما حول الأقصى من المباركة والطهر والقداسة .. فهي أرض الرسل والفاتحين.
واكد العياصرة ان أردناها توافقية وتشاركية من أجل البناء الوطني لأن جمعية جماعة الإخوان المسلمين نقرأ المشهد الوطني جيدا، وتتفحصة بعين لا رمد فيها .. وقد رأت أن الخصوصيات الأيديولوجية والحزبية والقوى المدنية حين تحاول كل واحدة منها أن تصنع عكازا لها من عظم ساق غيرها .. أصبحت جميعها تحتاج إلى سيقان .. لن تنهض مادامت مصالحها الفردية الخاصة والضيقة تنهشها من الأكتاف. ثمة خصوصمات تاريخية بين مكونات وقوى ايديولوجية وسياسية مختلفة. عاشت افتراق في الرؤى والأحلام والتطلعات وبقيت على هذا النحو من التفكير الأحادي والطمع بانتصارات جانبية هزيلة، على حساب الانتصار للطموح الوطني الجمعي الذي يستطيع أن يستوعب الجميع تحت قوسه لن يجرؤ أحد أن يقول ها قد توقف الزمن، إلا إن كان ذلك في قصيدة أو إذا كان على وشك الدخول في مصيدة. الزمن لا يتوقف.. وخاصة زمن الأوطان، يمضي دون توقف ومن لم يسعفه انتماؤه كي يبرهن على حبه لوطنه، يفته العمر وهو غريب ولو كان بين أهله.
وقال العياصرة نحن في جمعية جماعة الإخوان المسلمين وفي هذا المؤتمر، نحاول الإجابة على سؤال الانتماء .. إنه ببساطة التخلي من أجل الامتلاك.. أن نتخلى عن المصلحة الخاصة للفرد والجماعة والنقابة والحزب من أجل امتلاك مصلحة الوطن .. التخلي عن الأنا من أجل نحن .. نحن الحاضر ونحن المستقبل ونحن جميعا الوطن. من السيء جدا أن نعرف أننا وقودا محترقا لخلافاتنا وتبايناتنا ولا نحاول أن نفعل
شيئا سوى أن ننتقد الظلام والعتمة وحفر الطريق … فرق بين أن نكون جميعنا معاول بناء .. وبين أن يكون أحدنا من فأس حطاب .. الأول يبلي من أجله ومن أجل الآخرين، والثاني بقطع شجرة كاملة بكل أغصانها وفروعها وأوراقها من أجل أن يستدفى.
واكد العياصرة اننا نريد أن نتشارك معا لنقدم مساهمة فذة في سبيل هذا الوطن … حين أشار جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم إلى مساوئ التشرذم على المستوى الحزبي، وفتح باب النقاش لدمج الأحزاب لم يكن ذلك على سبيل الإلزام، بل من أجل الدخول في نقاش وطني جاد لإنتاج توافقات فكرية وسياسية واجتماعية …. علينا أن نكون كلنا أردنيين بمحض إرادتنا وانتمائنا لا يمحض الصدفة .. فإذلا كان الفرنسيون يقولون من ليس فرنسيا ليس واضحا على هذا الحد نقول من ليس أردنيا ليس واضحا.
وسلم فضيلة رئيس مجلس الشورى الاستاذ محمد عبد الوهاب القرامسه دولة السيد فيصل الفايز رئيس مجلس الاعيان درعاَ تمريناً له لرعايته حفل افتتاح المؤتمر.
وبعد حفل الافتتاح ناقش المؤتمر موضوع البناء الوطني …. التحدي والاستجابة والتي ادار جلستها الدكتور فكري الدويري حيث ناقش المشاركون في المؤتمر ثلاث اوراق عمل الاولى بعنوان نظرية الإصلاح الوطني تفاعلات داخلية وظروف خارجية قدمها معالي الأستاذ سميح المعايطه والورقة لثانية بعنوان نحو رؤية سياسية راشدة قدمها سعادة الدكتور رحيل الغرايبه والورقة الثالثة بعنوان رؤية في العمل الوطني والقضية الفلسطينية قدمها عطوفة الدكتور نبيل الكوفحي.
وتم تسليم المشاركين في المؤتمر بدروع تكريماً لهم ولعطائهم.
ويناقش المؤتمر في يومه الثاني الجمعة في جلستي عمل لجمعية الجماعة من حيث الرؤية والمشروع ويديرها الأستاذ نضال نصيرات ورقة بعنوان المشروع المجتمعي للجماعة .. تعزيز القيم وبناء الإنسان يقدمها الدكتور عيسى البواريد من وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية.
والورقة الثانية بعنوان المشروع الدعوي للجماعة الأفكار والخطاب المهندس محمد خير العكور.
والورقة الثالثة جمعية الجماعة .. دور في تعزيز البناء الوطني للأستاذ الدكتور أحمد الجوارنة.
والجلسة الثانية حوارية في البناء الداخلي للجماعة .. . جمعية الجماعة …. الرؤية والمشروع ويدير الجلسة الدكتور فراس الشياب والأول بعنوان حوارية مشروع الجماعة والثاني بعنوان حوارية في البناء الداخلي إضافة إلى اصدار البيان الختامي للمؤتمر والتوصيات.