بقلم: د. ذوقان عبيدات
في زيارة لمقر حزب جبهة العمل الإسلامي، تشرفت بتبادل الحديث والهموم حول العمل الحزبي في زيارة شبه شخصية، وكان أبرز ما فيها التمييز بين الدور الشخصي والدور الحزبي للفرد. فالشخص المستقل مسؤول عن أفعاله، أما عضو الحزب، فهو مسؤول عن تقديم رأي الحزب والالتزام به. تحدّث المهندس العضايلة عن الفرص المحدودة والمساحة الضيقة للعمل الحزبي، وأنا تحدثت عن المساحات الأوسع للعمل الشخصي الحرّ.
وفي الزيارة الثانية، تشرفت بلقاء قادة “حزب مدني ديمقراطي” مثل زيادين، والسواعير، ولينا شبيب، وهاكوز حيث أتيحت لي فرصة الاطلاع على أبرز سياسات هذا الحزب ومنطلقاته الفكرية. ليس سرّا أنني قريب جدا من الفكر المدني، بل أقرب بكثير من أي اتجاه آخر ،وليس سرّا أنني سأبقى أعبر عن رأيي الشخصي، مهما كان قربي أو بعدي ،ولذلك لن أكون يوما تحت ضغوط استجداء دعم حزب، أو جماعةأو فئة ،والأسباب واضحة ليس بسبب قلة من يمكن أن يدعم، لكن باقتناع تام بأن أحدا ما في الساحة حاليًا لا يمتلك الجرأة أو القدرة على العمل الجادلتصحيح مسار، أو الإشارة إلى مكمن فساد حقيقي.
بعيدا عن ذلك، اطلعت على خطة حزب جبهة العمل، وسأكتب رأيي بسياساتهم التعليمية، أو سياساتهم نحو المرأة، وأكتفي الآن بالإشارة إلى مبادئ الحزب المدني الديمقراطي والتي رأيت أنها تمثلني وأبرزها:
– أردن غني بتنوعه وتعدديتة ومجتمع يحترم الأديان، والاختلاف في الرأي، والتركيب الاجتماعي، ويرفض استغلال هذه الثوابت وتوظيفها في الضغط على الآخرين.
– المواطنون أمام القانون سواء ،ولا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات؛ بغض النظر عن الأصل والجنس، والدين، والنقد، واللغة. لا حظوا أنّ فيها تقدم مهم عما هو في الدستور.
– لا وصاية أخلاقية، أو قيمية لأي طرف أو جهة على المجتمع، فالقانون النافذ هو ما يحكمنا,
– التركيز على انفتاح الثقافة والتعليم وحفز الإيداع والتفكير الناقد.
هذا ما أعجبني في سياسات الحزب، وهذا ما ناضلت من أجله طوال حياتي؛ ولذلك شعرت أنني قريب من هذه السياسات، طبعا تمنيت لو تطرق الحزب إلى الفنون والموسيقى، والرياضة، وسائر القضايا التي تُثار حولها الأزمات، كحرّية الكتابة والتأليف، والنشر ومشاركة الآخرين، أو عن دور المرأة كونها إنسانا كاملا مستقلّا.
نعم؛ أحلم بمجتمع ليس فيه غير وصاية القانون، وآمل أن يكون المواطن حرّا مسؤولا في نطاق القانون.
متمنيًا أن لا تكون التجارب الحزبية القادمة شكلًا لتغيير ان يتِّم.