بقلم: د.موفق محادين
تصادف هذه الايام ذكرى اغتيال اول صحافي ومحامي اردني، وهو محمد صالح الصمادي الذي قتل باداة حادة على باب مقهى حمدان في عمّان 1933(المقهى الذي كان يوصف بمركز للمعارضة، هدمته امانة عمان قبل سنوات بالرغم من الاعتصام الذي نفذه عدد من الكتاب في حينه).
وكان الصمادي يشرف على جريدة صدى العرب التي تأسست عام 1927، كمنبر للمعارضة الوطنية والدعوة لالغاء المعاهدة الجائرة مع بريطانيا.
تخرج الصمادي من كلية الحقوق في اسطنبول ،ايام الدولة العثمانية، وساهم في تأسيس المنتدى الادبي الذي كان يضم كبار المعارضين العرب لحزب الاتحاد والترقي التركي العنصري ، وعندما دخل الملك فيصل دمشق مع رجالات (الثورة العربية) عين الصمادي سكرتيرا لوزارة العدلية .
بالاضافة لنشاطاته ضد الاحتلال التركي ، شارك في الثورة السورية التي اندلعت ضد الاستعمار الفرنسي ، كما قاد مظاهرات ضد وعد بلفور وضد المعاهدة التي فرضتها بريطانيا على الاردن ، كما ساهم في تأسيس الجمعية المعارضة، ام القرى عام 1927، وحول منزله الى ما يشبه المقر لسعيد العاص (سوري من حماة مقرب من انطون سعادة) الذي كان ايضا من قادة الثورة الفلسطينية.
وبحسب اكثر من دراسة : لـ يعقوب العودات (مجلة الاداب اللبنانية) ولـ الدكتور علي محافظة وماجد الزبيدي (مجلة افكار 2020) والدكتور موفق محادين (مقالات في العرب اليوم 23و 24 كانون اول /2009) وسليمان الموسى (تاريخ الاردن في القرن العشرين ص 266،267،276) ووكالة سانا وبترا (عمل مشترك ص 104-138) فقد تعرضت الصحف الخاصة التي صدرت في عشرينيات القرن الماضي ، عام 1927 تحديدا ، للاغلاق او المصادرة ، مثل جزيرة العرب ، صدى العرب ، الشريعة ، بل ان العدد الاول من جريدة الانباء لصاحبها الشاعر عرار صودر قبل ان يوزع عام 1928، كما جرى اعتقال صاحبي جريدة الشريعة، كمال عباس و محمود الكرمي.
ويشار كذلك الى ان صحيفة الشرق العربي التي تأسست عام 1923 كجريدة رسمية تعرضت هي الاخرى للمضايقات ، حيث كانت تخصص جزءا من موادها لكتابات سياسية .
اما اول صحيفة فقد اصدرها الاديب والسياسي ، د.محمد صبحي بو غنيمة في برلين 1923 ، وذلك قبل ان يكلف بادارة جريدة المؤتمر الوطني الاردني ، الميثاق عام 1933.
ومن المراجع الاخرى ذات الصلة، ممدوح العامري ، بحث ماجستير تحت عنوان العلاقة بين الصحافة الاردني والامن الوطني، جريدة الدستور 3/7/2010، عصام الموسى، تطور الصحافة الاردنية ، عصام الموسى وكايد هاشم، دراسة مشتركة.