ثلوج في الصحراء وجفاف وحرائق في أوروبا .. تغيرات مناخية أثارت ذعر العلماء

26 يناير 2023
ثلوج في الصحراء وجفاف وحرائق في أوروبا .. تغيرات مناخية أثارت ذعر العلماء

وطنا اليوم:هناك عدة عوامل أثرت على التغيرات المناخية حول العالم، وتسببت في كثير من الاختلالات على مستوى عدة دول، وهذا ما تم رصده خلال فصل شتاء 2022-2023.
وتتمثل أسباب تغيرات المناخ في الاستهلاك غير المسبوق للطاقة، والذي يؤدي إلى زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ويسفر عن زيادة مشاكل الاحتباس الحراري، وتغير مستوى هطول الأمطار، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وزيادة نسبة تبخر المياه على سطح الأرض.
ومن هنا يمكن تفسير الأسباب المؤدية إلى هطول الأمطار بشكل غير طبيعي في الدول المعروفة بمناخها الجاف، وكذا نزول الثلوج في أراضٍ صحراوية، إضافة إلى حالات الجفاف التي ضربت عدة دول في القارة الأوروبية.

العوامل المسببة للتغير المناخي عبر العالم
حسب التقرير الذي نشرته الأمم المتحدة، على موقعها الرسمي، ترصد فيه مختلف الأسباب المؤدية إلى الاحتباس الحراري، والتغير المناخي، خلال السنوات الأخيرة، والذي يمر بطريقة أسرع خلال من أي وقت مضى.
إذ أشار التقرير إلى أن توليد الطاقة عن طريق حرق الوقود الأحفوري، وحرق الفحم، أو الزيت، أو الغاز، يتسبب في جزءٍ كبير من الانبعاثات حول العالم، الأمر الذي ينتج عنه غازات دفيئة قوية تغطي الأرض وتحبس حرارة الشمس.
كما أن تصنيع البضائع، والمواد الغذائية، بمختلف أنواعها، بدءاً من الإسمنت، وصولاً إلى الملابس، يتم بدوره عن طريق حرق الوقود الأحفوري، الأمر الذي يساعد على انبعاث هذه الغازات الملوثة للبيئة، والمساهمة في الاحتباس الحراري.
وفي الوقت الذي من المفترض أن تعمل فيه الأشجار على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، والمساعدة على التقليل من الانبعاثات الصناعية، إلا أن هذا الأمر لا يحدث، بسبب تدمير ما يقارب 12 مليون هكتار من الغابات كل عام حول العالم، من أجل استغلال أراضيها في التعمير والبناء، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تفاقم المشاكل المناخية.
وإضافة إلى كل هذا، نجد أن وسائل النقل التي تشتغل بالبترول، تساهم بشكل كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فيما تستهلك المباني السكنية والتجارية أكثر من نصف الطاقة الكهربائية، والتي تعتمد بدورها على الفحم والنفط والغاز الطبيعي من أجل إنتاجها، ثم استعمالها في التدفئة والتبريد، وكذا تشغيل الأجهزة الكهربائية العديدة، والتي تؤدي إلى النتيجة نفسها، وهي زيادة انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون.

فيضانات السعودية وتداعياتها
تعتبر المملكة العربية السعودية، من بين أبرز دول الوطن العربي، التي شهدت تغيرات مناخية كبيرة، خصوصاً خلال فصل الشتاء الحالي، وذلك لأنها تعرف بمناخها الجاف، وقلة تساقط الأمطار على أراضيها عادة.
ومع بداية سنة 2023، شهدت عدة مدن من المملكة السعودية فيضانات وسيولاً جارفة، بسبب كثرة التساقطات، الناتجة عن الارتفاع الكبير في درجة الحرارة خلال الأشهر السابقة.
ومن بين المدن التي عانت من هذه الفيضانات، حسب ما نشرته هيئة الأرصاد الجوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كل من مدينة مكة، والمدينة المنورة.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها المملكة هذا النوع من التساقطات الغزيرة، وغير الاعتيادية، مقارنة بالسنوات الماضية.
إذ شهدت مدينة جدة، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني من سنة 2022، سيولاً تسببت في إغراق العديد من السيارات، ووفاة شخصين غرقاً، إضافة إلى عدة أضرار مادية أخرى.

الثلوج في الجزائر بعد غياب 10 سنوات
شهد الجنوب الغربي للجزائر، وبالضبط في ولاية بشار، خلال النصف الأول من شهر يناير/كانون الثاني 2023، تساقط كميات كبيرة من الثلوج، على الرغم من كونها منطقة صحراوية، وذلك نتاج للتغيرات المناخية، التي عرفتها القارة الإفريقية.
وحسب ما نشرته وكالة الأناضول، فإن الثلوج تتساقط لأول مرة في مدن الولاية الصحراوية، الواقعة على الحدود المغربية، منذ سنة 2012، إضافة إلى شح الأمطار منذ بداية موسم الشتاء الحالي.
وحسب المصدر نفسه، فقد نشر ديوان الأرصاد الجوية الجزائري تنبيهات حول تساقط الثلوج في مدن ولاية بشار، التي يتراوح علوها بين 800 و1000 متر عن سطح البحر.
وبسبب هذه التساقطات الكثيفة، فقد تسبب الأمر في قطع بعض الطرقات، وعزل قرى ومدن، إضافة إلى حدوث اضطرابات في حركة الملاحة الجوية بعدة مطارات شرقي البلاد، وهذا ما تم رصده عبر الصور والفيديوهات المنتشرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
حسب المصدر نفسه ونقلاً عن السلطات الجزائرية، منذ 3 سنوات على الأقل، تعيش البلاد فترة جفاف تسببت في تراجع منسوب المياه في السدود وأثرت على مخزونات المياه الجوفية.

الثلوج بعد قلة التساقطات المطرية في المغرب
ليست الجزائر فقط، وإنما المغرب كذلك عرفت نزول تساقطات ثلجية غير مسبوقة، في عدة مدن من البلاد، التي لم يعتد سكانها على الزائر الأبيض لسنوات طوال.
وجاءت التساقطات بفعل التغيرات المناخية الكبيرة التي شهدتها البلاد منذ بداية فصل الشتاء، أبرزها كان غياب الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، إلى غاية نهاية سنة 2022.
ومن بين المدن التي عرفت نزول الثلج، حسب ما نشرته جريدة “هسبريس” المغربية، تلك الموجودة في شمال شرقي المغرب، بإقليم الناظور، والدريوش، والحسيمة، وتازة، وهي المدن الواقعة في مرتفعات جبال الريف، والمناطق المجاورة لها.
كما أن هذه التساقطات وصلت إلى مدن شمال البلاد، أبرزها مدينة تطوان الواقعة في منطقة تمتاز كونها جبلية، وساحلية في نفس الوقت.

غياب الثلج وندرة الأمطار في تركيا
عرفت تركيا تغيرا كبيرا في مناخها خلال فصل الشتاء الحالي، مقارنة بشتاء السنوات الثلاث الماضية، وهذا ما تم رصده من خلال عدة فيديوهات عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
إذ تم مقارنة حالة الطقس خلال شهر يناير 2022، ونفس الشهر من سنة 2023، ورصدت الاختلافات الكبيرة بينهما.
إذ أن نفس الشهر من السنة الماضية شهد عواصف ثلجية قوية، وتوقف الطرقات في المدن الكبرى، أبرزها إسطنبول، إضافة إلى تعطيل الدراسة لمدة ثلاثة أيام، إلى حين التدخل من أجل حل مشكل الطرقات.
في حين عرفت بداية سنة 2023 هطول بسيط للأمطار في إسطنبول، مع درجة حرارة معتدلة نوعا ما، والتي تتأرجح بين 6 إلى 12 درجة خلال النهار.
أما فيما يخص الولايات التركية الأخرى، المعروفة بالتساقطات الثلجية الغزيرة، فقد شهدت تساقطات بسيطة، مقارنة بالسنوات الماضية، مما يفسر مدى تأثر تركيا بالاحتباس الحراري، الناجم عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في تركيا.
ومن هنا يمكن الإشارة إلى درجات الحرارة العالية التي شهدتها البلاد خلال الشهور السابقة، وأدت إلى تزايد حرائق في الغابات بشكل مستمر.

جفاف وحرائق مستمرة في أوروبا
بعد انتهاء فصل الصيف الذي شهد درجات حرارة عالية خلال الصيف، وتزايد عدد حرائق الغابات، عرف سكان عدة دول أوروبية استمرار الحر، حتى بعد بداية فصل الشتاء.
وحسب وكالة الأناضول، ونقلاً عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فقد شهدت القارة الأوروبية ارتفاعاً غير معتاد للحرارة في فصل الشتاء، حطم الأرقام الاعتيادية، وهو الأمر الذي كان واضحاً بشكل جلي في كل من بولندا، وألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وغيرها من الدول، التي شهدت حالة من الجفاف، وانخفاض منسوب المياه.
وعكس المتوقع، فقد كانت كل من النمسا، وسويسرا، التي اعتاد عشاق التزلج التوجه إليها من أجل ممارسة هوايتهم الشتوية المفضلة، من بين الدول التي سهدت تساقطات قليلة جداً من الثلوج، الأمر الذي دفع كثيراً من منتجعات التزلج إلى غلق أبوابها؛ لعدم توفرها على الغطاء الثلجي الكافي لاستقبال الزوار.
وحسب المصدر نفسه، وبناء على معلومات علمية من اللجنة الحكومية الدولية المعنية بالمناخ، فإن موجات البرد والصقيع غالباً ما ستقل، مقارنة بالسابق، مع تراجع شديد في الغطاء الثلجي والكتل الجليدية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة التدريجي.
وعزت المنظمة أسباب موجة ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا إلى التقاء نطاق من الضغط العالي فوق منطقة البحر المتوسط، مع نطاق من الضغط المنخفض من المحيط الأطلسي، مما أدى إلى تفاعل نتج عنه تدفق الهواء الدافئ من شمال غربي إفريقيا