وطنا اليوم:أطفأ أكثر من 400 غرفة فندقية في عدد من فنادق 4 و 3 نجوم في العقبة إنارتها، لخلوها من النزلاء منذ بدء جائحة كورونا والتي اجبرت الحكومة على اغلاقات الحدود امام السياحة الخارجية وفرض حظر شامل يوم الجمعة بالإضافة الى الحظر الجزئي المسائي.
وتراجعت نسبة حجوزات الفنادق بنسبة كبيرة وصلت الى اقل من 25 %، في الوقت الذي يشهد هذا القطاع بالوضع الطبيعي حركة حجوزات تصل الى 90 % من السياحة الخارجية القادمة على متن البواخر والمكاتب السياحية، بالاضافة الى السياحة الداخلية والتي لا تنقطع.
وقال عدد من العاملين واصحاب الفنادق، ان الحظر يوم الجمعة زاد من انتكاسة القطاع السياحي والذي بدأ يعول على عطلة نهاية الاسبوع بعد الحظر الشامل والذي امتد لأكثر من ثلاثة اشهر.
وبين احمد ياسين أحد موظفي الحجوزات قي فنادق 4 نجوم، ان وضع القطاع السياحي في العقبة لا يسر عدوا ولا صديقا، اذ انه يوصف بالقطاع الذي يموت تدريجيا دون الالتفات إليه بشكل جدي، مؤكدا ان عددا من الفنادق بتصنيفات مختلفة اغلقت ابوابها لعدم قدرتها على دفع المصاريف التشغيلية نظرا لعدم وجود نزلاء.
ومع اعلان الحكومة الحظر الكامل في شهر آذار(مارس) الماضي واغلاق كافة المنافذ البحرية والجوية والبرية للقادمين والمغادرين لأرض المملكة بسبب الجائحة، أغلقت معظم الفنادق ابوابها وألغت العديد من القروبات السياحية الخارجية والداخلية حجوزاتها، ما كبد أصحاب تلك المنشآت خسائر مالية فادحة، دفعهم لتسريح مئات من موظفيها والعاملين فيها.
وكانت العقبة التي يبلغ عدد الغرف الفندقية فيها 5200 غرفة، قد عاشت السنة الماضية 2019 افضل مواسمها السياحية على الإطلاق، حيث وصل عدد السياح الى اكثر من مليون ونصف المليون سائح وسط طلب متزايد على المنتج السياحي في العقبة وبنسب حجوزات وصلت الى اكثر من 90 % على مدار العام، الا ان السنة الحالية مختلفة تماما اذ لا تتعدى نسبة الحجوزات في افضل احوالها 25 % لجميع نزلاء الفنادق وهم من الاردنيين.
وقال رئيس جمعية فنادق العقبة صلاح البيطار، ان القطاع السياحي تكبد خسائر فادحة جراء الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة من ابرزها الحظر الكامل سابقا، واغلاق كافة منافذ المملكة، بالإضافة الى حظر يوم الجمعة والذي اضر بكامل المنشآت السياحية إلى جانب انعدام توافد المواطنين خشية من الإصابة بـ” كورونا” ما أحدث شللاً شبه كامل في عمل القطاع.
واشار البيطار، إلى أن إغلاق المنشآت السياحية والمطاعم حرم المئات من العاملين من مصدر رزقهم، لافتاً إلى أن حجم الخسائر بلغت بالملايين، مؤكداً أن القطاع السياحي يعاني أصلاً من ضعف العمل جراء تردي الوضع الاقتصادي وانخفاض السيولة النقدية، موضحاً أن أصحاب المنشآت السياحية عليهم التزامات لبعض البنوك ومؤسسات الإقراض، وبمثل هذه الإجراءات التي فرضت بسبب “كورونا”، سيصعب على التجار تسديد المستحقات لعدم وجود سيولة نقدية لديهم.
الدليل السياحي محمد هلالات يقول، “تاهت دوربي عندما كان دخلي الشهر يفوق 1500 دينار، وحاليا أمكث في المنزل دون اي مصدر دخل”.
ويشير هلالات إلى ان الايام القادمة ستكون اصعب حسب معطيات السياحة العالمية والتي تشير الى التشدد بالاجراءات الوقائية وهذا يعني عدم تعافي القطاع السياحي لأجل غير مسمى.
حال محمد مثل حال اكثر من 10 آلاف دليل سياحي يعملون في المملكة والتي اجبرتهم ” كورونا” قسراً على الالتزام بالمنزل لتوقف السياحة الخارجية، والتي كانت ترفد خزينة الدولة بـ7 مليارات دولار سنويا وتراجعت خلال الجائحة الى اكثر من 63 % حسب احصائيات البنك المركزي وقد تصل الى 80 % لنهاية العام.
“كورونا عطلت الكثير من مظاهر الحياة في جميع المحافظات لا سيما السياحية التي تواجه أسوأ انتكاسة لها على الاطلاق” .. هكذا يصف صاحب احد الفنادق في العقبة اسامه ابو طالب، الذي اكد ان لا وجود حقيقيا للقطاع السياحي الذي يسهم في الناتج المحلي الاجمالي بأكثر من 15 % بعد الاجراءات الاحترازية التي عطلت مظاهره.
ويضيف ابو طالب، ان حجوزات فندقه بأحسن احوالها لا تتجاوز 20 % في كامل ايام الشهر نتيجة حظر يوم الجمعة، مناشداً الحكومة بإنقاذ القطاع باعتباره قطاعاً خدماتياً والأكثر تضرراً من بين القطاعات الاقتصادية الأخرى بسبب إغلاق المعابر ومنع السفر ووقف الرحلات السياحية. وأكد ان القطاع تلقى ضربة قاسية لا يمكن استيعابها.