وطنا اليوم – خاص – جاءت زيارة رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي الى بغداد في الوقت الذي يرى فيه طرفي الزيارة ضرورة الانفتاح بعلاقة مشتركة من قبيل المصلحة المتبادلة على أمل تجديد اتجاه اردني قديمة تجدد مؤخراً عنوانه فتح قنوات الحوار مع الكتلة الشيعية المعتدلة ، الأمر الذي بدا واضحاً خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى عمان قبل اشهر.
حيث وكما علمت وطنا اليوم ان نصائح بالجملة قدمت من طرف الجانب العراقي بضرورة اظهار مرونة تجاه إيران لادراك الجانب العراقي بان مفاصل القرار العراقي لاتزال بيد ايران واذرعها داخل العراق وان انفتاح العراق على محيطه العربي يتطلب قابلية ايرانية ودافعية عربية.
اللافت في المؤتمر الصحفي لرئيس مجلس النواب الصفدي ونظيره العراقي محمد الحلبوسي طرح معادلة تقول بأن يربح الطرفان “رابح رابح”.
فيما ظهرت لهجة ناعمة رصدتها وطنا اليوم عند الحلبوسي لم تكن تظهر في الماضي تجاه الاردن، حيث يبدو ان الحلبوسي تقصد الإشارة الى ان زيارة زميله الصفدي الى بغداد تضمنت مناقشات لكل الملفات العالقة بما في ذلك مشروعات إستراتيجية وحيوية تم التركيز فيها على مشروع أنبوب النفط البصرة -الزرقاء – العقبة وهو مشروع قديم جديد يحاول الاردن انجاز مراحله الاولى مع العراقيين منذ اكثر من عشر سنوات .
الملفت ان هكذا مشروعات لا تبحث بالعادة بين برلمانيين من سلطة البلديين فهي موضوعات تخص الوزراء.
لكن التفويض الذي يحمله الصفدي يبدو انه مرجعي ومؤسسي ولا علاقة له بطاقم وزاري لكن يبدو ان الصفدي قنص الفرصة وفتح خطوط الاتصال نحو مشاريع استراتيجية توطد لعلاقة طويلة ومفتوحة مع العراق .
هذه اللغة في تبادل المنافع والمصالح لم تكن هي الأساس والمفصل في العلاقات الأردنية العراقية السياسية.
هنا حاول الصفدي خلق حالة للتخلص من الصداع الذي كانت تواجهه المشاريع الاردنية التي كانت تعلق عند كتل البرلمان وبمعنى أو بآخر خطة الوفد البرلماني الأردني برئاسة الصفدي إلى تكسير الجليد أو تذويب الثلوج المتراكمة على أساس الجفاء في العلاقات السياسية والدبلوماسية بين عمان وطهران.
وهو ملف يتطور بهدوء بسيط وبنعومة هذه الأيّام خصوصا بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان إلى عمان مؤخرا للمشاركة في مؤتمر بغداد الدولي في البحر الميت وإطلاقه تصريحا لاقى تقديرا في الأردن دعم فيه الوصاية الهاشمية الأردنية على أوقاف القدس.
ثمة لغة دبلوماسية ناعمة وغير معهودة في ادبيات الخطاب الرسمي للكتل العراقية الشيعية او القريبة من مساحة الشيعة تؤشر بالعموم على أن زيارة الصفدي التي قام بها الى بغداد ولأربعة أيام متتالية كانت مكثفة وجوهرية وعميقة وعلى الأرجح أن يتردّد صداها في محور العلاقة وبين طهران و عمان لاحقا بمعنى أنها قد تكون جزء حيوي من ادرك الاردن لحاجته العملية اليوم اكثر من اي وقت اخر لتنويع الاتصالات وتنوع الخيارات وقد تقضي هذه التحركات مع الجانب العراقي الى ترطيب الاجواء – ولو قليلاُ – في خط عمان طهران خاصة في ظل تصعيد لهجة خطاب اليمين الاسرائيلي ضد الاردن ، الامر الذي قد يعتبره الاردن من باب مناكفة حكومة نتنياهو والضغط عليه لذلك قد تلعب الاردن ورقة تعين سفير او على الاقل قائم باعمال السفارة الاردنية في طهران .، خطوة بالاتجاه الصحيح ستؤدي حتما الى حلحلة مشاريع استراتيجية بين عمان وبغداد ، الا ان الرهان عليها يبقى مفتوحا هل يتحقق ذلك ؟ ام ستصطدم عمان مجددا بـ (فيتو ) خليجي من نوع جديد .