د. مرام أبو النادي
ونحن على عتبات العام الجديد تتصدر بعض الأخبار ( غير المؤكدة ) و التي أعزو سبب نشرها الرغبة أو الدافع الحياتي – وأنا أظهِرُ شخصيا تعاطفا إنسانيا مع هذا الدافع المتعطش لحياة طبيعية؛ مع صلوات الكثيرين لبدء حياة تنعم فيها البشرية بالصحة و التعافي من جائحة فتكت بالأرواح و الاقتصاد و التعليم أو أخلاقيات التعليم فعليا- ؛ فالعناوين في شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة تحمل فكرة رجوع الحياة إلى طبيعتها في العام الجديد و منها فتح المدارس أبوابها لطلبتها .. لكن ردود فعل الغالبية العظمى من الناس كانت متشابهة و تتمثل بالتشكيك من الرجوع الفعلي للتعليم الوجاهي؛ لمرورهم للأسف بتجربة سابقة في الفصل الدراسي الأول بعد أن دفع أولياء الأمور أقساط أبنائهم الطلبة ليلتحقوا فترة زمنية قصيرة بالتعليم الوجاهي الذي سرعان ما تحول عن بعد!!
هل هذه الأخبار تكهنات أم تنبؤات ؟؟ و شتان بين الاثنين؛ فالتنبُّؤ العلمي يختلف كثيرًا عن معرفة المستقبل أو ادعاء معرفة الغيب فالأخير يطلق عليه لغة التكهن أو التخمين . التنبؤ قائمٌ على خطواتٍ منهجية وسلسلةٍ من الفرضيات العلمية التي تتوصل في نهايتها إلى نتيجةٍ حتمية، وتختلف التنبؤات العلمية بحسب العلم الذي تُسخَّر فيه؛ ففي العلوم الكونية تكون نسبة نجاحها أعلى بكثير من العلوم الاجتماعية والسلوكية الذي ندرك جميعا الاختلافات التي تميّز البشر ذهنيا و سلوكيا فلا نستطيع أن نضع جميع البشر على مسطرة قياس واحدة.
أما التكهّن هو القائم بحدِّ ذاته على الحدس الشخصي للإنسان، وقد يُطلق عليها في بعض الأحيان الفراسة أو الحاسة السادسة وهي تُمكّن الإنسان من توقع بعض الأشياء، وذلك بناءً على خبراته الشخصية، فقد يحدث ذلك الأمر وقد لا يحدث؛ لأنَّه لا دليل ملموس أو حقيقي على صحة تلك النتيجة المُتوصَّل إليها من قبل الشخص نفسه، ويجب الانتباه من هذه الناحية فقد يكون التكهّن خطرًا حين يتعلق بقرارات مصيرية… أنا شخصيا مع التنبؤ العلمي والذي يعلن و سيعلن عن انفراجات في القطاعات كافة و بمواءمة مع تطور الوضع الوبائي و توزيع اللقاح و حتى في دراسة موضوع مواجهة الفيروس المستجد ؛ لكن ماذا لو صدقت تكهنات الغالبية العظمى في شكوكهم .. وبات الإحساس مؤشرا دقيقا للمجتمع ؟؟؟