وطنا اليوم:يلجأ مزارعون بمحافظة عجلون هذه الايام الى وسائل عديدة في سبيل ري أشجارهم، سواء المروية أو البعلية، نتيجة قلة الأمطار، وحاجة بعض الاشجار والمزروعات الى المياه في هذا الوقت من الموسم.
وتنوعت تلك الوسائل بين نقل المياه مدفوعة الثمن بالصهاريج، ومحاولة جر المياه من الأودية والينابيع بواسطة” انابيب” او الإشتراك بخط المياه المعالجة والصالحة لري الأشجار.
يقول هاني مصطفى، إنه ومع شح الأمطار هذا الموسم، إضطر مؤخرا إلى شراء صهريج مياه لنقل المياه من الأودية وري أشجار مزرعته الحديثة والتي تحتاج إلى الري بشكل دائم حتى في فصل الشتاء، فيما تتضاعف الحاجة للري خلال أشهر الصيف، مؤكدا أن هذه الخطوة ورغم ما ترتبه من كلف مالية الا انها تبقى أوفر من شراء المياه من الصهاريج الخاصة.
ويشير محمد خطاطبة، الى عزمه شراء صهريج لنقل المياه إلى خزان تجميعي أنشأه مؤخرا في ارضه، التي استصلحها وزرعها بأنواع عديدة من الأشجار التي تحتاج إلى الري المنتظم وبشكل دائم شتاء وصيفا لضمان نموها ونجاحها، مؤكدا أن الحاجة للري ستتضاعف مع ارتفاع درجات الحرارة خلال أشهر الصيف.
وبين أن قلة الأمطار رغم قرب انتصاف فصل الشتاء، يفرض اللجوء الى عمليات الري لبعض المزروعات التي تحتاج الى المياه في هذا الوقت، لافتا الى ان شراء المياه من الصهاريج عملية مكلفة حاصة اذا ما استمرت الامطار على هذا الحال الشحيح.
ويقول خضر عنانبة إن الكثير من المزارعين باتوا يلجأون إلى “الانابيب” لسحب المياه من الأودية والينابيع من مناطق مرتفعة عن مزارعهم بطريقة انسيابية، واستثمارها في ري أشجارهم ومزروعاتهم المختلفة، سيما خلال أشهر الصيف، وتراجع حصصهم من المياه الواصلة لأراضيهم بواسطة أقنية الري المنتشرة على الأودية.
ووفق احصائيات رسمية فان كميات الامطار التي هطلت منذ بداية الموسم على محافظة عجلون لم تتجاوز 170 ملم، بنسبة 50 % من معدلها لمثل هذا الوقت من السنة.
ووفق أرقام مديرية زراعة المحافظة، فإن المساحات الزراعية المستغلة تبلغ زهاء 100 ألف دونم، فيما يوجد 82 ألف دونم مزروعة بأشجار الزيتون، و21 ألف دونم بالحمضيات والكرمة والفاكهة.
وتشير احصائيات المديرية إلى أنه تم العام الماضي إنشاء 153 بئرا في لواء القصبة بسعة 3360 مترا مكعبا بقيمة 168 الف دينار حيث تم إنشاء 13 بئرا ضمن مشروع الأمن الغذائي، وما تبقى من موازنة وزارة الزراعة، بينما تم إنشاء 60 بئرا في لواء كفرنجة منها 20 بئرا من موازنة مجلس المحافظة و40 بئرا من موازنة وزارة الزراعة بسعة 30 مترا وبكلفة 1500 دينار لكل بئر .
ويؤكد المهندس الزراعي سامي فريحات، أن تراجع المعدل المطري وتقطع هطول الأمطار في المحافظة الموسم الحالي، مقارنة بأعوام سابقة، سيكون له تأثير سلبي على الغراس الحديثة، وقد تحتاج بعض الزراعات الى عمليات ري والتي غالبا ما تكون مكلفة، فيما تزداد الحاجة للري أكثر مع دخول الصيف، وتراجع جريان المياه في الأودية والعيون السطحية، وتزايد الحاجة لكل قطرة ماء لأغراض الري، ما يستدعي خفض الفاقد في قنوات الري التي تنقل المياه من الأودية وتغذي آلاف الدونمات المروية.
وطالب أبو عدي عنانبة بتوفير مخصصات كافية لصيانة قنوات الري دوريا، وإنشاء قنوات جديدة، ودعم مشاريع الحصاد المائي عبر دعم المزارعين لإنشاء البرك وخزانات التجميع والآبار التجميعية.
وزاد أن أقنية الري في المحافظة تشكل شريان الحياة لآلاف الدونمات الزراعية المصنفة بالمروية، مبينا أن عشرات الأقنية المنتشرة في أودية محافظة عجلون لم تحظ بأي مخصصات لصيانتها منذ عدة أعوام، ما يستدعي الاهتمام بها لحفظ نسبة الفاقد.
وتشير الأرقام في مديرية زراعة عجلون، إلى وجود ما يزيد على 40 قناة منتشرة على أودية كفرنجة وراجب وعرجان.
يشار إلى أنه تم تخصيص مبلغ 100 ألف دينار في العام 2018، ومبلغ 90 ألف دينار للعام 2019، من مخصصات مجلس المحافظة لصيانة الأقنية إلا أنها لم تنفذ، فيما لم يتم رصد أي مخصصات حديثة لصيانة وتبطين الأقنية.
وأكد مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، حاجة العديد من الأقنية في المحافظة لمخصصات الصيانة، وإعادة تأهيل الأقنية بشكل كامل، بحيث يتم بناء تلك الأقنية بالإسمنت وتدعيمها بشبكة حديد