جنود الاحتلال يؤدّون القسم بالحرم القدسيّ : الكيان من النيل للفرات

11 يناير 2023
جنود الاحتلال يؤدّون القسم بالحرم القدسيّ : الكيان من النيل للفرات

وطنا اليوم:بات واضحًا وجليًّا للجميع أنّ الحكومة الإسرائيليّة الجديدة، وهي السادسة التي يقودها بنيامين نتنياهو، تعمل دون كللٍ أوْ مللٍ على تطبيق البرامج والمخططات التي عرضتها الأحزاب اليمينيّة العنصريّة المُشارِكة في الائتلاف الحاكم خلال المعركة الانتخابيّة الأخيرة في الفاتح من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ومع أنّه لم يمضِ على بدء عملها إلّا أقّل من أسبوعيْن بيد أنّ مشاريع القوانين التي تمّت المصادقة عليها في الكنيست، والقوانين العنصريّة التي تنتظر الحصول على الضوء الأخضر أصبحت أكثر من عاديةٍ.
وفي هذا الإطار تمّ الكشف عن أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ يقوم بإجراء مراسيم التجنيد في الحرم القدسيّ الشريف، كما أفادت صحيفة (هآرتس) العبريّة، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ العنصر النسائيّ اختفى أيضًا من الفرقة الموسيقيّة التابعة للجيش، وذلك رضوخًا للأحزاب المتدينة والمتدينّة جدًا، وعلى وجهٍ خاصٍّ حزبيْ (الصهيونيّة الدينيّة) بقيادة وزير الماليّة العنصريّ، بتساليئيل شموتشريتش و(القوّة اليهوديّة) بزعامة وزير الأمن القوميّ، الفاشيّ إيتمار بن غفير، اللذيْن لا يُخفيان طموحهما بتحويل إسرائيل إلى دولةٍ يهوديّةٍ نقيةٍ من العرب، على أنْ تكون التوراة المرجعيّة الوحيدة والرئيسيّة لهذه الدولة.
والأخطر من ذلك، كما أكّدت الصحيفة العبريّة، أنّ الجنود في الحرم القدسيّ الشريف، الذي يؤدون حلفان اليمين، يُنشِدون مع الحاخامات الذين يُديرون حفل التجنيد، أنّ “إسرائيل هي من النيل للفرات”، بكلماتٍ أخرى، فإنّ الجنود، الذي يتّم تحضيرهم للقتال والتنكيل بالفلسطينيين يُجبرون على التمسّك بالإيمان المزعوم بأنّ الكيان يمتّد من فلسطين التاريخيّة وحتى مصر والعراق، وأنّ إقامة إسرائيل من النيل للفرات هي بمثابة وعدٍ إلهيٍّ، كما قالت الصحيفة العبريّة.
المُحلِّل في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، سيفير بلوتسكر شدّدّ في مقالٍ نشره على أنّ حكومة الليكود الحالية مُختطَفة على يدّ حفنةٍ من أنصار أرض إسرائيل الكاملة، الذين يدفعون قدمًا بأيديولوجيا تتناقض مع وجهة النظر الليكوديّة كما جرت بلورتها منذ أيام بيغن، وصولاً إلى زمن نتنياهو، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ “التاريخ يعلمنا أنّ المنعطف الأيديولوجيّ يسبق منعطفًا على صعيد الأفعال، والتطرف يبدأ بالكلام والتصريحات، وينتقل إلى الأفكار وخطوط العمل، وينتهي بأفعالٍ متطرفةٍ”.
بلوتسكر أوضح أنّ “السيطرة العدائية من جانب أقليةٍ في أقصى الخريطة السياسيّة الإسرائيليّة على المبادئ الأساسيّة الوطنيّة والسياسيّة لحكومة الليكود في سنة 2023، يجب أنْ تثير القلق لدى جميع الإسرائيليين”، على حدّ تعبيره.
في السياق عينه، قال المحاميّ الإسرائيليّ، يائير نهورائي، “إنّه أمام أعيننا يجري في الدولة العبريّة الانقلاب الدّينيّ، والتي تقودها مجموعة الصهيونيّة الدّينيّة المسيحانيّة في الطريق لتحقيق حلمها لدولة اليهود: دولة تمتّد على جميع الأراضي، أيْ أرض إسرائيل الكبرى (فلسطين التاريخيّة)، بحيثُ تكون التوراة بمثابة دستورها”، على حدّ وصفه.
ومضى المحامي نهورائي قائلاً إنّ “الحكومة الجدية تسعى لتطبيق حلميْن اثنيْن، الحلم الأوّل، المحافظة على أرض إسرائيل الكبرى عن طريق المسّ السافر بحقوق الفلسطينيين، والحلم الثاني إقامة دولة الشريعة اليهوديّة بواسطة المسّ بحقوق الأقليّات، وعلى نحوٍ خاصٍّ بحقوق العلمانيين في إسرائيل”، طبقًا لأقواله.
المحامي المحسوب على اليسار الصهيونيّ مضى قائلاً في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة: “مبدأ المساواة، إنْ كان الحديث عن المساواة بين العرب واليهود، أوْ بين النساء والرجال، هو حجر الأساس في نظام الحكم الدستوريّ، وضدّ هذا المبدأ، أيْ المساواة، تقوم الصهيونيّة الدّينيّة المسيحانيّة، بقيادة وزير الماليّة بتساليئيل سموتريتش، بشنّ حربٍ مقدسّةٍ تحت غطاء (الهويّة اليهوديّة للدولة)، عمليًا، فإنّ الصهيونيّة الدّينيّة تعمل على إقامة دولة الفوقيّة اليهوديّة، وفي إطارها يتّم نفي النساء والتنكيل بجميع الأقليّات في إسرائيل”، على حدّ تعبيره.
على صلةٍ بما سلف، قال يزهار دافيد، الذي كان مسؤولاً رفيعًا في جهاز الأمن العّام (الشاباك الإسرائيليّ)، قال إنّ “الصراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ يختلف عن الصراعات الأخرى في أنحاء العالم”، مُشدّدًا على أنّ “الصراع بين الطرفيْن هو بادئ ذي بدء صراع دينيّ، فإسرائيل أقيمت على أراضٍ تابعةٍ للوقف الإسلاميّ، الأمر الذي يجعل من إعادتها للمسلمين بمثابة فرضٍ دينيٍّ، واستخدام الجهاد من أجل تحقيق هذا الهدف”، كما قال.
دافيد أضاف في مقابلةٍ مع القناة السابعة الإسرائيليّة أنّ “إسرائيل تُسيطِر على المكان الثالث من حيثُ الأهمية للمسلمين، وهو المسجد الأقصى، وهذه السيطرة الإسرائيليّة لم يتقبلها المسلمون ولن يُوافقوا عليها أبدًا، والعنصر الثالث في الصراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ هو الحدود. أين تمُرّ الحدود؟ هل نمنح الفلسطينيين منطقة الجبال في الضفّة الغربيّة المُحتلّة؟ لا”، قال المسؤول السابق في (الشاباك)