وطنا اليوم:مناشدات ومطالب متكررة، من مستخدمي الطريق الصحراوي، بوضع حد لما يعتبرونه “سرعات زائدة”، يمارسها سائقو الصهاريج “التنكات” المحملة بالفيول أو البترول التي تعبر إلى موانئ العقبة ذهابا وايابا، وتشكل خطورة على المركبات الأخرى.
في ذات الوقت، تواصل وزارة “الأشغال” تنفيذ المرحلة الأولى من طريق رأس النقب إلى بداية منطقة الحميمية في الوقت الذي تسلك السيارات الطريق بمسرب واحد في تزاحم مع الشاحنات والتنكات المحملة بمواد مختلفة منها مواد خطرة.
ووفق مستخدمين للطريق، فإن شاحنات وصهاريج ناقلة لمواد البترول والفوسفات والفيول، لا يتقيد سائقوها بالسرعات المحددة على الطريق، رغم ما يشهده من أعمال تأهيل في بعض أجزائه، مشيرين إلى حالات سباق بين هذه الشاحنات يشهدها الطريق بشكل يومي، وتشكل خطورة بالغة على المركبات الصغيرة.
ولفتوا الى أن قيادة العديد من سائقي هذه الشاحنات بسرعة جنونية يؤدي الى حوادث مميتة وقاتلة في ظل تردي البنية التحتية للطريق وبالتحديد في منطقة رأس النقب المنحدرة، والتي تشهد حاليا أعمال تأهيل وصيانة مع يعنيه ذلك من تدني عناصر السلامة العامة.
ويعتبر الطريق الصحراوي الرابط الحيوي بين عمان والعقبة، ويشهد حركة مرورية على مدار الساعة، فيما يعتبر مستخدموه أن كل دقيقة بمثابة عدّاد مؤقت للحوادث المرورية، لاسيما أن الطريق يحمل ازدواجية الخطر ما بين الشاحنات الكبيرة خاصة (تنك الفيول) وبين تعرجه واهترائه والتحويلات الخطرة التي أودت بحياة العشرات من المواطنين.
وساهمت هذه العوامل في تكرار الحوادث، خاصة في المنطقة الواصلة بين رأس النقب في معان الى العقبة.
وتشكل رداءة الطريق عنصرا مفاجئا للعديد من السائقين خاصة ممن يستخدمونه لأول مرة، ورغم أن الطريق شهد بعض الإصلاحات الجوهرية في الفترة الأخيرة، لكنها إصلاحات تتم ببطء ولا تتناسب مع أهمية الطريق الحيوي، وفق سائقين.
ويشير مواطنون الى أن غالبية الشاحنات (تنك الفيول والبترول والفوسفات) التي تمر عبر هذا الطريق لا تلتزم بالقوانين المرورية، فضلا عن حمولاتها الزائد والتي تعجل من اهتراء طبقة الإسفلت وتشكل خطر على السيارات والباصات ذات النقل السياحي، مطالبين بوضع آلية للمحافظة على الطريق من التلف السريع بإيجاد المقومات التي تحميها من هذه الحمولات الزائدة، كما ينبغي أن تكون هناك علامات مرورية ولوحات تحذر السائقين من مضاعفة الحمولة.
ويبين السائق محمد الرياطي أن معظم المركبات التي ترتاد الطريق معرضة للخطر بسبب رداءة الطريق والتي تشكل عامل خطر لا يجب السكوت عنه، لاسيما مع وجود تلك الشاحنات المحملة بمادة الفيول والتي تربك السائقين وتشتت تركيزهم، خاصة وهي متجهة الى مدينة العقبة بدون حمولة اذ تكون سرعتها جنونية، واصفاً إياها بـ “القنابل المتحركة”، مؤكداً انه شاهد بعينه العديد من الحوادث المرورية على هذا الطريق ولا يكاد يمر شهر بدون وقوع حادث أو حادثين.
وأشار المواطن اسامة التعامرة أن تعرج الطريق وميلانه بزوايا أشبه بالخط المنحني خاصة طريق النقب ساهما في زيادة المخاطر، ويرى أن تحديد المسارات وإلزام الشاحنات بالسير في أقصى اليمين أمران غاية في الأهمية يجب تطبيقهما وإجبار السائقين على الالتزام ومخالفة كل من يخالف تلك القوانين إضافة إلى تشديد العقوبة عليه لتصل الى حرمانة من القيادة.
ويقول المواطن تامر الحويطات إن طريق الواصل ما بين بداية رأس النقب إلى العقبة يعاني من تكرار الحوادث الدامية خاصة وان الطريق يفتقر لادنى مقومات السلامة المرورية، مؤكداً أهمية إيجاد قوانين وضوابط تحدد وتمنع تحميل الشاحنات أوزاناً تفوق طاقتها الاستيعابية، وأن تكون هناك متابعة لتلك التجاوزات.
ووصف السائق رياض الخوالدة مخاطر الطريق تزداد يوما بعد آخر، مطالبا بالحد من ظاهرة السرعة الزائدة بتشديد المراقبة على سائقي الشاحنات، وتأهيل الطريق وتوسعته بما يتلاءم مع رؤية السائقين، لتوفير مستوى أكثر أمانا لدى سائقي المركبات وتحقيق السلامة المرورية المطلوبة.
ويطالب المواطنون الجهات المختصة بمراقبة الشاحنات التي تسير بسرعة كبيرة تتجاوز الحد المسموح به وتشكل خطرا حقيقيا على السائقين.
ويصف المواطنون سرعة صهاريج النفط بالجنونية ولا تطاق أبداً، خاصة تلك الشاحنات التي تذهب إلى العقبة من أجل حجز دور للتحميل، فتجدها تسير بطريقة غير قانونية مخيفة للسيارات الصغيرة.
من جهته، أكد مصدر أمني أن هناك دوريات على مدار الساعة على الطريق الصحراوي مخفية تضبط وتتابع حركة وسرعة تنكات الفيول، بالإضافة إلى أن هناك دوريات ثابتة باستمرار، مشيرا وجود رقابة مستمرة على الطريق ترصد سرعة هذه الشاحنات، وكل سائق يتم ضبطه مخالفا، تحجز رخصته وإذا لزم الأمر يحول إلى الحاكم الإداري أو القضاء
صهاريج الفيول .. خطر مستمر على مستخدمي الصحراوي
