شركة نيفيا تعتذر عن إعلان أغضب مشجعات مغربيات

وطنا اليوم:أثار إعلان تجاري لشركة “نيفيا (NIVEA) ” لمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، غضبا عارما بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، ما دفع الشركة الألمانية لسحبه والاعتذار عنه لاحقا.
فقد انخرط نشطاء ومغردون مغاربة في حملة لمقاطعة الشركة واصفين إعلانها الأخير بــ “المستفز والعنصري”. فما الذي تضمنه الإعلان؟
محتوى الإعلان
استوحت الشركة الألمانية إعلانها الجديد من الأجواء المونديالية، فقامت بنشر صور لمشجعة مغربية وأخرى كرواتية بعد خروج أسود الأطلس و منتخب “الفاتريني” من دور النصف النهائي.
وتأتي تلك الصور ضمن حملة دعائية جديدة تهدف من خلالها نيفيا للترويج لمنتوج يزيل المكياج. لذا استعانت الشركة بعارضتين، رسمت الأولى على وجهها علم المغرب فيما زينت الثانية وجهها بألوان علم كرواتيا.
وأرفقت الشركة صورة المشجعة المغربية بنتيجة مباراة نصف النهائي التي انتهت بفوز المنتخب الفرنسي على نظيره المغربي بهدفين نظيفين.
وعلى المنوال ذاته، نشرت الشركة الألمانية صورة للمشجعة كرواتية مصحوبة بنتيجة المباراة التي انتهت بهزيمة الكروات بثلاثة أهداف أمام الأرجنتين.
واختزلت “نيفيا” حملتها في الشعار التالي “منتوج يزيل المساحيق والدموع”، في إشارة لصورة العارضتين اللتين بدت علامات الحزن واضحة على وجهيهما.
كما تضمن الإعلان جملا دعائية أخرى في محاولة لاستمالة مشجعات كأس العالم إلى شراء الغسول الجديد والتخلص من الطلاء والصبغات.
ففي تدوينة على انستغرام كتبت الشركة ” نيفيا تدعم أنجح دولة إفريقية في كأس العالم بنسبة 100 في المائة، يمكنك مسح المساحيق والدموع، وسيصبح جلدك نظيفا وجاهزا لتشجيع فريقك من جديد”.
اتهامات بالتميز والسخرية
لكن يبدو أن تلك الحملة الدعائية جاءت بنتائج عكسية وجرت على الشركة انتقادات بلغات مختلفة.
واتهم نشطاء عرب وأجانب الشركة بالسخرية من المنتخبين المغربي والكرواتي ، خاصة أن الإعلان لم يشمل أعلام باقي المنتخبات التي غادرت البطولة في وقت مبكر.
من ناحية أخرى، دافع البعض عن الشعارات المستخدمة في الإعلان باعتبارها “مجرد دعاية طريفة لا تقصد الإهانة أو الاستخفاف”.
غير أن الطرافة التي لمسها البعض في الإعلان، وجد فيها آخرون “استسهالا غير محسوب أوقع الشركة في فخ التسطيح والترويج لأفكار نمطية”.
بل ثمة من اتهم صناع الإعلان بتعمد إثارة الجدل متبعين مبدأ “الدعاية السيئة هي دعاية جيدة” أي أنها كانت مقصودة كجزء من استراتيجية التسويق للمنتج الجديد.
وفي هذا الإطار، علقت إحداهن:” المزعج في الإعلان هو تصوير المشجعات في هيئة المنكسرات وكأن النساء وحدهن يتأثرن بخسارة منتخبات .. أتساءل لماذا لم تستعن الشركة بعارضين رجال خاصة أنها لديها العديد من المنتجات الرجالية. هذا إعلان تافه كغيره من الإعلانات التي تقوم على ترسيخ صورة عاطفية عن المرأة”.
ومع تواصل الانتقادات، سارعت “نيفيا” إلى حذف ونشر اعتذار عبر خاصية انستغرام ستوري نفت فيه نيتها الإساءة لمشجعي المنتخبين أو جرح مشاعرهم.
وفي رسالة موجهة لأنصار المنتخب المغربي، قالت الشركة الألمانية ” إن الأمر غير مقصود ولا يهدف للتقليل من المنتخب المغربي ومجهوداته الرائعة مضيفة بأنها “ستعمل مستقبلا على أخذ كل الإجراءات والتدابير اللازمة للارتقاء بمعايير التواصل معهم”