وطنا اليوم:كشفت مسؤولة صحية في بريطانيا، أن أعداداً كبيرة من الناس أصيبوا بالربو أو غيره من مشاكل التنفس الخطيرة؛ لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف تدفئة منازلهم ولا يستطيعون تحمل تكلفة الإجازات المرضية، فيما تتدهور الصحة النفسية لكثيرين بسبب المشكلات المالية حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
الدكتورة كاميلا هوثورن، رئيسة الكلية الملكية للأطباء العموميين، قالت إن كثيراً من المرضى يعانون مشكلات جسدية ونفسية معقدة مرتبطة بالفقر أو العنف المنزلي أو إساءة معاملة الأطفال أو سوء السكن لدرجة أن الأطباء يعانون نفسياً لعجزهم عن اتخاذ الإجراءات الضرورية.
ويؤدي ارتفاع تكاليف الطعام أيضاً إلى زيادة الإرهاق وتقرحات الفم وضعف العضلات، ونقص الفيتامينات الأساسية لدى الأشخاص لأنه ليس بمقدورهم تحمل تكلفة الأطعمة الغنية بها.
ونبهت هوثورن، وهي طبيبة عامة في جنوب ويلز، إلى أن المرض المرتبط بالضغوط المتزايدة على ميزانيات الأسرة سيزيد الضغوط على خدمات طبيب الأسرة المثقلة أصلاً.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه كبار الأطباء من أن الأطباء العموميين التاركين للمهنة أكثر من الداخلين إليها، وقالت هوثورن إن المتدربين الجدد الذين يدخلون المهنة “لن يكونوا كافيين” لتلبية احتياجات الرعاية الصحية المتزايدة.
وأضافت هوثورن: “في الآونة الأخيرة، رأيت مرضى يرفضون التقارير الطبية لأنهم لا يستطيعون التوقف عن العمل. ويرفضون أخذ إجازة حتى إن كانوا في أمس الحاجة إليها”.
كما أشارت إلى أن: “حالة هؤلاء الأشخاص من الناحية الطبية لا تسمح ببقائهم في العمل لأنهم مصابون بأمراض مزمنة؛ مثل الربو أو مرض السكري، ولكن في كثير من الأحيان يعانون من مشكلات نفسية، ومشكلات نفسية شديدة جداً، وأرى بعض الحالات تحتاج إلى راحة حقيقية بعيداً عن العمل لتتحسن”.
كما أشارت إلى أنها فوجئت كثيراً العام الماضي أنه حين عُرض على أحدهم تقرير طبي لأخذ إجازة مرضية، يرفض ويقول إنه لا يمكنه ذلك لأنه يحتاج إلى العمل لكسب المال وإطعام نفسه وعائلته. وتضيف: “لكنني أحزن على هؤلاء لأنك حين تدخل حياتهم لدقائق قليلة تدرك كم هي صعبة”.
وقالت هوثورن إن من يرفضون التقارير الطبية هم في الغالب من الشباب والبالغين في منتصف العمر، ومنهم أشخاص يعملون في مراكز الاتصالات، لكنها ترى هذه الحالات أيضاً في أشخاص لديهم أسر صغيرة وكبار السن.
فيما جعلت أسعار الغذاء والطاقة المرتفعة بعض المرضى عاجزين عن تحمل تكاليف التنقل لحضور المواعيد في عيادة تديرها مع زملاء لها بالقرب من بونتيبريد، أو حتى الوصول إلى المستشفى لتلقي العلاج المحجوز مسبقاً.
من جانبه، قال متحدث باسم الحكومة: “نقدّر العمل الجاد الذي يضطلع به الأطباء العموميون ونبذل قصارى جهدنا لدعمهم ودعم المرضى في هذه الأوقات الصعبة، وذلك يشمل دعم خدمات دائرة الصحة الوطنية بمبلغ إضافي قدره 6.6 مليار جنيه إسترليني، بالإضافة إلى التمويل القياسي السابق في الخريف”