وطنا اليوم – شهدت العلاقات الثنائية بين الاردن وقطر في الآونة الاخيرة قفزة نوعية في التقارب ، خاصة عقب زيارة الأمير تميم بن حمد إلى الأردن الخطوة التي شكلت إطارا مهما في تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين.
وكانت العلاقات على مستوى التمثيل الدبلوماسي ” فوق العادة ” هو الوصف الذي يحمله السفيران الأردني والقطري ،حيث تمكنت قطر والأردن من الحفاظ على الحد الأدنى من مستوى العلاقات حتى مع ذروة الأزمة الخليجية، إلا انه بالرغم من فرض الحصائر الجائر على قطر ،لم تنقطع العلاقات بين البلدين ،واعلنت دولة قطر عن مساعدات للأردن بقيمة خمسمئة مليون دولار، وتوفير عشرة آلاف فرصة عمل للأردنيين في قطر.
كما سجلت الاستثمارات القطرية ارتفاعا ملحوظاً في الفترة الاخيرة حيث بلغت نحو مليار ونصف بحسب – تصريحات السفير القطري في الاردن الشيخ سعود آل ثاني- ،والتي تشمل القطاعات العقارية والمالية والسياحية، فيما بلغ حجم الاستثمار القطري في البورصة الأردنية، في نهاية يناير/ كانون ثاني الماضي ، نحو 737 مليون دينار أردني (نحو مليار دولار)، محققاً بذلك المركز الثالث في قائمة أعلى الاستثمارات العربية في بورصة المملكة من حيث ملكية الأوراق المالية حسب الجنسية.
وتتركز الاستثمارات القطرية بالأردن في قطاعات البنوك والخدمات المالية والتعليم والجامعات والطاقة المتجددة والنقل والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية والصناعات الدوائية وتوليد الطاقة الكهربائية ومعالجة المياه العادمة والعقارات، وقطاعات أخرى مختلفة.
وبلغ عدد الشركات القطرية الأردنية المشتركة العاملة في قطر، نحو 1550 شركة، بإجمالي رؤوس أموال 600 مليون ريال قطري، أو ما يعادل نحو 116 مليون دينار أردني بحسب اخر الارقام.
أما عدد الشركات الأردنية المملوكة بنسبة 100% لمستثمرين أردنيين في دولة قطر بلغ نحو 13 شركة في نهاية عام 2018، بإجمالي رؤوس أموال قدرت بـ 43 مليون ريال قطري، أو نحو 8 ملايين دينار أردني.
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي ، أفادت التقارير وفقاً لغرفة تجارة عمان أنه بلغ حجم التبادل التجاري بين الأردن وقطر خلال النصف الأول من العام الماضي 44.9 مليون دينار و صادرات الأردن إلى قطر 39.9 مليونا، ومستورداته من الدولة الخليجية 5 ملايين دينار.
وقال الخبير الاقتصادي الأردني خالد الزبيدي أن حجم التبادل التجاري في الفترة الحالية جيد ، وان خطوة الاستثمار من قبل قطر مهمة في بناء اقتصاد قوي خاصة في القطاعات التي تتركز فيها بشكل كبير مثل بنك الاسكان والعقارات والأسهم ،وبالرغم من الانتباه المتأخر لها إلا انه زاد من معدلها وتحسنها.
وأوضح الزبيدي، أن الصادرات الاردنية إلى قطر في الانتاج الزراعي ليست كبيرة ، بسبب عدد المستهلكين القليل وتزاحم من قبل الاسواق العالمية ، مشيراً إلى انه هناك منافسة جيدة وليست كما يجب سيتم البناء عليها لاحقاً وهذا يتطلب فترة من الوقت.
ويرى خبراء و مراقبون ان الاستثمارات القطرية في الأردن ازدادت خلال السنوات الاخيرة في عدة مجالات مهمة ابرزها مشروع محطة كهرباء شرق عمان والتي تنفذه<<شركة نبراس >>حيث تضم المشاريع الثلاثة محطة شرق عمان لتوليد الكهرباء التي بدأت عمليات التشغيل التجاري في أغسطس/آب 2009، ومحطة “أي.بي.بي 4” لتوليد الكهرباء التي انطلقت في يوليو/تموز، 2015 ،فيما بدأ التشغيل التجاري لمحطة “إي إم” للطاقة الشمسية في يوليو/تموز 2019.
ويعتبر المشروع توسعاً للاستثمارات القطرية في مجال توليد الكهرباء بالمملكة، ويقام المشروع على مساحة مليوني متر مربع وبحجم استثمارات يبلغ 170 مليون دولار أميركي تقريبا.
يشار إلى أن الأردن تمكن خلال السنوات الماضية من توفير بيئة استثمارية دافئة للاستثمارات القطرية، أسهمت في جذب المزيد من الاستثمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية.