مروان العمد
و اواصل اليوم التحدث عن خفايا زيارة بايدن للسعودية ، حيث انه وبعد ظهر يوم الجمعة الموافق 15 / 7 / 2022 وبعد انتهاء لقائه مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية في طولكرم ، غادرها في طائرة هيلوكبتر متوجها الى مطار بن غوريون ، ومنه وفي رحلة مباشرة لاول مرة الى مطار جدة في السعودية ليكون بايدن ، اول رئيس امريكي يطير في رحلة مباشرة من إسرائيل الى السعودية ، كرمز للعلاقات الجديدة ، وخطوات التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي . وعبر الرئيس الامريكي عن سعادته بقرار السعودية بفتح أجواءها لحركة الطيران بين جميع الدول ومنها إسرائيل ، وقال بايدن ان سبب زيارته للسعودية يتمثل بتطوير العلاقات المشتركة بين البلدين ، بالرغم من تصريحات سابقة له قال قيها ان السعودية دولة معزولة على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول ، وقال انها فرصة لتصحيح الأخطاء السابقة بالانسحاب الامريكي من المنطقة . وكان في مقدمة مستقبليه امير منطقة مكة المكرمة الامير خالد الفيصل والذي اصطحبه الى قصر السلام حيث استقبله العاهل السعودي وولي عهده واللذان تصافحا بقبضة ايديهما تنفيذا لتعهد بايدن بأن لا يضع يده في يده ولا ان يجلس مقابله ، كونه يتهمه بأنه هو المسؤول عن مقتل جمال خاشقجي .
وبعد نصف ساعة غادر الملك سلمان الاجتماع ، وعقد اجتماع موسع ما بين الرئيس الامريكي والوفد المرافق له ، وما بين ولي العهد السعودي الامير محمد وكبار المسؤولين السعوديين ، وبحثا اوجه التعاون بين البلدين ، وسبل مواجهة التحديات في المنطقة . وبعد هذا اللقاء القى الرئيس بايدن خطاباً من مقر اقامته في جدة ، قال فيه انه سيتم فتح متبادل لخطوط الطيران بين إسرائيل والمملكة السعودية ، نتيجة المشاورات التي قامت بها بلاده مع السعودية . وقال ان السعودية وافقت على تمديد الهدنة في اليمن لثلاثة اشهر .
كما تحدث بايدن عن المباحثات التي جرت بين الطرفين في مجال الاستثمار وتكنولوجيا المعلومات / الجيل الخامس ومسائل الطاقة لمد الاسواق بما تحتاجه منها . وقال اتوقع خطوات اضافية من الرياض في هذا المجال خلال اسبوعين . وشدد على مساعي إدارته لتخفيض اسعار الطاقة . كما قال انه اجرى نقاش حول الاحتياجات الدفاعية السعودية .
وكان مستشار الامن القومي الامريكي جيك سوليفان قد صرح بأن بايدن سوف يجري في السعودية محادثات حول امن الطاقة في سياق الحرب الروسية الاوكرانية وان بايدن سيبحث تسريع زيادة انتاج الطاقه ( بالرغم من قول بايدن بأن لا علاقة لزيارته بالطاقة ) ، وانه يأمل بتحرك إضافي من اوبك بلس في الاسابيع المقبلة . وان بايدن يريد اعادة التوازن للعلاقات مع السعودية وليس الإضرار بها . كما لفت الى انه سيتم إعلان المزيد من الخطوات بشأن تعزيز الامن في المنطقة خلال هذه الزيارة . ولكنه قال انه لا ينبغي توقع صدور بيان ثنائي حول ذلك . الانه وفي ختام القمة ، صدر بيان مشترك طويل سوف استعرض بعض جوانبه لاهميتها .
— استعرض الجانبان جوانب الشراكة بينهما وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح حكومتي وشعبي البلدين . وشدد الجانبان على اهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الدبلوماسية والسياسية . واكد الرئيس بايدن التزام الولايات المتحدة بدعم امن المملكة السعودية وحصولها على جميع الامكانيات اللازمة للدفاع عن نفسها وشعبها ضد التهديدات الخارجية . وضرورة ردع التدخلات الايرانية من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها ، ومنعها من الحصول على السلاح النووي . واكد الجانبان اهمية المحافظة على حرية التجارة عبر الممرات البحرية الدولية ، ولا سيما باب المندب ومضيق هرمز . و رحبا بقوة المهام المشتركة 153 المنشأة حديثاً للتركيز على امن البحر الاحمر ومضيق باب المندب ، وتولي السعودية قيادة قوة المهام المشتركة 150 التي تعزز اهداف الامن الملاح في خليج عمان وشمال بحر العرب . وفي تسهيل تبادل المعلومات في مجال الامن البحري، وسيتم تعزيز التعاون بين القوات البحرية الملكية السعودية وقوه المهام المشتركة 153 من خلال مركز التنسيق الإقليمي ، والذي ستكون قيادته في مقر الاسطول الخامس الامريكي في البحرين .كم اكدت على اهمية التعاون بين القوات السعودية وقوة المهام 59 التابعة للاسطول الخامس الامريكي والتي تقود أسطولاً موسعاً من السفن المسيرة والمتطورة باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الرصد والأمن البحري والاقليمي .كما رحب الجانبان بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال تقنيات الجيل الخامس والسادس وشبكة وصول الراديو المفتوحة . واكدا اهمية التعاون في مجال الامن السيبراني . وفي مجالات استكشاف الفضاء ، بما فيها رحلات رواد الفضاء .
كما رحب بايدن بترتيبات السعودية بإخراج القوة المتعددة الجنسيات (MFO ) من جزيرة تيران بما فيها الامريكية ، مع الحفاظ على جميع الالتزامات والإجراءات القائمة في المنطقة ، وانه سيتم تطوير المنطقة لاعراض سياحية واقتصادية مما يسهم قي ان وازدهارها .
وفي اطار حرص الملكة على الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية شيكاغو 1944 والتي تقضي بعدم التمييز بين الطائرات المدنية المستخدمة في الملاحة الجوية ، اعلنت الهيئة العامة للطيران المدني انه تقرر فتح جميع الأجواء لجميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات هيئة للطيران المدني . ورحبت الولايات المتحدة بهذا الاعلان ، الذي سيعزز التواصل الجوي ويساعد على ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي يربط بين أفريقيا وآسيا وأوروبا .
واكد الجانبان دعمهما الثابت للهدنة في اليمن واستمرارها ، وانهاء الحرب في اليمن . ورحب الرئيس الامريكي بالدور الريادي الذي تقوم به المملكة في تعزيز العلاقات مع العراق والاتفاقات التي سيتم توقيعها قي قمة جدة لربط شبكات الكهرباء بين المملكة ومجلس التعاون الخليجي ، من اجل تزويد العراق وشعبه بالكهرباء .
وبالنسبة للقضية الفلسطينية اكد الجانبان التزامهما بحل الدولتين ، دوله فلسطينية ذات سيادة تعيش في سلام وامن الى جوار إسرائيل ، وبالنسبة لسورية اكد الجانبان التزامهما بوحدتها واستقرارها ، وايجاد حل للنزاع السياسي ، ومنع تجدد العنف فيها . وبالنسبة الى لبنان عبر الجانبان عن دعمهما لسيادة لبنان واستقراره ، ولوجود قوات مسلحة تحمي حدوده وتقاوم المجموعات الارهابية ، وضرورة تشكيل حكومة لبنانية ، وتنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية فيه ، وعدم تحوله الى نقطة لانطلاق المهربين وتجار المخدرات ، وضرورة سيطرة الحكومة على جميع الاراضي اللبنانية، وان لا تكون هناك سلطة اخرى غير سلطتها . وبالنسبة الى اوكرانيا اكد الجانبان على ان النظام القائم هو اساس سيادة القانون ، مشددين على احترام مبادئ القانون الدولي ووحدة وسيادة اراضيها ، وتقديم المساعدات الانسانية لها . وبالنسبة للسودان فقد اكد الجانبان اهمية الحوار بين الاطراف السودانية ، متمنين للسودان وشعبه الاستقرار الازدهار . وبالنسبة الى ليبيا فقد اكد الجانبان دعمهما للشعب الليبي ، وانخراطه بعملية السلام بواسطة الامم المتحدة للتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية ، واكدا دعمهما لوقف اطلاق النار وخروج القوات الاجنبية والمقاتلين الاجانب والمرتزقة منها فوراً .
كما شدد الجانبان على اهمية تقديم المساعدات الانسانية لافغانستان وتعزيز حقوق الشعب الافغاني بما في ذلك حقوق النساء والفتيات بالتعليم والرعاية الصحية و العمل .
وفي مجال مكافحة الارهاب والتطرف ، اكدا التزامهما بمواجهة تنظيمي القاعدة وداعش ، ووقف تدفق الارهابيين الاجانب وقطع مصادر تمويل الارهاب والدعاية له ، واستمرار التحالف ضد الارهاب . وقرر الجانبان توسيع وتعزيز التعاون في جميع المجالات قبل الحوار الاستراتيجي السنوي بين الطرفين والذي سيعقد في المملكة في وقت لاحق هذا العام . ولم يتطرق البيان لموضوع تشكيل تحالف خليجي او شرق اوسطي على شاكلة حلف شمال الاطلسي
