لعله من الغريب تسمية عمّان بمدينة المياه، ولكن كان هذا بالفعل اللقب المُطلق عليها في الماضي! كانت عمّان مدينة تملؤها الينابيع في منطقتي راس العين وعين غزال، والآبار منتشرة في كافة أنحاء المدينة، وسيلها يجتاز المدينة ويغذي نهر الزرقاء الذي يمر باتجاه الرصيفة، والزرقاء، والسخنة.
وجرش، ودير علا، ليصب في نهر الأردن. سكان عين غزال بنوا حضارتهم حول ينابيع عين غزال قبل عشرة آلاف عام، و قبل ألفي عام، بنى الرومان بالقرب من المدرج الروماني نيمفيوم، وهو نصب تذكاري حجري مكرس لحوريات الينابيع الميثولوجية اليونانية، والذي يُعرف اليوم بسبيل الحوريات. بقي السيل نهراً يزخر بالأسماك والحياة، حوله البساتين، ويأتيه الرعاة، ويعتاش منه الناس، حتى أربعينات القرن الماضي عندما نضبت عيونه وجفت مياهه (كما نرى في هذه الصورة من عام ١٩٥١) قبل أن يتم سقفه عام ١٩٦٤ بسبب انتشار الحشرات والأمراض فيه، ليصبح شارع قريش المار بمنطقة وسط البلد.
ما عُثر عليه حديثاً من آثار حمام روماني كان يقع على ضفاف السيل.