د. عادل يعقوب الشمايله
أَليسَ من المُستغرَبِ، أن تُضرَب فكرة القومية العربيةِ والوحدةِ العربيةِ مِن قِبَلِ وفي عهدِ نبيها جمال عبدالناصر؟
جمال عبدالناصر اكثرُ شخصٍ تكلَّمَ وتغنى وهددَ بالقومية العربية والوحدةِ العربيةِ، وخاضَ معاركَ زَعَمَ أو زُعِمَ أنها من اجل القومية العربية والوحدة العربية.
في عهد عبدالناصر استقلت السودان عن مصر، وانفصلت سوريا بعد ان اتحدت مع مصر. وقبلهما ضاعت فرصة انضمام اوغندا للملكة المصرية، وثبتَ استقلالُ الحبشة/ اثيوبيا عن العَلَمِ المصري بعدَ أن ضمها محمد علي باشا.
في عهدِ عبدالناصر تشظت ممتلكات العَلَم المصري وتآكلت، وتشظت القومية العربية الى الابد، وترسختِ الدولُ الوطنيةُ التي أُنشأت من كياناتٍ سياسيةٍ مِسخٍ او ممسوخةٍ. وضاعت اجزاءٌ واسعةٌ من الوطن العربي، وقُضي على الحُلم الفلسطيني في أن تكون للفلسطينيين دولةٌ مُستقلةٌ، وضُرِبَتِ الكرامة العربية والامل العربي والمستقبل العربي والعسكريةُ العربيةُ بخنجر في الحلق او في القلب.
كنتُ في شبابي ناصرياً. لذلكَ اكتبُ بحرقةٍ وألمٍ من الخديعة الكبرى ومن الهزائم الكبرى التي جلبها على نفسه وعلى بني قومه ذلك العميلُ الاسمرُ عريضُ المنكبينِ طويلُ اللسانِ المنفوخِ ككرة القدم والذي ثبت وأثبت أنه كان مُجردَ كرة قدم. لقد أخلص جمال عبدالناصر للامريكان الذين جاءوا به واستخدموه كقفازٍ لإزالة هيمنةِ الامبراطورية البريطانية والامبراطورية الفرنسية عن المنطقة العربية لِتَرِثَها الامبراطورية الشابة الولايات المتحدة الامريكية. وكان جمال عبدالناصر المثالَ الشائن والمشينِ للاستبدادِ واستغفالِ الشعبِِ الساذج سار على نهجه كذبةٌ آخرون وكُرَاتِ قدمٍ آخرون على رأسهم صدام حسين الذي استكمل قطعَ العُنقِ العربي واقتلاعِ القلبِ العربي وحقنِ العقلِ العربي بفيروس الهزيمةِ والانحطاط.
لقد كذب الرائدان والقائدان اهلهما!!!