الادارة إما إعمار والا دمار !

20 سبتمبر 2022
الادارة إما إعمار والا دمار !

بسام الياسين

في الحرب العالمية الثانية،فشلت احدى فرق البحرية الامريكية،فشلاً ذريعاً.فقامت  قيادة الاركان على اثرها،بتغيير شامل في قيادة الفرقة،لكنها واصلت فشلها.عندها تقرر حلها،وتوزيع افرادها على فرق الجيش الاخرى.رئيس الاركان آنذاك، كان له رأي مختلف،فاختار جنرالاً موهوباً،كمحاولة اخيرة لانقاذها.قام الجنرال المحترف،بتعديلات محدودة داخل الفرقة.بعد اقل من ستة اشهر،اصبحت اهم قوة ضاربة في الجيش الامريكي على الاطلاق،وقلبت موازيين القوى في اعالي البحار.

الادارة علم متجدد،بعيد عن الثبات،القولبة،النمطية، والاسترخاء في المكاتب المكندشة،لتناول القهوة وحل الكلمات المتقاطعة.مقتلها حب الرئاسة والمال،فان انتصر عليهما المسؤول، كان مديراً فذا.الادارة ،فن،ابداع،مهارة لا مشيخة،فالمدير الناجح، يبتكر لكل مسألة حلاً مناسباً تبعاً لظروفها،عكس ما نجده عندنا من فشل وكوارث متلاحقة موجعة،تراهم جميعاً يلحقون الحدث بدل ان يسبقوه.فلا الادارت ولا الحكومات قدمت حلولاً شافية للاحداث بلاستمرت الاخفاقات المتلاحقة.

الامر تجاوز حده،وبلغ السيل الزُبى،وما عادت الطبطة تستره.فمن باب اولى، اتخاذ تدابير عاجلة من الاصلاحات الاسعافية، مرفوقة بالمُساءلة والمحاسبة،لانقاذ ما يمكن انقاذه،والا فالعواقب وخيمة على الكافة حكومة وشعبا.قد يُظن،ان الكوارث تنعكس حصرا على المتضررين،وهم بحاجة لعلاج نفسي ـ ما بعد الصدمة ـ،لكنهم تناسوا ان تراكم هذه الحوادث،تصيب العامة كافة، بالكآبة والتوتر والقلق،فبعض الامراض النفسية تنتقل بالعدوى كالانفلونزا.ما جرى في البحر الميت،السلط ،العقبة ،اللويبدة،من الاستحالة ان لا يحفر عميقاً، بالذاكرة الجمعية الاردنية، ـ واسألوا اهل العلم ان كنتم لا تعلمون ـ.

 القطاع العام بحاجة الى هيكلة وغربلة، للخلاص ممن جاؤوا على دبابات المناطقية، روافع الشللية، شاحنات المحسوبية،تزريقات اهل السلطة،حتى ضاق القطاع العام باهله وازدحمت المؤسسات بالحمولة الزائدة.فواجب الوجوب كنسها،وفتح الابواب على مصاريعها،للموهوبين ،المبدعين،ذوي العقول المبتكرة.ففي ظل الثورة الرقمية، انتهى عهد الموظفين الريبوتات،وسقطت اكذوبة الاقدمية الذين لا يعرف اكثرهم استخدامات هاتفة المتعددة والمعقدة.

طاعوننا الاسود،سوء الادارة في معظم مؤسساتنا،عكس الدول المتقدمة،فمعيار الموظف عندهم، اتقان العمل،جودة الانتاج،السرعة،اما معاييرنا الواسطة والمحسوبية،ناهيك عن المناطقية والمحاصصة،لهذا تحتاج اداراتنا الى ادارة.فلا مناص اذاً، من ثورة ادارية على “التركة القديمة” المتخلفةالمناقضة كلياً للادارة العصرية التي هي المام في علم النفس،القانون، الفلسفة،فن الربط والفكفكة،المناورة،فالمدير العصري / القائد، ليس قاطرة، تسير على سكة حديدية،لا تحيد عنها انما مسؤول يقطر حكمة وصرامة،وفي القت ذاته يطبق الادارة الابوبة في التعامل مع المرؤوسين لا رؤوساً في قطيع.

رغم تجاربنا الموجعة،لازالت الاخطاء تتكرر بصورة قاتلة.فمتى نتعلم من اخطائنا و خطايانا؟!. والى متى تبقى صرخاتنا دون صدى؟!.لذلك نستصرخ الضمائر الحية ان كفي.الوظيفة ليست غنيمة، انما سمفونية محسوبة النغمة والحركة،واي نشازٍ مؤذٍ،يجرح الذوق العام و يخرجه عن طوره .لذا قيل :ـ الادارة لا تجتمع مع الجهالة،فشر الجهل،الجهل بالجهالة .