‏الرزاز الابن يغرد في ذكرى رحيل الرزاز الاب : رؤية منيف الرزاز للمشهد العربي اليوم

18 سبتمبر 2022
‏الرزاز الابن يغرد في ذكرى رحيل الرزاز الاب : رؤية منيف الرزاز للمشهد العربي اليوم

وطنا اليوم – نشر رئيس الوزراء السابق عمر الرزاز تغريدة اشار فيها الى ماكتبته الغد تحت عنوان “في ذكرى رحيله: رؤية منيف الرزاز للمشهد العربي اليوم”

 في ذكرى رحيل المفكر العربي منيف الرزاز، تاليا بعض مقولاته حول الحرية والديكتاتورية والحكم.

“إن الدكتاتورية تريد أن يتبع الشعب قادته المتحكمين، وأن يؤمن بما يؤمنون به، ويكفر بما يكفرون، دون مناقشة ولا جدل. وقد يغير الحكام ما يؤمنون به بين سنة وأخرى فما على الشعب حينئذ إلا أن يغير إيمانه معهم، بل وفي نفس الوقت، وكأنه وصل معهم إلى القناعات نفسها دون أن يسمح له بتقديم أو تأخير. هم ينشدون “تبعية” ويسمونها “وحدة الشعب” أو يسمونها انسجاما وتجانسا أو ما شاكل ذلك من الأسماء. (الحرية).

“حتى القضايا القومية الكبرى، تلك التي يعتمد على تغذيتها وتقويتها كل حكم دكتاتوري من أجل أن يضمن قدرا من الحماسة حوله يعينه على البقاء، تصبح في كثير من الأحيان، مجرد شعارات ودعاية غوغائية، بعيدة عن أن تدخل صميم القلوب وتحرك مشاعر الحماس، فنار الحماس لا تعيش في فراغ، ولا يمكن ان تتوقد بأمر، وان تنطفئ بأمر، وانما تتوقد حين يتاح لها الهواء النقي الذي يضمنه الشعور بالمسؤولية، ويتاح لها المجال بالتعبير الدائم عن نفسها، وتفتح أمامها فرص العمل بتطبيق هذا الحماس على الواقع اليومي. والحماس الوحيد الذي يشتعل بأمر ينطفئ بأمر، لهو حماس الانتهاز والمصلحة والاستغلال”. (الحرية).

“إن اسوأ ما يمكن ان يصيب الشعب في ظل الحكم الدكتاتوري هو فقدانه للموازين الخُلقية. فالاقتصاد قد ينمو. ومستوى الحياة قد يتحسن. والقوة العسكرية قد تتضاعف وتتعاظم. والمدارس قد تتسع. والحالة الصحية قد ترتفع. والسياسة الخارجية قد تنجح. ولكن شيئاً واحداً لا بد أن يتدهور باستمرار هو المستوى الخلقي”. ( الحرية).

“مهما بالغت أجهزة الحكم في الدعوة إلى النقد والى المشاركة بالرأي فهي ابداً تطلع، وبعطش، للرأي المؤيد المساند. وهي أبدا تتلقف الرأي المعارض، إن سمحت به، لتخنقه وتئده إن عاجلا أو آجلا. وإذا بالرأي المعارض يصبح تآمرا، وإذا بأي اختلاف في الرأي يتحول إلى خيانة وإذا كان ثمة من هو غير راض عن الحكم فإن معارضته لا بد أن تكون معارضة سرية. ولكن الدولة التي تحس بسرية هذه المعارضة تحاول أن تدفع هذا الخطر بمزيد من رجال البوليس السري. وما يلبث هذا البوليس أن يصبح هو القوة الفعالة الحقيقية في الشعب، لأنه هو سبيل الحكم الوحيد للبقاء، وما يلبث الحكم نفسه أن يصبح أسير هذا الجهاز الذي خلقه”. (الحرية).

“إن المواطن الصالح، في رأي مثل هذه الدولة، هو المواطن الطيع الهتاف المصفق الذي يسند كل حركة للدولة أو رأي لها. فإن لم يكن ذلك ميسوراً دائما، تلاه في الصلاح المواطن الذي يهتم بشؤونه الشخصية، ويترك شؤون الحكم، رأيا وتخطيطا وتنفيذا، لرجال الحكم وحدهم”. – (الحرية)

“المواطن الواعي، الشاعر بمسؤوليته، ليس له مكان في ظل هذا الحكم. إنه لا بد ان ينتهي به الأمر الى العزلة أو السجن أو الإهمال او الموت، ومصيره دائما درس لغيره من المواطنين الذين يريدون ان يتعلموا الدروس. في مثل هذا الجو يترعرع خلق الانتهاز والفساد والجبن”. (الحرية).

“إن مثل هذا الحكم إنما ينتهي بالمواطنين إلى اللامبالاة الغارقة في حمأة انعدام المسؤولية، الهادفة إلى حفظ الذات من بطش السلطة، الفاقدة كل حماس لأي شيء، حتى لأنفسهم ذاتها. هؤلاء المواطنون إذ يساهمون في تنفيذ البرامج التي يرسمها جهاز الحكم القائم لأنهم الجزء المنفذ لهذه البرامج إنما يساهمون فيها اطاعة للأمر، واتباعاً للقوة، وخوفاً من البطش، ومحافظةً على الروح أو على الطمأنينة أو على السلامة… ان هذا الشعور باللامبالاة هو أخطر ما يمكن ان يتعرض له شعب. لأن المواطن، من خلاله، يفقد الشعور بالمسؤولية، ويضع هذه المسؤولية كلها على اكتاف جهاز

الحكم”. (الحرية).

في غياب الممارسة الديمقراطية “يتحول الحزب الى حزب بيروقراطي فاشستي الاسلوب، ان لم يكن فاشستي الاتجاه.. ويعني ان كل.. المؤسسات لا تعدل في أهميتها وفعاليتها أهمية وفعالية وجود بضعة ضباط يعتمد عليهم في بعض الاماكن الحساسة في الجيش”. (التجربة المرّة)

“إن ظاهرة الحكم العسكري أصبحت ظاهرة في منتهى الخطورة وانها أصبحت تهدد الحركة القومية العربية تهديدا حقيقيا وخطيرا”. (التجربة المرّة)

“ليس ثمة تقدمية بلا حرية، الحركة التقدمية التى تنسى ان من اول واجباتها إقامة أسس الحرية أو التي تمعن في كبت الحرية … إنما تقضي على نفسها بنفسها”. (الحرية).

جدلية الاقتصاد والسياسة

“قضية الخبر وقضية الحرية هما قضيتا الإنسان في كل زمان وفي كل مكان. وحين يقول بعض المفكرين إن تاريخ الإنسان هو نضاله من أجل الخبز، وحين يقول البعض الآخر إن تاريخ الإنسان هو نضاله من أجل الحرية، فكلاهما يقول نصف الحقيقة. ان زيف الحرية الاقتصادية، في ظل الدكتاتورية السياسية، لا يقل عن زيف الحرية السياسية في ظل الاستغلال الاقتصادي”. (الحرية).

“ان الفرق الأساسي بين شعب متقدم وشعب متخلف قد يظهر في ما يحقق كل منهما من إنجازات مادية تظهر في مستوى الإنتاج وفي مستوى القوة العسكرية، ولكنه انما يكمن في القوى الخلاقة في هذا الشعب، وفي ما يحقق من امكانيات كل فرد فيه، وفي ما يفتح أمامه من مغاليق الآمال، وإمكانيات التطلع الى مشارف المستقبل. إن تحقيق قدرة الفرد على الخلق والابداع وعلى طلب التغيير المستمر وعلى الانطلاق من قيود التقليد الأعمى والانصياع التام هو القياس الحقيقي لتقدم أي شعب”. (الحرية).

“إن تحقيق التقدم الاقتصادي الموعود حين يتم بعيداً عن الحريات الديمقراطية السياسية إنما يتم، اذا تم، على حساب كرامة المواطن وشعوره بشخصيته وذاته وحريته وقيمته ومشاركته في حمل المسؤولية العامة وحقه في تقرير مصيره وفي اباء رأيه”. (الحرية).

“الحرية لا تتجزأ… ومن المستحيل تحقيق تحرر اقتصادي في ظل استبداد سياسي، أو تحرر سياسي في ظل استعباد اقتصادي”. (الحرية).

“العيش في ظل جدران مغلقة تمام الإغلاق لم يعد متاحاً لأي قطر من اقطار العالم. والاتصال بالرأي العام العالمي، أخذاً وعطاء، أصبح ضرورة حتمية لا مهرب منها وكل خطوة في هذه السبل جميعاً خطوة تمهيدية في تقريب المدى الطويل للوصول إلى الحرية حتى ولو لم تكن هذه الخطوة مقصودة بهذا المعنى”. (الحرية).

“ان الدكتاتورية الحديثة يفوتها شيء اساسي في حسابها، هو ان كل تقدم مادي تحققه، سواء كان اقتصادياً أو اجتماعياً أو ثقافياً، هو قوة دافعة لنواحي الحياة الأخرى التي لا تريد الدكتاتورية لها الظهور، وهي قد تنجح فعلاً في إخفائها، ولكنها لا يمكن ان تنجح في وأدها. وحين تكتمل لهذه النواحي عوامل الظهور فهي لا بد ان تجد طريقها القوي للتعبيرعن وجودها”. (الحرية).

“ان كل مصنع يفتح، وكل عامل ينتقل من الإنتاج التقليدي الى الإنتاج الحديث، وكل فرد يتعلم، وكل مستوى في الحياة يرتفع، وكل شعار يطلق، لا بد ان يكون لبنة جديدة في البناء يظهر اثرها في مستقبل الأيام ولو لم يردها أصحابها كذلك”. (الحرية).