لاجئون سوريون في تركيا يخططون لأكبر هجرة جماعية نحو أوروبا

12 سبتمبر 2022
لاجئون سوريون في تركيا يخططون لأكبر هجرة جماعية نحو أوروبا

وطنا اليوم:يتأهب آلاف اللاجئين السوريين في تركيا لموجة هجرة جماعية نحو أوروبا، ضمن حملة أطلقوا عليها اسم «قافلة النور»، وسط صمت تركي رسمي، وتأهب أوروبي.
ودعا القائمون على الحملة التي سيشارك فيها عشرات الآلاف من السوريين، المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام، إلى دعمهم ومساعدتهم لتسهيل عبور القافلة بشكل آمن وإنساني نحو أوروبا. وقالت صفحة الحملة على «فيسبوك» إن الفكرة جاءت على خلفية تدني الظروف الاقتصادية، والمعيشية للاجئين السوريين في تركيا، والعنصرية المستمرة ضدهم، إضافة لحملات الترحيل والقرارات التي تضيق على تواجدهم في البلاد.

رداً على ابتزاز المهربين

وأضافت الصفحة أن القائمين على القافلة ليسوا من المهربين، وإنما تم طرح الفكرة رداً على ابتزاز المهربين للمهاجرين، وبينما لم تحدد الصفحة مكان أو تاريخ انطلاق القافلة، طالبت المشاركين بتوفير مستلزمات الرحلة، من غذاء ومياه ودواء وتجهيزات السفر. وأحدثت الحملة انقساماً في أوساط السوريين في تركيا، بين قسم يرفض المشاركة ويحذر من أضرار متوقعة نتيجة التشديد الأمني من جانب اليونان وبلغاريا عند الحدود التركية، وآخر يؤيد المشاركة نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون السوريون في تركيا.
وفي حين رفض أكثر من مسؤول على الحملة التعليق لأسباب أمنية، قلل الناشط الحقوقي المهتم بقضايا اللجوء السوري طه الغازي، من حظوظ نجاح القافلة في الوصول إلى الدول الأوروبية، لأسباب عديدة، منها التزام تركيا ببنود الاتفاقية التي وقعتها مع الاتحاد الأوروبي في العام 2016، وخاصة البند المتعلق بعدم السماح من تركيا للاجئين المتواجدين على أراضيها بالتوجه نحو اليونان أو بلغاريا، مقابل حصولها على الدعم المالي.
وأضاف أن الدول الأوروبية لن تسمح بوصول موجات لجوء جديدة، لأنها لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من اللاجئين، وخاصة بعد أزمة اللجوء الأوكراني. وعبر الغازي عن خشيته من أن يقوم الاتحاد الأوروبي بإصدار توجيهات تحث دول أوروبا الشرقية على تشديد الإجراءات على حدودها، لمنع المهاجرين من العبور.
ووفق الناشط الحقوقي فإن نجاح مثل هكذا حملات، يتطلب مشاركة منظمات أممية في مسير القافلة، واعتماد خطط لإعادة توطين هذا العدد الكبير من طالبي اللجوء، وقال: «هذه فرضية غير قائمة، وخاصة مع التعديلات على قوانين اللجوء التي بدأت دول التوطين اتخاذها، ما يعني أن القافلة حالة إعلامية للتعبير عن الواقع الصعب الذي يعاني منها اللاجئ السوري في تركيا، نتيجة التمييز وتنامي الخطاب العنصري».

وطـن بديل

وحول الموقف التركي من الحملة، يشدد الكاتب الصحافي التركي عبد الله سليمان أوغلو على عدم قانونيتها، مضيفاً أن فكرة الحملة ليست جديدة، حيث فشلت حملة سابقة مماثلة (قافلة الأمل) في اجتياز الحدود، وكان لها تأثير سلبي حيث زادت الدول الأوروبية من إجراءات حراسة الحدود مع تركيا». من ناحية أخرى، أشار سليمان أوغلو إلى تسبب خطاب الكراهية في الشارع التركي وما يبدو توجهاً جديداً من أنقرة للتقارب مع النظام السوري بدفع اللاجئين السوريين إلى البحث عن وطـن بديل.
كذلك، حذر الكاتب الصحافي التركي من «استغلال» بعض الأحزاب التركية المعارضة للقافلة، للادعاء بأن السوريين يريدون خلق الفوضى، وزيادة مشاكل أنقرة مع الاتحاد الأوروبي، وقال: «باعتقادي يجب على السوريين عدم الانجرار وراء هذه الدعوات المشبوهة، كما هو حال الدعوة إلى الإضراب، وخاصة في ظل عدم وجود جهة رسمية قائمة على هذه المبادرات والحملات».
في المقابل، وصف البرلماني الألماني السابق الدكتور جمال قارصلي فكرة الحملة بـ»الجيدة» وقال إن «الحملة تظهر حجم معاناة السوريين، والأمل أن تُنظم الحملة بشكل جيد وأن تحظى باهتمام إعلامي غربي لأن الدول لا تتحرك دون إثارة الضجة على المستوى الإعلامي»، داعياً في الوقت ذاته إلى مراعاة الدقة في تنظيم الحملة منعاً لاستغلالها من قبل بعض الأحزاب الأوروبية المعادية للاجئين.
لكن رغم ذلك، يرى قارصلي أن احتمالية نجاح الحملة تكاد تكون معدومة، بسبب سياسة «الأسوار العالية» من الدول الأوروبية، والضغط الكبير على الدول المستضيفة للاجئين، وأضاف أن «الأجواء في أوروبا اليوم تذكر بموجات اللجوء في العام 2015، بسبب كثرة أعداد المهاجرين، لكن اليوم في أوروبا الوضع الاقتصادي ليس على ما يرام، في ظل تداعيات الحرب الأوكرانية وقبلها جائحة كورونا».
وكان الرئيس التركي اعلن عن خطة لاعادة مليون لاجىء سوري من تركيا نحو شمال سوريا، وترحل السلطات التركية الاف اللاجئين السوريين سنويا، وتمنع عبور اي لاجىء جديد نحو اراضيها من خلال جدار تم تشيبده على الحدود معزز بحراسة امنية مشددة تستخدم القنص لاستهداف اللاجئين الذي يحاولون عبور الاراضي السورية نحو تركيا