نضال العضايلة
تابعنا باهتمام اولى جلسات مجلس النواب الجديد، ولولا خطاب العرش الذي القاه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، لقلنا اننا امام مجلس بلدي يعقد اولى جلساته، وجل اعضاؤه من حملة الثالث الاعداي، كما هي العادة، مجالس نواب فارغه، بعض النواب يتقمصون شخصية النائب، جدالات ومرافعات حول قسم يحفظه طالب الابتدائي بلا خوف، انتخابات مكتب دائم ما عبى العين بصراحه.
اكاد اجزم اننا امام مجلس نيابي لا يعلم المهام الجسام التي تنتظره، سواء في الناحية الرقابية او التشريعية، ولكن السؤال الابرز هو، كيف سيناقش مجلس الموكلة والموكولة ويقر قوانين بحجم قانون الانتخاب، وقانون الادارة المحلية، وقوانين كثيرة غيرها؟، واسال ايضاً :
هل يعلم هؤلاء النواب الذين تجادلوا تارة على القسم، وتارة على نتائج فحوصات كورونا الخاصة بهم، انهم سيناقشون أكثر المعضلات التي تواجه الأردن محلياً هي المعضلة الإقتصادية التي باتت تلازم الشعب الأردني منذ عقود من الزمن بدون حلول ناجعة تخفف ما نتج عنها من إزدياد مضطرد في معدلات البطالة وتفشي الفقر بنسب كبيرة جداً غير مسبوقة، وفتح ملفات الفساد بجميع أشكاله المالي والإداري، والإصلاح السياسي الذي ما زال يراوح مكانه وقطاع التعليم والصحة والمياه والأمن وغيرها
هل يعلم هؤلاء النواب انهم امام مشاريع الدولة الصهيونية بما فيها صفقة القرن، وضم غور الأردن والمستوطنات بالضفة الغربية، وماذا سيفعل هؤلاء في مواجهة مخططات الحكومة الصهيونية التهويدية التي يرأسها أكثر السياسيين تطرفاً في دولة العدو الصهيوني.
هل يعلم هؤلاء انهم سيواجهون ملف الإرهاب، وتداعيات الأزمة السورية التي تنعكس أثارها سلباً على الأردن كونها جاراَ شمالياً للدولة الأردنية وملاصقة لها جغرافياً لكونها الممر الطبيعي والمنفذ الأوحد للجماعات الإرهابية المتناحرة على الأرض السورية نحو دول الجوار لترويج المخدرات لتأمين السلاح وهذا ما يزيد من العبء الأمني والإقتصادي على الأردن الذي يعاني أصلاً من معضلة إقتصادية تتفاقم وتشتد أزمتها.
هل يعلم هؤلاء النواب خطورة التوطين والوطن البديل والتنازل عن الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
هل يعلم هؤلاء النواب ان القانون الذي جاؤوا على اساسه هو من اخطر القوانين التي مرت في تاريخ الاردن، وانه قانون الاجندات الخاصة والمال السياسي، وهل هؤلاء انهم لن يستطيعوا اقرار قانون الا ما تريده الحكومات المتعاقبة.
هل يعلم هؤلاء النواب انهم لو ان الاردنيين نزلوا الى صناديق الاقتراع وصوتوا لما استطاعوا ان يصلوا الى هذا المجلس، وان العزوف عن التصويت كان في صالحهم.
هل يعلم الكثير من هؤلاء النواب انهم انما اصبحوا نواباً بمالهم الاسود، او بالتزوير، وان اغلبهم كان قد غادر الى بيته وهو يعلم انه قد خسر الانتخابات.
هل يعلم السادة النواب الاجلاء ان رقاب الاردنيين، بين ايديهم، وان قوت ثلثي هذا الشعب بين ايديهم ايضاً، وان الكثير من ابناء هذا الوطن غير راغبين بوجدود مجلس نواب من الاصل.
هل يعلم نواب الموكولة والموكلةأ نهم غير مرغوب بهم لدى 70% من ابناء الشعب الاردني، وان اكثرهم لا يستحق ان يكون نائباً، وان البعض منهم لن يكون بمقدوره ان يخلد الى النوم الا على المجلس الوثيرة.
هل يعلم المجلس الجديد انه في اول جلساته بدا في ظاهره لكل مراقب منزوع الارادة اذ استسلم للتوجيهات الخارجية فيما يتعلق بكرسي الرئاسة، وهو ما يبدو أصبح حقيقة تمشي على الأرض مما سيحسب على المجلس ولا يحسب له.
ايها النواب الاجلاء،المكتوب مبين من عنوانه فيما يتعلق بالمجلس الجديد، 98 نائبا يصلون إلى البرلمان لأول مرة ولا أحد يعرفهم، وأغلب من وصل إلى البرلمان هو نتيجة إفرازات عشائرية أو مالية مع غياب للبرامج السياسي، ورغم أن المرحلة المقبلة تتطلب شكل مجلس نواب مختلف، لكن واضح أننا كررنا الشكل نفسه للمجالس السابقة، إن لم يكن أسوأ.