وطنا اليوم – تعرفوا على المطار الأردني المزدهر في القدس الذي كان يخدم الفلسطينيين حتى احتلال إسرائيل للضفة الغربية في حرب ١٩٦٧، والتي حاولت جاهداً منذ سرقته استخدامه كمطار دولي واستنساخ نجاح الأردن، دون جدوى!
انشأت سلطات الانتداب البريطاني أول مطار في فلسطين شمال القدس في قلنديا عام ١٩٢٤، وكان يستخدمه الجيش البريطاني وكبار الشخصيات حتى عام ١٩٣٦، عندما افتتحه الانتداب لبعض الرحلات المنتظمة.
بعد وقوع الضفة الغربية والقدس الشرقية تحت السيادة الأردنية في أعقاب النكبة عام ١٩٤٨، حولته الحكومة الأردنية إلى مطار مدني باسم مطار القدس الدولي عام ١٩٥٠، وطورته عام ١٩٥٦ بقيمة مليون دينار، فبات بوابة الفلسطينيين للعالم، حيث استقرت شركات طيران عديدة فيه، منها: الخطوط الجوية اللبنانية، وطيران الشرق الأوسط، وطيران الكويت، ومصر للطيران، وطيران الأردن (الملكية الأردنية). ربط المطار، القدس، بعمّان في رحلة تستغرق ١١ دقيقة، وربطها بأكثر من ١٥ مدينة، من ضمنها، بيروت، والقاهرة، وعدن، والكويت، وحتى روما.
في أوج ازدهاره في منتصف الستينات، كان يقل مائة ألف راكب سنوياً، ضعف عدد ركاب مطار ماركا في عمّان، منهم عشرات آلاف السياح والحجاج المسيحيين والمسلمين. نتيجة ذلك، شهدت القدس الشرقية انتعاش، وتم انشاء فيها عشرات الفنادق والمطاعم ومكاتب السياحة، أكثر من أي مدينة أخرى في الأردن وقتها وجلب المطار شخصيات للمدينة مثل المطربين فريد الأطرش، وسميرة توفيق، وفيروز، والراقصة الشرقية نجوى فؤاد. كان بعض الركاب يستخدمون الطائرات لنقل الصحف والكتب من وإلى القدس.
وجلب المطار شخصيات للمدينة مثل المطربين فريد الأطرش، وسميرة توفيق، وفيروز، والراقصة الشرقية نجوى فؤاد. كان بعض الركاب يستخدمون الطائرات لنقل الصحف والكتب من وإلى القدس.
شهد المطار أيضاً أوقات عصيبة، فتم تعليق جزء من نشاطه لفترات قصيرة عدد من المرات، مثل وقت قيام سوريا ومصر إغلاق مجالهم الجوي أمام الطائرات الأردنية بعد إنشاء الجمهورية العربية المتحدة عام ١٩٥٨، وتحطم طائرتين أردنيتين عامي ١٩٥٩ و١٩٦٥.
وفي عام ١٩٦٧، احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية من الأردن، وبذلك انتهى ذلك العصر الذهبي الذي شهده المطار، إذ لم تصله أي رحلة دولية مُذّاك الحين، بسبب وقوعه في منطقة محتلة حسب القانون الدولي، رغم جميع محاولات إسرائيل لتحديثه وربطه بالعالم؛ تم تداول العديد من الأفكار لتطويره، مثل تحويله لمطار فلسطيني-إسرائيلي مشترك، أو متنزه، إلا أن آخر ما تم تداوله العام الماضي، النية لهدمه وإقامة مستوطنة غير شرعية على أنقاضه، تحتوي على ٩ آلاف وحدة سكنية لليهود، وبذلك تدمير الذاكرة الفلسطينية والأردنية التاريخية في المكان.