وطنا اليوم – في مثل هذا اليوم من عام ١٩٢٤، غزت قوة وهابية (الصورة)، وهي حركة دينية قامت وسط شبه الجزيرة العربية، إمارة شرق الأردن، بحوالي ثلاثة آلاف مقاتل، حيث استهدفوا قرى اللُبَّن، والطنيب، والقسطل، وأم العمد، واليادودة جنوب العاصمة عمّان.
سارعت عشائر بني صخر، والبلقاء، والعدوان، والعجارمة، وبني حميدة، لتوحيد الصفوف، وتمكنوا من التصدي للوهابيين بمشاركة أهالي القرى، وعائلة أبو جابر، وبعض العمّانيين من ضمنهم المحارب الشركسي وصفي ميرزا، وبتدخل عسكري بريطاني من خلال الطائرات والسيارات المدرعة، إذ لم تمتلك إمارة شرق الأردن وقتها جيش كبير لحماية حدودها.
لم يكن هذا الهجوم الأول على الإمارة، سبقها بسنتين يوم ٢٢ آب ١٩٢٢ هجوم أخر للوهابيين على قريتي اليادودة والطنيب، حيث وقع فيها العديد من الضحايا الأبرياء في مجزرة وحشية، ولكن سرعان ما تم التصدي لهم من قبل عشائر بني صخر والحديد، مما أجبر الوهابيين على الانسحاب.
هذه الهجمات الوهابية كانت من أخطر التحديات التي واجهتها إمارة شرق الأردن في سنواتها الأولى.