هل تعود الاحزاب السياسية الى المشهد الاردني كما يدّعوا ..!

12 أغسطس 2022
هل تعود الاحزاب السياسية الى المشهد الاردني كما يدّعوا ..!

سند مجلي الرواشدة

بدايةً اود ان اذكر القارئ بان الحياة الحزبية عند الأردنيين لم تكن حديثة العهد، فقد بدأت قبل إعلان تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921، في عام 1919، أي في عهد الحكومة الفيصلية بالاضافه للمؤتمرات الوطنية التي كانت قيادات العشائر الأردنية تقودها لتناقش قضايا الأردن والأمة الذي تدل على الوعي السياسي المتقدم انذاك …
استمر هذا العمل الحزبي حتى عام 1957 عندما تم اعلان قرار الاحكام العرفيه ووقف الاحزاب عن العمل باستثناء جماعة الإخوان المسلمين الذي لم يشملها قرار حظر الأحزاب باعتبارها جمعية وليست حزباً …

يعد قرار الحظر عقبة رئيسة اليوم بسبب تنشئة الاجيال في تلك الفترات على الخوف من الاقتراب من العمل السياسي او حتى المشاركة في الاحزاب الذي كانت تعمل بالخفاء انذاك وعملت تلك الاجيال التي اصبحت اليوم هي من تقود الدولة والمشهد باكمله على نقل المشهد المظلم الذي كانوا يعيشوه لنا نحن الشباب وعملوا على ترهيبنا من الدخول في هذا الوسط السياسي…

و رغم عملية التحول الديمقراطي التي شهدها الأردن منذ عام 1989، فقد تأخرت العودة العلنية للأحزاب إلى الساحة السياسية حتى العام 1992 وفي انتخابات 1993 كان قد صدر قانون الأحزاب رقم 32 لسنة 1992، وبالتالي عودة الأحزاب بشكل علني إلى الساحة الأردنية وبدء تشكل عدة احزاب بتوجهات عدة وفشلت في خلق حياة حزبية تلبي طموحات الشعب …

ومنذ عهد جلالة الملك عبدالله الثاني عام 1999، عادت المبادرات الإصلاحية الملكية لتنشيط العمل الحزبي، من خلال المبادرات المعروفة، وأهمها: مبادرة الأردن أولًا، كلنا الأردن عام 2002، وكذلك من خلال إنشاء وزارة التنمية السياسية عام 2003 كما طرحت الأوراق النقاشية الملكية السبع، منذ عام 2012، مفاهيم رغبة النظام السياسي الجديدة بالإصلاح السياسي، وتعزيز النهج الديمقراطي، بهدف الوصول إلى الحكومات البرلمانية…

اليوم يوجد لدينا في الاردن 50 حزباً مسجلاً في وزارة الداخلية ووزارة التنمية السياسية وهناك 25 حزباً في طريقها الى الترخيص يقدر عدد المنتسبين الى الخمسين حزب 35 الف مواطن لا يتجاوز عدد الشباب المنتسبين للخمسين حزباً 10 الاف شاب في حين ان نسبة الشباب في المجتمع الاردني هي الاعلى…

و الحزب الوحيد المسجل من ضمن الخمسين حزب الذي يستطيع ايصال عدد من النواب هو جبهة العمل الاسلامي ، في حين ان الاحزاب الباقية لا تستطيع ايصال اي نائب ..!

إذن وفي المحصلة النهائية لا توجد لدينا احزاب حقيقية لها قواعد شعبية لنقول ان لدينا احزاب تشارك في صنع القرار لكي نصل الى الحكومة البرلمانية وتبادل السلطة التنفيذية كما هو معمول في الدول المتقدمة سياسياً…

اما عن الظاهرة عزوف الشباب عن المشاركة في الاحزاب السياسية وهي ظاهرة عامة غير مختصرة على الشباب وحدهم فالكل بأستثناء الخمسة وثلاثين الف المسجلين في الاحزاب الخمسين غير معنيين بالاحزاب وهم الغالبية الذين يزيد عددهم عن ستة ملايين مواطن…

يبقى السؤال

هل لم نتقدم بعد فكرياً وثقافياً كما تقدمت الشعوب الاخرى المتقدمة في العمل الحزبي..؟

متى ستنتهي شرذمة الأحزاب المتشابهة ..؟

وهل سيعمل الشعب على خلق احزاب تفرض نفسها بعد مخرجات لجنة التحديث السياسي ام ان النخب هي من ستقود تلك المرحله كالعاده ؟