خطوة اردنية عميقة .. أوامر بسحب مندوبي الأمن من اجتماعات الأحزاب

28 يوليو 2022
خطوة اردنية عميقة .. أوامر بسحب مندوبي الأمن من اجتماعات الأحزاب

وطنا اليوم:بدأت السلطات الاردنية باتخاذ تدابير خاصة وهادفة وبعضها عميق باتجاه التحضير والتجهيز لمرحلة تحديث المنظومة السياسية والسماح بولادة أحزاب جديدة بالرغم من إستمرار بعض الملاحظات المتعلقة بمواصلة إعتقال وتوقيف نشطاء من الحراك السياسي الشعبي ووجود ملاحظات حقوقية على سجلات الحريات العامة.
وبعض الخطوات اتخذت فيما يبدو بصورة مكتومة فيما اتخذت خطوات أخرى بصورة علنية.
ويبدو ان الانفراج في ملف نقابة المعلمين تحديدا والذي قد ينتهي بإنتخابات جديدة لتلك النقابة الضخمة جزء من خطة بناء منهاج جديد او حصة في المدارس والسلك التعليمي تحت عنوان التربية الوطنية وبهدف انهاء التجاذب في اوساط المعلمين قبل اقناعهم بالمنهاج الجديد ومطالبة مشاركتهم بتلك الحصة التثقيفية والتي وصفها وزير التعليم العالي والتربية والتعليم الدكتور وجيه عويس بانها منهجية لإثراء ثقافة الطلاب بأهمية العمل الحزبي الوطني.
قرارات القضاء التي انصفت نقابة المعلمين مؤخرا في هذا السياق على الارجح.
ومن الخطوات التي اتخذت خلف الكواليس سحب المراقبين الامنيين التابعين لأجهزة امنية مختصة من حضور اجتماعات تشكيلات الاحزاب الجديدة.
وهي خطوة بيروقراطية وفنية لم تعلن رسميا بعد حيث ينص قانون الاجتماعات العامة على صلاحية حضور مندوبي الامن والاجهزة الامنية لأي اجتماعات عمومية لكن هذه الصلاحية قد يتم تجميدها لصالح اقناع المتحزبيين الجدد بإمكانية تنسيق اجتماعاتهم بحرية اكثر مع طبعا توفير آليات المتابعة بعيد عن الاضواء والاجتماعات نفسها للمنظومة الأمنية.
الملك عبد الله الثاني شخصيا كان قد صرح بانه لن يقبل اطلاقا تدخل اي مؤسسة رسمية بإعاقة عمل الأحزاب.
وتلك اعتبرت بمثابة رسالة علنية ليس للجمهور فقط ولكن ايضا لكبار الجنرالات والمسؤولين في الاجهزة الامنية المختصة والذين يدعمون اليوم بصفة شخصية حرية العمل الحزبي لكنهم يراقبون الحيثيات عن بعد ويفترضون بان الانسحاب الكامل لوجستيا للأمن من سياق العمل الحزبي يحتاج الى التدرج والى مزيد من الوقت.
في الجامعات وحسب الوزير عويس سيسمح بالعمل الحزبي لا بل سيدعم وفق نظام خاص شريطة ان تبقى مؤسسات الجامعات مستقلة وبعيدة عن اجندات الاحزاب نفسها.
العمل يتكثف في الاردن حاليا تحت عنوان التمهيد للمرحلة الجديدة ويتخذ شكل توجيه ضمانات وتطمينات لحماية العمل الحزبي ودعمه وتشجيعه لا بل تحفيزه بين الحين والاخر.
وعلى اساس يسمح او يدعم وجود تكتلات حزبية وليست برلمانية فقط في البرلمان المقبل واحتمالية الانتقال الى سيناريو اغلبية حزبية برامجية تشكل الحكومة