الشيخة مي بنت محمد آل خليفة !

26 يوليو 2022
الشيخة مي بنت محمد آل خليفة !

بسام الياسين

وجه مدجج ببلاغة عروبية،في زمن الاقنعة.مفردة نضالية افتقدها العرب في عصر الصهاينة.فعل ايجابي في اوطان غلبت عليها السلبيات،و ساد فيها اللغو الاعلامي والمنطق التبريري.هي الشيخة مي بنت محمد الطاهرة المطهرة،استلت يدها وعفت عن تدنيسها بملامسة صهيوني آثم وسلام استسلامٍ .زينة نساء الارض، ظلت قابضة على طهرها،وان تورطت القلة القابضة على دفة القيادة،بغير ما تهوى شعوبها. ما فعلته الشيخة طبيعي،لانها مهرة اصيلة برية،عصية على التطويع والانخراط بالقطيع.ميدانها الخارطة العربية من المحيط الى الخليج،لا الحشر كالخيول المطبعة في اسطبلات التدجين .

 سيدتي السيدة / الشيخة الجليلة،كما الشفاء يأتي من بطن نحلة،والعطر من عروق وردة،والرطب من اعالي نخلة،كذلك الكرامة عنوانها انثى.فما اجمل الاسم والمُسمى، وما ابهى الطلُ والاطلالة. الوردة الجمرة انتصرت لدينها،تاريخها،ولفلسطينها.فاهل فلسطين يؤمنون ان المطبع جاسوس بالفطرة،تنصّل من عقيدته،وانسحب عروبته،وغادر قرآنه :ـ ” فلما عتوا عما نهوا قلنا لهم قردة خاسئين “. مرفوض في الدنيا،مطرود من بوابات الجنة الثمانية،ومحجوب عن الاستقامة.لذا نقول :ـ خسأ المطبعون وخاب ما يخططون.

ما هوت بالاطاحة لكنها ارتقت،فيما الاقالة من المنصب الوزاري،حررها من قيود الكرسي ومتلازمة الطأطئة،مما رفعها الى فضاء المعنى.نجمة اصبحت، تتلألأ كلؤلوة،يهتدي بها الركبان ويستنير بها العربان.وزيرة حبيسة جدران المكتب كانت ،ومحكومة ببروتوكولات مملة،فانقلبت بفضل من الله لنسر يحط فوق شواهق الذرى،ويطوف على القمم العالية.كذلك كرّمتها شعوب الامة،وعلقتها على الصدور،قصيدة ولا احلى،مثلما المعلقات السبع اللواتي كانت معلقة على جدران الكعبة، لكنها ـ هذه المرة ـ علقت على بوابة الاقصى،قصيدة مقاومة.فبكى حنظلة، وبكت معه القبة و الصخرة المشرفة،منصة انطلاق النبي محمد الى سدرة المنهى.

 في زمن الخنوع والخضوع، سيذكر الشعر ملهمته مع كل كلمة موزونة وتفعيلة.وتذكرها الارض الطيبة كلما هطلت غيمة،وتفتح لها الازهار اكمامها، كلما هبت نسمة ربيعية.وتكون الشيخة الشيخة النوتة الموسيقية،لكل عصفور في رحلة الأوبة من غربة المنفى.فالعاشق لا يعترف بحدود سياسية سايكس، ولا بحواجز امنية.جواز سفره غير قابل للقسمة،لانه ممهور بالآية الكريمة ” ان هذه امتكم  امة واحدة “.

سيدتي فشلت قصص حبنا لاوطاننا،ونجحت انت لانك صادقة ونحن كذبة.فتعلمنا منك كيف يكون الحب عطاءً مطلقاً وتضحية بلا مصلحة. فالحب متطرف لا يسكن المنطقة الرمادية.جلي هو كعين الشمس وجميل كأغنية.تمرد على المألوف،وعلى اوامر شيخ القبيلة.فحب فلسطين كشف هشاشتنا المهتوكة وشخوصنا المهشمة.

سيدتي الفريدة المتفردة. لا ابالغ ان قلت اعدت للتاريخ توازنه،للجغرافيا العربية المنتهكة حضورها.ابهرت جيلاً باكمله بفضيلة صغيرة،ان لا تفسدي الطهارة بمصافحة يهودي ماكر، ضاقت به اوروبا، فزرعته في ارضنا.لهذا صاراسمك بصمة نفتح بها ابوابنا المغلقة،ونفك فيا طلاسم الانظمة المشفرة،فالبطولة موقف لا علاقة له بالجندرية، والرجولة لا تمت للشوارب المدلاة بصلة.

ذات ماضٍ قريب،اعلنت وزارة الفنون و الثقافة في جنوب افريقيا :ـ ان جرائم اسرائيل وفظائعها اللا انسانية  في فلسطين موثقة،ولا يمكن لصاحب ضمير حي نسيانها او تجاهلها.عبارة دوت في اذن العالم،وصفقت لها افريقيا .بالامس وزيرة ثقافة عربية رفضت مصافحة يهودي،وبايماءة ذكية اعلنت ان التطبيع انتهى،فانقلبت عليها الدنيا….يامة محمد اي مفارقة هذه ؟!